فترة الحمل من الفترات الصعبة التي يمكن أن تمر بها أي سيدة، وقد تمر بفترات كثيرة من الضغط والألم النفسي والجسدي مما يسبب لها التوتر المستمر، ومن أهم ما يسبب لها التوتر هو الخوف من فقدان الجنين ومرحلة الولادة ومرحلة بعد الولادة، كل ذلك يشكل عبء نفسي كبير عليها مما يؤثر بشكل واضح على صحتها.
قد يتسبب التوتر الشديد من الحمل أو إحساس الخوف عموماً على الطفل، من الممكن أن يؤدي إلى ولادة طفل أقل وزناً من الطبيعي، أو بمستويات ذكاء أقل، لأن التوتر والخوف قد يؤدي إلى فقدان الشهية وقلة وصول الدم للجنين، بالإضافة إلى ضعف مناعة الجنين مما يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي الخاص به.
لذلك من الأفضل التحكم في الخوف والانزعاج أثناء فترة الحمل.
أسباب إجهاد الأم النفسي أثناء الحمل
توجد بعض الأسباب الشائعة التي تسبب التوتر والقلق النفسي للأم أثناء فترة الحمل، ومن هذه الأسباب ما يلي:
الخوف من تولي رعاية الطفل خاصة وأن كان أول حمل لها.
التغيرات الجسدية غير المريحة التي تسبب العديد من الآلام مثل الغثيان والتعب وتقلب المزاج وآلام الظهر.
التفكير المالي المرتبط بتربية الطفل ورعايته.
الخوف من فقدان الجنين.
الخوف من المخاض والولادة إذا كانت الأم تلد طبيعي.
الإجهاد جزء طبيعي من الحياة، وهو ليس شيئًا سيئًا في أغلب الوقت، والقلق بشأن الطفل والحمل دليل على أن الأم حريصة على أن تكون أم جيدة .
من أكثر الأشياء التي تسبب ألم نفسي للأم في الحياة هو الضغوط المزمنة والملازمة لأي شخص ولا يمكن التخلص منها، وقد تؤدي هذه الضغوط إلى حدوث العديد من المضاعفات مثل: الولادة المبكرة، وذلك لأن العقل قد يعطي تنبيه للجسم أن هذا الوضع يعتبر وضع خطير أو مرحلة يزيد بها الألم مما يجعل الأم تفرزالعديد من هرمونات الخوف والقلق مما يؤثر على كلاهما.
ومن الضغوطات الخطيرة التي تتعرض لها الأم ما يلي:
الصعاب طويلة الأجل التي تواجه العديد منا، مثل: المشكلات المالية، أو المشكلات الصحية أو سوء المعاملة أو الاكتئاب.
تغيرات الحياة الكبيرة التي تطرأ فجأة وتسبب ذعر كبير لصاحبها، مثل الوفاة في الأسرة أو الطلاق أو فقدان الوظيفة أو خسارة المنزل.
الكوارث الطبيعية التي تحل فجأة وبأمر من الله عز وجل ولكن كثرة التفكير بها يجعلها أمر مخيف للعديد، وبما في ذلك الأعاصير والزلازل أو غيرها من الأحداث المؤلمة غير المتوقعة.
ما هي بالضبط المخاطر التي يتعرض لها الطفل والحمل نتيجة للإجهاد والتوتر المستمر؟
كما تحدثنا من قبل عن الجنين ومدى تأثره الكبير بما تمر به الأم في جميع الحالات، فقد يتعرض الجنين المشاكل كبرى لا يمكن التغاضي عنها في جميع الأحوال ومن هذه المشاكل ما يلي:
تسمم الحمل: التوتر المزمن التي تتعرض له الأم أثناء فترة الحمل يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المفاجئ في فترة زمنية طويلة مما يصيب الجنين بما يُعرف بتسمم الدم.
الإجهاض: الإجهاد والتوتر الزائد قبل فترة الولادة قد يشكل خطر الإجهاض وفقدان الجنين، حيث تعرض العديد من السيدات لأحداث سلبية عديدة في الفترة الأخيرة من الحمل مما زاد التوتر والإجهاد النفسي ومن ثم تعرضن للإجهاض المبكر.
هل يشكل الصيام خطراً على الأم أو الجنين؟
أمر الصيام عند الحامل قد يشكل لها الحيرة والخوف، وهل ذلك سوف يكون خطر على الجنين أم لا؟، لذلك سوف نوضح ذلك الأمر فيما يلي:
من ناحية الشريعة الإسلامية: حللت أمر الإفطار للحامل والمرضعة إذا كان ذلك يشكل ضرر عليها وعلى جنينها، ولكن من ليس عليها حرج فصيام الشهر الكريم واجب عليها.
من الناحية الطبية: لا يوجد جواب قاطع على أن الصيام يشكل خطورة على الجنين، في هذا الأمر اختلف العديد نحو ذلك الأمر، ولكن توجد بعض الأبحاث والحقائق المتفق عليها، ومنها ما يلي:
لا يوجد فرق في درجة الذكاء بين الأطفال الذين تكون أمهاتهم صائمات أو غير صائمات.
في بعض الحالات الأخرى، تم أخذ عينات دم من نساء حوامل صائمات أظهرت وجود تغيير في التركيبة الحيوية أو العضوية،ولكن ذلك الأمر لم يشكل أي خطورة على الأم.
كما قام الأطباء بالمقارنة بين وزن المواليد ولم يُلاحظ أي فروقات بين الأطفال.
بعض الحالات التي يجب أن تفطر بها الحامل
توجد بعض الحالات التي تحتم على الحامل فيها عدم الصيام، ومن هذه الحالات ما يلي:
أم حامل تعاني من مرض السكري.
إذا كانت الحامل تعاني من ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
عندما تعاني الأم من التقيؤ المستمر ومن ثم تفقد العديد من السوائل بالتالي لا بد من تعويض هذه السوائل.
المعاناة من مرض مزمن يجب على المرأة الحامل تناول الأدوية يومياً.
الدوار (الدوخة) أو الإغماء أو الضعف أو التعب.
الشعور الدائم بالغثيان أو التقيؤ.
عندما تتوقف الحامل عن الارتفاع في الوزن أو حتى انخفاض به.
الشعور بانقباضات مثل: الألم الخاص بالمخاض، يمكن أن يكون ذلك مؤشر على ولادة مبكرة.
هل يشعر الجنين بأمه؟
تمر الأم بالعديد من التقلبات المزاجية التي تجعلها تارة في حال وتارة أخرى في حال مختلف، وهذا الأمر يرجع للتقلبات المزاجية والتغيرات الهرمونية التي تمر بها الحامل طوال هذه الفترة.
وجود الجنين على اتصال دائم مع أمه، حيث أن الأم تتقاسم مع ابنها جميع ما تمر به من تقلبات وتغيرات وأحاسيس مختلفة، لأنه يصبح أقرب من يشعر بها في تلك الفترة، هذه التجارب لا أحد يستطيع الشعور بها إلا من مر بها.
منذ بداية فترة الحمل، يكون الاتصال سري للغاية بين الأم وجنينها، حيث يتقاسم الطرفان في الأفكار والمشاعر والطعام والشراب وكل شيء، كما أن تلك الأمر يتم بشكل مثير للدهشة حتى الأم لا تسطيع فهمه ولكنها تشعر به.
تزداد قوة الاتصال بين الجنين والأم كلما اقترب موعد الولادة، لذا كل ما يخطر ببال الأم أو العاطفة التي تشعر بها تنتقل للجنين وتصل إليه بصورة طبيعية وتؤثر به بشكل كبير.
شعر الجنين ببكاء أمه ويبكي معاها أيضاً، يظهر البكاء عن طريق شفتيه اللتين ترتجفان عندما تبكي أمه، كما يحدث للرضيع الصغير عندما تكون الأم حالتها المزاجية سيئة.
يشعر الجنين وهو داخل رحم أمه إذا كانت سعيدة أم لا، وإذا كانت حزينة يتشارك معها حزنها لأن الجنين وهو برحم أمه يستطيع التمييز بين الحالات المزاجية لأمه ويندمج معاها.
كما أن الحالة النفسية ترافق الطفل دوماً حتى بعد خروجه من رحم أمه وقد تؤثر عليه بالسلب، كما أنها من الممكن أن تؤثر على حالته الصحية والجسدية.
يبدأ الجنين بداية من الشهر الخامس أن يقوم ببعض الحركات ومنها:
ينصت إلى الأصوات: تبدأ حاسة السمع أن تنشط إليه بداية من الأسبوع 15 تقريبا كما يبدأ ا، ينصت إلى صوت أوردة أمه ودخول الهواء والزفير في رئتيها، بالإضافة إلى سماعه جميع الأصوات الداخلية.
يرى الضوء: بالرغم من وجود الجنين في وسط مظلم جدا ولكنه قبل اقتراب موعد الولادة يقوم بتحريك جفنه استعداداً للخروج إلى الحياة.
يتذوق الطعام: الجنين في بطن أمه يتذوق الأطعمة الحلوة.
