أصحاب الكهف هم مجموعة من الفتية الشبان والذين وردت قصتهم في الديانات السماوية الثلاثة ” الإسلام، المسيحية واليهودية” هؤلاء الفتية آمنوا بالله عز وجل ونزهوا أنفسهم من عبادة الأوثان وحرصوا على عبادة الله الواحد الأحد، وقد قال بعض المؤرخين أن هؤلاء الفتية عاشوا في زمن حكم ديقيانوس وقد تعرضوا إلى الأذى والاضطهاد الشديد، مما دفعهم إلى الهرب بعيدًا عن ظلم وفساد القوم بعد أن قاما بدعوتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وقد لجأ الشبان إلى كهف بعيد ومظلم عن القرية ويقال أنه في دولة الأردن وقد نام الفتية في الكهف عدد من السنين، حيث قال الله تعالى:” وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا * وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا *وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا”.
الإجابة على سؤال كم سنه نام أهل الكهف هي حوالي ثلاثمائة وتسع أعوام وذلك على حسب ما جاء في سورة الكهف حيث قال الله تعالى: “وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا * قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا”وذلك فيما يتعلق بالسنوات القمرية، وبحساب السنوات الشمسية وجد أنهم لبسوا ثلاثة مائة عام فقط.
ثمَّ بعدَ هذه السنينَ أيقظهم الله -عزَّ وجلَّ- من نومهم، وخرجوا ليشتروا طعامًا لهم، فعثرَ عليهم أهل البلدةِ آنذاكَ، وقد حكى الله -عزَّ وجلَّ- ذلك في قوله: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا}
قد تباينت الآراء حول مكان أهل الكهف وقد تم الاستناد على الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم، وقد رجع العديد من الباحثون والمؤرخون أن الكهف الذي لبث فيه الفتيه هو كهف الرقيم والذي يوجد داخل قرية الرجيب والتي تبعد نحو سبعة كيلو متر من شرق عمان العاصمة الأردنية، يذكر أن مكتشف الكهف هو الصحفي تيسير ظبيان.
إنّ الآراء تباينت أيضًا في عدد أهل الكهف حيث قال البعض أنهم كانوا ثلاثة ورابعهم هو كلبهم، بينما قال البعض أنهم كانوا خمسة وسادسهم كلبهم، وقيل سبعة وثامنهم كلبهم، وحينما نزلت الآية الكريمة: “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ” تبين أنّ عددهم هو سبعة وثامنهم كلبهم،