كثيراً ما نسمع عن الحب الأفلاطوني، ولكن لا نعرف ما هي صفات هذا الحب، وهل نحن بحاجة لمعرفته لكي نتعلم منه ومن صفاته، هذا ما سنقوم بتوضيحه في الفقرات الآتية.
يعد مصطلح الحب الأفلاطوني هو عبارة عن فكرة قد نشأت من الفلسفة اليونانية القديمة، وقام المفكر المشهور أفلاطون بتعريفه في حواره المشهور (Symposium)، على الرغم من أنه لم يستخدم هذا المصطلح تحديداً، حيث قام بكتابتها على شكل سلسة من الخطابات والتي تكشف عن مفاهيم عديدة عن الحب، حيث يوضح من خلالها أن الحب أعظم من أن يكون مجرد انجذاب جسدي، إنما هو انجذاب روحي وفكري أيضاً.
توضح فكرة أفلاطون عن الحب الرومانسي إلى أنه يشير على الانجذاب الجنسي والحميمة الجسدية، ولكن الحب الأفلاطوني يدل على تضمنه للميل الرومانسي أو انجذاب جسدي.
عادةً ما يستخدم مصطلح الأفلاطوني لكي يشير إلى وصف الصداقات القوية، كما يتسامى هذا الحب أيضاً عن علاقة جنسية أو انجذاب أو الالتزام الرومانسي، ومن الممكن أن ينطبق هذا أحياناً على علاقات بين شخصين من نفس الجنس، إلا أنه يمكن أن يقع بين أشخاص مختلفين في الجنس تماماً.
يجمع الحب الأفلاطوني بين شخصين معاً، بغض النظر عن الجنس والعرق والعمر والتوجه الجنسي، وفيه يشعر أطراف العلاقة الفلاطونية بالامتنان والولع واهتمام كبير متبادل بينهما، ومن الممكن أن تتحول هذه العلاقات التي تنشأ من صداقات عادية إلى روابط أقوى وأعمق.
علامات الحب الأفلاطوني
هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أن هناك وقوع شخصين في حب أفلاطوني، بالإضافة إلى العلامات الأساسية التي يتضمنها الحب أيضاً، وفيما يلي سوف نعرض بعض أهم هذه العلامات على النحو التالي:
التشابه والتطابق بين الأهداف والقيم والاهتمامات وأحياناً السلوك بين الطرفين.
القيام بالدعم بين الطرفين، وخصوصاً عندما يمر أحداهما بأوقات عصيبة وبعض المشاكل الحياتية.
الاستمتاع بقضاء الوقت معاً وتبادل الأحاديث فيما بينهم.
خصائص الحب الأفلاطوني
هناك الكثير من الخصائص والصفات التي يتسم بها الحب الأفلاطوني، والتي سوف نقوم بعرض أهمها على النحو الآتي:
التقدير المتبادل بين الطرفين: تشير الكثير من الدراسات إلى أن التقدير المتبادل بين طرفي العلاقة والشعور بالحب الامتنان تجاه الآخر، فذلك من الممكن أن يزيد من قوة وترابط العلاقة بينهما.
الصدق: تعد صفة الصدق من أهم خصائص أي علاقة يمر بها الإنسان، حيث يمنح طرفي العلاقة الثقة الكافية للاطمئنان والاستمرار في هذه العلاقة.
حدود العلاقة: إلزام أحد أشخاص العلاقة الطرف الآخر أن يحترم الحدود التي وضعها له هي من أسمى الخصائص التي تعمل على الحفاظ على العلاقة بينهما، وهذا يرجع لطبيعة شخصية كلاً منهما.
اللطف والتفاهم والاستقلالية: وهي من الصفات التي تدعم العلاقة كما تزيد من قوتها وترابطها، والتي يجب أن يتسم بها كل أفراد هذه العلاقة.
نكران الذات: أن يقوم أحد أفراد العلاقة التقليل من ذاته وإلغائها في سبيل إسعاد الطرف الآخر، وهذا من أكثر الأخطاء التي من الممكن أن يرتكبها الشخص في حق ذاته، وعادةً ما تسبب في تدير وانتهاء العلاقة بينهما.
التغاضي عن الأخطاء: لا يحتوي الحب الأفلاطوني على التوقعات التي من الممكن أن تتسبب في خلق الخلافات مما يجعل التغاضي عن الأخطاء والهفوات أمراً سهلاً.
أهمية الحب الأفلاطوني
ترجع أهمية الحب الأفلاطوني إلى الفوائد والمميزات التي تعود على الشخص عند أقابله على الدخول في مثل هذا النوع من العلاقات، وهي تمثل فيما يلي:
تعتبر القوة من إحدى السمات والخصائص المميزة للحب الأفلاطوني، والذي يتميز بشدة الحب الروحي بشكل يشبه أن يكون لك توأم روحي يدرك مدى أهمية قضاء الوقت مع شريكه ومدى حاجة كل منهما للآخر.
يعتبر الحب الأفلاطوني من أكثر أنواع الحب الذي تميز بالأريحية، والتي تسمح لكل أطراف العلاقة أن يتصرفوا بشكل تلقائي، كما يتحدثوا عما يدور في أذهانهم بكل حرية وأمان وعدم التعرض لأي نوع من الضغوط.
يعد عدم وجود الالتزامات تعد أحد مميزات الحب الأفلاطوني وأهم فوائده، حيث أن تتكون العلاقة بشكل تلقائي وطبيعي، ولا يسعى أحداً منهما للوصول إلى هدف معين كالزواج مثلاً.
أهم ما يميز الحب الأفلاطوني أنه حب خالي من الضغوطات، والتي يترتب عليها أن يتحمل الشخص فيها الصعوبات، مثل ما يواجهوه أصحاب الحب الرومانسي مثل الزواج والإنجاب.
يتميز الحب الأفلاطوني بأنه علاقة وطيدة ذات روابط قوية تمنح أفراد هذه العلاقة الفرصة للتحدث عن أي فكرة أو أي شعور بكل حرية دون خوف.
يعد الحب الأفلاطوني أحد مصادر الدعم والاهتمام الذي من الممكن أن يزيد من شعورك بالحب والسعادة.
من أهم صفات الحب الأفلاطوني هو تقبل كل أطراف العلاقة بعضهما البعض، وهذا ما يجعل العلاقة ملاذا آمناً تستطيع أن تتصرف فيه بشكل طبيعي.
لماذا أنت بحاجة إلى الحب الأفلاطوني؟
من الممكن أن نصف الحب الأفلاطوني على أنه أن يكون لديك صديق مفضل مقرب، كفرد من عائلتك وعادةً يكون الارتباط أعظم من ذلك أيضاً، وهناك العديد من الفوائد التي من الممكن الحصول عليها من علاقة حب أفلاطونية، وهي تكون على النحو الآتي:
علاقة سهلة: حيث إنه حب لا يتطلب الكثير من الجهد، فهو عبارة عن صديقين مقربين يمضيان بعض من الوقت في التحدث فيما بينهما، أو القيام بمغامرة ما، ويحدث هذا النوع من الترابط في علاقة الحب الأفلاطونية دوناً عن العلاقات الأخرى، حيث أن الصديق الأفلاطوني الحقيقي يتقبلك كما أنت، بعيداً عن عما أنت عليه، وهذا ما يجعلك أن تتخلى عن ارتداء القناع أو أن تكون شخصاً آخر عندما تكون مع هذا الشخص.
علاقة خالية من الضغوطات: تبتعد علاقة الحب الأفلاطونية عن العديد من الضغوطات والمشاكل والصعوبات والتي هي تتوفر في أنواع الحب الأخرى، حيث لا يوجد فيه أي أهداف تتعلق بالزواج والإنجاب، أو علاقة حميمية جسدية وغيرها مما يحدث في العلاقات الاعتيادية.
علاقة قوية: يعتبر الحب الأفلاطوني من أقوى أنواع الحب بصورة عامة، فالأمر يكون عبارة عن أن يكون لديك توأم روحي، ولكن دون تبادل أي أحاسيس رومانسية بينكما، كما يكون الأفراد في هذه العلاقة يشعروا بمدى أهمية قضاء الوقت معاً، بالإضافة إلى مقدار حاجتهم إلى أن يكون الطرف الآخر إلى جانبهم، وهذا ما لا ينطبق على علاقات الحب الرومانسية حيث يكون فيها الأفراد شديدي التعلق وهذا ما يسبب التوتر في العلاقة بينهما، حيث أن الرابط في الصداقة الأفلاطونية هو عبارة عن الحب الروحي.
علاقة خالية من الالتزامات: تتسبب علاقات الحب الرومانسية حالة من عدم الاستقرار، مثل الضغط الذي ينتج من الانتقال في العلاقة بالسرعة الصحية والحاجة إلى أن تكون حميميا مع الطرف الآخر، بالإضافة إلى الشكوك والخوف من الخيانة التي تصيب هذه العلاقات، وهذا ما لا يحتوي عليه الصداقات الأفلاطونية لعد وجود هدف نهائي يجب الوصول إليه.
إذا كنت بحاجة لشخص للفضفضة: من الواجب فعله بين أصدقاء العلاقة الفلاطونية هو استماع كلاً منهما للآخر، واحترام مشاعره وتقبلها.