حكم التشهد الأول والأخير في الصلاة يعبر عن أهمية التوحيد والقرب من الله. التشهد الأول يشهد بوحدانية الله ورسالة محمد. والتشهد الأخير يختم الصلاة بالتحية والبركة على النبي. تعبر الجمع بينهما عن إشهار الإيمان والخشوع أمام الله. ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل ما يتعلق بالتشهد في الصلاة.
التشهدان الأول والأخير هما جزء من أذكار الصلاة التي يقولها المصلي خلال أدائه للصلاة. الفارق بينهما يتمثل في الزمان والصيغة. التشهد الأول يأتي بعد الركعة الثانية في الصلاة، باستثناء الصلوات المكونة من ركعتين.
أما التشهد الأخير فيأتي أثناء الجلوس من السجود بعد الركعة الأخيرة في الصلاة. يُقَال التشهد الأخير في الركعة الثانية من صلاة الفجر، والركعة الثالثة من المغرب، والركعة الرابعة من الظهر والعصر والعشاء. هذه هي الاختلافات بين التشهد الأول والأخير في الصلاة.
هل التحيات في الصلاة فرض أم سنة؟ سؤال تناوله الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الإفتاء على فيسبوك. أوضح ممدوح أن التحيات والصلوات التي نقولها في الصلاة في التشهد الأول سنة، وتركها عمدًا يستلزم سجود السهو، أما التشهد الأخير فهو فرض.
فيما يتعلق بالتشهد الأوسط، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أنه يُقرأ بين (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله)، ولكن الشافعية يُقرون حتى (اللهم صل على سيدنا محمد)، أما الأئمة الآخرون فيقرون حتى (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله).
وإذا أكمل المصلي التشهد فلا مانع في ذلك. يُستحسن قول التحيات الأولى التي علمها النبي لأصحابه: “التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”.
سأل متصل الدكتور علي جمعة، مفتي جمهورية مصر العربية السابق: “نسيت التشهد الأوسط في الصلاة فهل تبطل صلاتي؟”، فأجاب جمعة بأن صلاته صحيحة ولا تبطل، لكنه يجب عليه إتمام سجدتي السهو قبل التسليم من الصلاة. وأضاف أن سجدة السهو مقصودة لجبر الخلل في الصلاة المفروضة فقط، ويسبح المصلي الله ثلاث مرات فيها.
فيما يخص التشهد الأوسط، أشار الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إلى أنه يُقرأ فيه “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”. وأوضح أنه يُمكن للمصلي أن يكمل التشهد إلى نهايته إذا أراد، ولا يوجد حرج في ذلك.
بالنسبة للإمام إذا نسي التشهد الأوسط، فأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأنه يجلس للتشهد الأوسط ويكمله، وليس هناك حاجة للقيام مجددًا. أما إذا كان الإمام ما زال قريبًا من وقوف الركعة الثالثة، فيجب عليه الاستمرار في الصلاة دون الجلوس للتشهد الأوسط، ويمكنه كمل التشهد والصلاة بشكل طبيعي.
أكدت دار الإفتاء أن التشهد الإبراهيمي على النبي محمد صلى الله عليه وآله يجب أن يكون في التشهد الأخير في الصلاة، وذلك وفقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأشارت الإفتاء إلى أن التشهد الأول يتضمن التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله، والسلام على النبي ورحمته وبركاته، والسلام على المصلين وعباد الله الصالحين، وإلى أنه يجب أيضاً أن يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهذا ما علمه النبي لأصحابه.
وأشارت إلى أن هناك رواية أخرى للتشهد تشمل تحيات الصلوات والطيبات والسلام على النبي ورحمته وبركاته، والسلام على المصلين وعباد الله الصالحين، وتشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. وقد رواها أحمد.
شاهد أيضاً: صيغة التشهد عن المالكية
الاختلاف بين الركن والواجب في الصلاة يتجلى في تأثير ترك كل منهما على صحة الصلاة. الأركان هي الأفعال الأساسية التي يجب أداؤها في الصلاة ولا يجوز تركها، سواء كان ذلك ناتجًا عن النسيان أو العمد.
إذا تم تجاوزها، تُعتبر الصلاة باطلة. من أمثلة الأركان: تكبيرة الإحرام، والركوع، والسجود. أما الواجبات في الصلاة فهي أفعال يجب أداؤها أيضًا، وإذا تم تركها بتعمد، يُبطل صحة الصلاة، لكن إذا تركت ناسيًا، يمكن تصحيحها من خلال سجود السهو.
من أمثلة الواجبات: التكبيرات في الصلاة، والجلوس بين السجدتين. والله أعلم.
في التشهد الأول، نقدم التحيات الطيبات، بينما في التشهد الأخير، نعبر عن الصلوات الإبراهيمية، وبعد ذلك، نلتفت إلى دعاء التشهد الأخير. يُستخدم في ذلك الوقت الصيغ التالية:
جلسة التشهد الأول: صيغة التشهد هي العبارات المأخوذة من السنة النبوية والتي يستخدمها المصلي أثناء صلاته. هناك عدة صيغ صحيحة ومعتمدة، منها:
جلسة التشهد الأخير: صيغة التشهد الأخير تتضمن الصلوات الإبراهيمية وتأتي بعد ذكر إحدى صيغ التشهد الأول الصحيحة. صيغ الصلوات الإبراهيمية كما وردت في الحديث الشريف هي:
دعاء التشهد الأخير: بعد الانتهاء من التسليم، يمكن للمصلي أن يُبدي دعاءً شخصياً أو يستخدم أقوالاً مأثورة من السنة النبوية الشريفة. من أمثلة الأدعية في هذا الوقت:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ وَعَذَابِ القَبْرِ. اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِن نَفْسٍ لا تَشْبَعُ وَمِن دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا” (رواه مسلم من حديث زيد بن أرقم).
من المهم أداء التشهد والأدعية بشكل صحيح وخاشع أثناء الصلاة للتواصل الرقيق مع الله.