تعتبر قصص الأنبياء ركن أصيل من أركان الإيمان، والذي ينص على الإيمان بالأنبياء السابقين لدعوة رسول الله محمد- صلى الله عليه وسلم- فهناك العديد من الأنبياء الذين ذكرهم الله- تبارك وتعالى- أو أشار إليهم في القرآن الكريم، وقد ذكرهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعرفنا عنهم الكثير من المعلومات، ويستخدم المعلمون في الكثير من الأحيان كتابة مواضيع الإنشاء للتأكد من وصول القصة بالشكل السليم إلى طلابهم، ولهذا عملنا على كتابة موضوع إنشاء عن النبي نوح- عليه السلام-.
أحد أنبياء الله الصالحين، وهو من أوائل الأنبياء الذين بعثهم الله بعد سيدنا آدم عليه السلام، وهو أطول الأنبياء عمراً على الإطلاق، وقد قضى أطول مدة زمنية يدعو فيها قومه، فامتدت الدعوة إلى رسالته إلى ألف عام إلا خمسين فقط، أي 950 عام، وخلال تلك الأعوام الطويلة، مر سيدنا نوح بالعديد من الأزمات والمواجهات بينه وبين قومه، والذي انتهى به الحال بأن دعا عليهم، وقد لحق بهم العذاب الشديد، والذي لحق بكوكب الأرض كاملاً، والذي لا تزال توجد له الكثير من الآثار حتى الآن.
نبي الله نوح- عليه السلام- هو ثالث الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله- جل في علاه- لهداية البشرية، وإبعادهم عن ظلام الكفر والشرك بالله، وأن يعبدوا الله الواحد القهار، ولا يشركوا بالله شيئاً آخر، وهو بعد آدم وإدريس- عليهما السلام-، وقد اختلف العلماء على المدة التي فارقت بين سيدنا آدم وسيدنا نوح- عليهما السلام- فذكر البعض أن سيدنا نوح قد جاء بعد سيدنا آدم بما يقرب من 164 عاماً، كما ذكر آخرون بأنه جاء بعده بآلاف السنين.
تعد البشرية كلها في الوقت الحالي من نسل أولاد سيدنا نوح- عليه السلام-، وذلك بعد أن هلك كل الكفارو الظلمة، وتبقى المؤمنين فقط من أولاد سيدنا نوح ومن نسلهم، وقد امتدت البشر وخرجت كلها من نسل أجناسهم، وتذكر الكتب الدينية القديمة بأن أولاد سيدنا نوح هم حام وسام ويافث، ويذكر أن من أبناء سيدنا نوح “كنعان” ولكنه لم يستمر بنسله لأنه لحق به ما لحق بالكافرين من قوم نوح.
بعث الله- جل جلاله- سيدنا نوح- عليه السلام- إلى قومه وذلك بعد أن بدأت الضلالات في الظهور فيهم، وبدأ الجحود بالله، فبعث الله فيهم رسوله نوح- عليه السلام- ليرشدهم إلى الطريق القويم، ويذكر أن بداية عهد قوم نوح بالضلالات حينما بدؤوا يعبدوا الأصنام، والتي كان قد بناها من قبلهم أجيالاً أخرى لرجال صالحين منهم، وكان الغرض من تلك التماثيل تخليد ذكراهم.
بدأ سيدنا نوح- عليه السلام- في دعوة قومه إلى الإيمان بالله والتوحيد به، وإفراد العبادة لله- جل جلاله-، وذكر يذكر لهم ضرورة اتباع أمر الله وطاعته؛ حتى يغفر لهم ما سبق لهم من خطايا، ويبعدهم عن العقاب الأليم، وأن يعطيهم فرصة أن يؤمنوا بالله، حتى يموتوا وهم مؤمنين.
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)
سورة نوح
بعدما يأس نوح- عليه السلام- من هداية قومه، دعا عليهم، بأن يطبع الله على قلوبهم بضلالهم فلا يهتدوا أبداً إلى الحق، وأن لا يترك الله للكافرين على تلك الأرض مكاناً، لأنهم أضلوا الناس عن سبيل الحق والهدى، ولا يأتي من نسلهم إلا من لا يؤمنون بدين الله بل ويجحدون بنعمته أيضاً.
أوحى الله إلى نبي الله نوح- عليه السلام- بأن يبني سفينة، وكان بناء السفينة من الأمور المستغربة على قوم نوح، كونهم أناس يعيشون في قلب اليابسة، ويبعدون عن المساحات المائية، والتي تساعد السفينة على السير، فكانوا يسخرون منه وهو يستمر في صناعة السفينة، حتى انتهى به الأمر إلى أن يرد عليهم بأنه سيسخر منهم كما يسخرون منه، وأنه سيعرفون الحق قريباً، وأنهم قوم ظالمين، واستمر في بناء السفينة برعاية ووحي من الله- تعالى- حتى أكملها.
حتى إذا جاء أمر الله بهلاك الكافرين، وأمر سيدنا نوح بأن يجمع في سفينته من كل الحيوانات نوعين ذكراً وأنثى، وأن يجمع من قومه من آمن معه، ولم يكونوا إلا قليلين فقط من آمنوا معه، وبدأ العذاب على الكافرين، فكانت السماء تمطر بغزارة، وكانت الأرض تنشق وتخرج منها الماء متدفقاً، حتى بدأ الماء تحمل السفينة وفيها الصالحين ممن ركبوا مع سيدنا نوح، وانتهى الأمر بالكفار بأن غرقوا جميعاً.
بعد كل ما عرضناه عن نبي الله- نوح عليه السلام- فيجب لنا الإشارة إلى أن سفينة نوح- عليه السلام- لا تزال سراً حير العلماء قديماً وإلى الآن، فقد اختفت ولا يوجد لها أي أثر، وقد تمكن العديدون من العلماء والباحثين صنع نماذج مشابهة للوصف الذي جاء في التوراة والإنجيل عنها، ولكن لم يستطع أحد الآن تحديد مكان رسوها أو تواجدها من الأساس.
صنعها نبي الله نوح- عليه السلام- بنفسه، وبوحي ورعاية من الله- جل جلاله-.
استمر سينا نوح- عليه السلام- يدعو في قومه إلى التوحيد بالله وعدم الشرك به 950 عاماً.