هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
سورة هود: 61
العمل والمهن لا يختصها الله لأحد من عباده، بل ألأن جميع الخلق خلقوا حتى يعملوا ويعمروا الأرض، ولا تتم عمارة الأرض إلا بالعمل.
إن مفهوم العمل في الإسلام لا يقتصر على العباد فقط بل على الأنبياء والرسل وكل منهم يمتهن مهنة معينة حتى يكون من ورائها منفعة له ولقومه، لذلك سوف نعرض لكم المهن التي كان يعمل بها الأنبياء والرسل في الموضوع التالي
نبي الله نوح عليه السلام من أولي العزم من الأنبياء والرسل، وأولي العزم هم الأنبياء الذين يكون لهم درجات أرع وفضل من دون غيرهم، كما أن سيدنا نوح عليه السلام يعتبر الأب الثاني للبشرية وذُكر اسمه في العديد من المواضع في القرآن والتي أوضحت نسبه الذي يعود إلى نبي الله إدريس.
ولد سيدنا موسى عليه السلام في الوقت الذي أمر فرعون أن يقتل كل مولود ذكر من بنى إسرائيل.، وهذا ما دفع أمه أن تخفي حملها عن الناس، وقد أوحى الله لها أن ترضعه وتضعه في تابوت وتلقي به في النهر وأن الله سوف يعيده إليها ويجعل له شأن ومقام.
نبي الله إدريس عليه السلام كان يعمل في مهنة الخياطة، حيث إنه أول من قطع الثياب وقام بتخيطها، وبدأ في صناعة الملابس من الصوف وحياكتها بالإبرة.
عمل سيدنا إبراهيم عليه السلام في مهنة الزراعة عندما كان صبياً ولم يبلغ من الله بالرسالة.
عمل نبي الله داوود في الحدادة، قال الله تعالى:وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ” (سورة سبأ: 10)
عمل سيدنا إلياس عليه السلام في مهنة غزل النسيج والصناعات اليدوية الأخرى، كما أنه أرسل إلى دعوة بني إسرائيل فقي الوقت الذي أنشغلوا به في جمع الأموال وحبوها بشكل كبير.
لذلك فقد أعطى الله لنبيه إلياس العديد من المعجزات الحسية حتى يأمن الناس بدعوته ، وعلى الرغم من أنه عرض كافة المعجزات الحسية إلا أن القوم أستقبلوه بالرفض، وأستعدوا للتخطيط لقتله.
عمل سيدنا داود حدادا وبرع في عمله اشد البراعة حيث كان يصنع ما يفيد المحاربون في الحرب من سيوف ودروع قد أبتكر عليه السلام طريقة جديدة في صناعتها بحيث لا تكون ثقيلة على يد المحارب وفي نفس الوقت ليست خفيفة فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز
(أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) كما قال الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) وفيما معناه أن الله من على عبده عندما ألان له الحديد كي يسهل له تشكيله وهذا من فضل الله ورحمته .
عمل سيدنا صالح عليه السلام في تربية الإبل والتجارة بها بعد ذبحها وأخذ الألبان منها، أرسل الله عز وجل نبيه صالح عليه السلام إلى قبيلة ثمود ومهي قبيلة عربية ، كانت تعيش في الحجب الذي يوجد بين الحجاز وتبوت.
قوم ثمود كانوا يعبدون الأصنام ، وغير موحدين بالله عز جل، وعندما اجتمع سيدنا صالح بهم ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام رفضوا بشدة واتهموه بالجنون والسحر.
كان سيدنا هارون عليه السلام وزيراً لأخاه موسى عليه السلام، حيث طلب سيدنا موسى من الله عز وجل أن يكون أخيه عوناً له حتى يفهم قومه كلامه، قال الله تعالى: “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِ”.” (سورة طه 29: 32)
عمل سيدنا عيسى عليه السلام في الطب وعلاج المرضى، قال الله تعالى: “وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ” (سورة آل عمران: 49)
ومن الجدير بالذكر أن الله عز وجل منح سيدنا عيسى عليه السلام العديد من المعجزات ومنها إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ويخبر الناس بما يدخرون وبما يأكلون من طعام في بيوتهم.
قال الله تعالى: “وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” (سورة آل عمران: 49)
اشتهر سيدنا لقمان عليه السلام بالحكمة، فقد أطلق عليه اسم لقمان الحكيم، قال الله تعالى: “وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ” (سورة لقمان: 12)
كما أنه عمل في الطب وعلاج المرضى، حيث أتاه الله علم وحكمة كبيرة.
لم يعيش سيدنا يوسف عليه السلام مع أخوته، حيث إنه قاموا بإلقاءه في البئر وأنتظروا احد السيارة يلتقطه، وقد عاش حياة صعبة ولكن الله أكرمه أعلى من شأنه ورفع قدره بين الناس، كما أنه جمع بينه وبين أهله مرة أخرى بعد العديد من السنوات، بعد أن عمل وزير للمالية في مصر، ووضع الله تحت يده خزائن الأرض.
كان يعمل سيدنا يونس عليه السلام صياد للأسماك، وقد أُطلق عليه ذي النون أو صاحب الحوت حيث إنه عاش فترة من الزمن في بطن الحوت ومن ثم خرج بعد أن سمع الله دعائه.
كان سيدنا لوط من الرحالة، كما أنه عمل من ضمن المؤخرين، كان سيدنا لوط عليه السلام ابن شقيق سيدنا إبراهيم عليه السلام ويعيش في العراق، وأمن برسالة سيدنا إبراهيم.
سيدنا سليمان ابن سيدنا داوود عليه السلام، ورث من أبيه الحكمة والملك، حيث إنه كان لديه ذكاء شديد وحسن تدابير للأمور، ومن الجدير بالذكر أنه استخدم الخوص في صناعة السلة، وهو أول من استخدم النحاس، وقد وهبه الله العديد من القدرات وهي التحدث إلى الحيوانات وفهم لغته.
خير خلق الله محمد كان يعمل في حرفتين قبل البعثة راعيا وتاجرا فقد بدأ في الرعي منذ الصغر فقد كان عمره ثمانيه عام فظل راعيا حتى الخامسة عشر ثم أتجه للتجارة كباقي أهل مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بعث الله نبياً إلّا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط )
هناك العديد من العظات والحكم التي تأتي من رعي الأنبياء للغنم، ومن هذه الحكم ما يلي:
في الختام، أود أن أشير إلى أن المهن والعمل من الأمور الواجبة على كل فرد فنحن خلقنا حتى نعمر الأرض لا لنفسدها، وهذا ما أمرنا به الله عز وجل.
عمل سيدنا إبراهيم عليه السلام في مهنة الزراعة عندما كان صبياً ولم يبلغ من الله بالرسالة.
سيدنا سليمان ابن سيدنا داوود عليه السلام، ورث من أبيه الحكمة والملك، حيث إنه كان لديه ذكاء شديد وحسن تدابير للأمور، ومن الجدير بالذكر أنه استخدم الخوص في صناعة السلة، وهو أول من استخدم النحاس، وقد وهبه الله العديد من القدرات وهي التحدث إلى الحيوانات وفهم لغته.