كيف اعرف شخص على حقيقته من خلال آليات منهجية واضحة يمكن اتباعها في شتى الحالات والظروف، لا تقتصر على الإحساس العاطفي الفطري الغير ملموس الذي يقبل الخطأ أكثر من الصواب..ذلك ما سوف نتناوله تفصيلًا من خلال موضوعنا لمعرفة كيف اعرف شخص على حقيقته من خلال موقع موسوعة.
إن التفاعل البشري عبارة عن رسائل لفظية ورسائل غير لفظية، الرسائل اللفظية هي التي يقوم الإنسان بنقلها للآخر بكامل وعيه وإدراكه من خلال “العقل الواعي” مثل(الرسائل النصية، الرسائل المنطوقة).
قبل أن أغوص في عمق العملية التحليلية التي ترد على تساؤل كيف اعرف شخص على حقيقته يجب أن نتعرف على بعض الحقائق المتعلقة بلغة الجسد منها:
بهذا يمكننا أن نبدأ في رحلة استكشاف الأدوات التحليلية للغة الجسد لنعرف الرد المفصل لسؤال كيف اعرف شخص على حقيقته .
مما سبق يمكننا أن نبدأ في دراسة أدوات معرفة حقيقة الشخص بالاستعانة مرجعية علمية جمعت بين المعرفة النظرية الأكاديمية في مجال تحليل السلوك والخبرة العملية بالعمل في الـ FBI وهي الدكتورة بيان غلاس مؤلفة كتاب “لغة جسد الكاذبين” لنستطيع إجابة سؤال كيف اعرف شخص على حقيقته من خلال ملاحظة علامة الكذب وهي:
من خلال ملاحظة وضعية الرأس وتحريكها يمكننا الكشف عن حقيقة الشخص الذي أمامنا، وتتمثل وضعيات الرأس في (الرجوع بالرأس للخلف، النزول بها لأسفل، الإنحناء لليمين، الانحناء لليسار)، فإذا حدث أيٍ من تلك العلامات فإن الشخص غالبًا يكذب.
عندما يقوم الشخص بالكذب فإن رسائله اللفظية تتنافى مع الغير اللفظية وهو ما يرفضه الجسم، لذلك يحدث تغير في تدفق الدم مما يؤدي لتغير في دقات القلب، فينعكس هذا على سلوك الشخص مثل التنفس بصعوبة وانخفاض نبرة الصوت بسبب ضيق التنفس.
لا يبدأ الشخص في التحرك في أركان مكانًا ما إلا بعد أن يشعر بأريحية بداخله، كذلك الوضع مع السلوك الجسدي، فإذا كان الشخص كاذب فإن جسده لا يشعر بأريحية فلا يتحرك أي حركة طبيعية بسبب هذا الاضطراب بين جسده ولفظه، فيبدو الشخص الكاذب متصلبًا كقطعة الخشب.
عندما لا يذاكر الطلاب إلا فصول قلة من منهجه الدراسي قبل الامتحان لا يستطيع الإجابة على أسئلة سائر الفصول لكن يبدأ في تكرار إجابته في كل سؤال، كذلك الحال مع الشخص الكاذب، يبدأ في تكرار الجمل والكلمات كفرصة للعقل الإبداعي ليخلق رد مقنع للسؤال.
الجسد صادق دومًا فحتى عندما يقوم الشخص بمحاولة الكذب يرفض الجسد هذا السلوك ويقوم بمحاولة لمنعه مثل: تغطية الفم باليد عند التحدث، هذا السلوك اللا شعوري يكشف حقيقة الشخص الذي يتحدث.
ليس الكذب أبدًا بالسلوك المريح، فعندما يحاول الشخص الكذب يبدأ الصراع الداخلي الذي يظهر على هيئة سلوك غير شائع للشخص الكاذب، مثل: محاولة الانكماش بأن يغطي أجزاء من جسده ويقلل من مساحته في محاولة من الجسد للهروب من الموقف الغير المريح..من خلال ملاحظة مثل هذا السلوك يمكننا معرفة كيف نكشف كذب الشخص وبالتالي نرد على سؤال كيف اعرف شخص على حقيقته
تلك النقطة تبدو مُتعاكسة مع النقطة التي تسبقها، لكنها في حقيقة الأمر تكاملية لها، حيث إن الشخص الكاذب عندما يلاحظ أن جسده يبدأ في الانكماش يحاول أن يسلك سلوك دفاعي بالتحرك المُبالغ والتلويح باليد والذراعين بشكل زائد عن الطبيعي فتكون تلك إشارة توفي الرد على سؤال كيف اعرف شخص على حقيقته.
يقولون أن “أكثر طريق للشيء الخط المستقيم” وهذا المثال يتضمن مبدأ هام للكشف عن الكذب، حيثُ يبدأ في سلك الطرق المتعرجة الملتوية للهروب من الحقيقة وتهميش الموضوع الأصلي بالتعمق في الهوامش الفرعية والاستفاضة بها.
أجرت قناة الـ CNN تقرير عن السلوك الغريب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أثناء خطابته السياسية، حيثُ يقوم بشرب الماء بشكل مريب.. حيثُ أوضحت أن الكذب سبب جفاف في الحلق مما يجعله يضطر لشرب المياه بكثرة بهذا السلوك.
هذا بالضبط ما نعنيه في هذه النقطة، إن الكذب يسبب تغيرات في الجسد مثل جفاف الحلق مما يجعل الشخص الكاذب يبدأ في سلوك غريب مثل زم شفتيه أو عضها أو اللجوء لشرب الماء بكثرة واضطراب.
هذا النقطة تندرج تحت السلوك الدفاعي المُبالغ مثل “الحركة الاضطرابية” حيث يحاول الشخص الانتصار في المعركة بينه وبين جسده بأن يطوعه لقول لإيصال نفس الرسائل اللفظية الكاذبة، فيحاول في المحافظة على الاتصال البصري بشكل مبالغ فيه، فيظهر على هيئة نظرة عين باردة ثابتة، كمحاولة لامتلاك زمام الحديث وإخفاء الكذب.
هُناك مشهد أيقوني في الفيلم المصري “الفيل الأزرق-الجزء الأول” حيثُ يُظهر المشهد كشف البطل للشخص الكاذب من خلال طلبه أن يُعيد حكي القصة بالقلوب، فبدأ الشخص بإسقاط مشاهد من القصة وخلط تفاصيلها.
تلك الحيلة تعد من أبرز الحيل التي يستخدمها المُحققون في الـ FBI، فعندما يلجأ الشخص الكاذب لاختلاق قصة لتمرير كذبته فهو يخلق القصة في نفس ذات الوقت الذي يرويها فيه.
فلا يستطيع تذكرها مرة أخرى إذا طُلب منهُ إعادة حكيها، مثل (فقد التسلسل الزمني للأحداث، إسقاط الكثير من التفاصيل، إضافة تفاصيل جديدة) كل تلك إشارات تدل على الكذب.
في النهاية يجب التأكيد أن كل تلك الإشارات والدلالات التي يمكن من خلالها كشف الكذب لا يمكن تجريدها من سياقها العام، أو أخذها كمعطى واحد لهُ دلالة ثابتة، بل يجب مراعاة كل إشارات الجسد وربطها مع السياق العام للموقف حتى لا نصدر أحكام باطلة، فقط اتباع الدلائل لأعرف كيف اعرف شخص على حقيقته.
