باب المواريث من الأبواب الرئيسية الهامة في الفقه الإسلامي، ويتساءل الكثير كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها ؟، وإجابة هذا السؤال ستجده في هذا المقال في موقع موسوعة.
ديننا الإسلامي هو دين العدل والرحمة، وهو الدين الذي يحكم كافة أمورنا الدنياوية بحكمة وفطنة.
فكل ما يواجه الإنسان في هذه الحياة، سيجد الدين قد أشار إليه في موضع من المواضع.
فديننا شامل لم يترك أمر إلا وقام بتحليله.
وجاءت كتب الفقه لتفسر لنا أحكام ديننا، وجاء فقه العبادات وجعل الصورة أكثر وضوحًا بالنسبة للمسلم في كل مجالات حياته.
يعتبر باب الميراث في الفقه الإسلامي من أهم أبواب الفقه، وفيه تم توضيح طريق تقسيم الإرث بوضوح شديد، وذلك في كل الحالات المختلفة.
فعندما يموت الإنسان يتم تقسيم ماله بما يرضي الله عز وجل، بما فيه من صالح عام لكل المحيطين به.
وتم مناقشة قضية الميراث وتوزيعه في الإسلام كثيرًا، وأكثر ما ناقشه العرب ولفت نظر الغرب هو نصيب المرأة في الميراث.
سواء كانت المرأة زوجته أو ابنته أو أمه أو ما عدا ذلك، وهذا ما سنشير إليه بالتفصيل.
وسنعرض الأحكام التي وردت في القرآن الكريم وفي السيرة النبوية وعلى لسان كبار رجال الفقه.
كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها ؟:
قال الله تعالى في سورة النساء “: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ (12)”.
شرحت هذه الآية الكريمة نصيب المرأة من ميراث زوجها.
فيحق لها ربع الميراث إذا لم يكن للزوج أي أولاد.
ويحق لها ثمن الميراث إذا كان للزوج أولاد، وأي من نسل الزوج يتم اعتبارهم أولاد، سواء كانوا ذكورًا أم إناثًا.
وسواء كان أولاد زوجها منها أو من زوجة أخرى.
وفي حالة كان للزوج أكثر من زوجة، فحينها يتم تقسيم نصيب الزوجة عليهم كلهم تبعًا لوجود أولاد للزوج أو لا.
فعلى سبيل المثال إذا كان للرجل ثلاثة زوجات وكان له أبناء، ففي هذه الحالة تتشارك الثلاثة زوجات في ثمن تركة الزوج.
أما إذا كان لديه أكثر من زوجة وليس لديه أبناء، ففي هذه الحالة تتشارك الزوجات في ربع تركة الزوج.
نصيب البنت من الميراث
جاء الدين الإسلامي رحيمًا بنا في كل مجالات الحياة، وفي كل أحكام الفقه ستجد رحمة ولطف وعدل الله ظاهرة.
وهناك أحاديث تدور في المجتمع الغربي وفي بعض المجتمعات العربية حول ميراث الابنة.
ويرى البعض أن الإسلام ظلم المرأة فيما يتعلق بتقسيم الميراث.
ولكن وبعد دراسة كافة آيات الميراث، وبعض تحليل مفصل لأحكام الله، ستجد أن الدين الإسلامي هو الدين الأول الذي أعطى البنت حقها كاملًا.
فقديمًا كانت المرأة ليس لها قيمة أو شأن في المجتمع، وكانت تمنع من الميراث تمامًا، وكان التحكم في الأموال في يد الرجال.
وجاء الإسلام وقام بتغيير المنظومة ككل، فعزز المرأة وأكرمها وأعلى قدرها، فأصبح من حقها أن ترث من أقاربها.
فالمرأة في بعض الحالات ترث أقل من الذكر، وفي حالات أخرى ترث مثل الذكر، وفي حالات أخرى ترث أكثر من الذكر.
فديننا الحنيف قام بتوضيح كافة الحالات المختلفة بشيء من التفصيل، وذلك لما فيه من الصالح للمجتمع الإسلامي وأفراده.
وكما أشرنا إلى إجابة سؤال كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها ؟، سنشير بالتفصيل إلى حق المرأة في الميراث.
كما يحق لبنت الابن أن ترث النصف أيضًا، وذلك في حالة عدم وجود أشقاء.
وعدم وجود ابنه عم أو ابن عم أو أي شخص في نفس درجة القرابة، أو أي شخص أعلى منها في الفرع الوارث.
فالفقه الإسلامي يقوم بالتعامل مع ابنة الابن مثل تعامله مع الابنة، وذلك إذا لم يكن هناك ذكور.
وفي حالات أخرى تحصل البنات على الثلثين، وذلك إذا لم يكن لديهم إخوة ذكور، وإذا كانوا بنتين أو أكثر.
وإذا توفى الرجل ولم يكن له أبناء، ففي هذه الحالة يكن نصيب أخته من الميراث نصف ما ترك.
وإذا كان للبنت أخ ذكر ففي هذه الحالة يكن نصيب البنت نصف نصيب الذكر.
وذلك رحمة من الله بالإناث، فالذكر واجب عليه أن يقوم برعاية إخوته، ولا يطلب من الإناث شيئًا.
فالنفقة بيد الرجل دائمًا، فالزوج يوجب عليه النفقة على زوجته، والأخ يوجب عليه النفقة على إخوته، والأب يوجب عليه النفقة على أولاده.
فالمرأة مسؤولة من الرجل في كل حالاتها، ولذلك جاءت حالات تقسيم الميراث دليل على حكمة الله وعدله.
نصيب الأم من الميراث
للأم حق في الميراث، كفله لها الدين الإسلامي، وأشار الفقه الإسلامي إلى الحالات التي تستحق فيها الأم إلى الميراث.
فإذا كان للمتوفي ولد، سواء كان الولد ذكر أم أنثى، ففي هذه الحالة يحق للأم سدس الميراث.
وإذا كان للمتوفي إخوة، فأيضًا في هذه الحالة يكن نصيب الأم من الميراث السدس.
أما إذا لم يكن هناك أولاد أو إخوة، فيكن نصيب الأم هو الثلث.
قال الله تعالى في سورة النساء “وَلأَِبَوَيْهِ لِكُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُِمِّهِ الثُّلُثُ (11)”.
وفي الأحكام الشرعية المختلفة نرى كيف يعطي الإسلام ديننا الرحيم الحنيف كل ذي حق حقه.
فلا تتداخل المصالح، وحفظ الدين الإسلامي حقوق الجميع.
كما كفل حقوق المرأة بشكل دقيق بعد أن كانت في الجاهلية معدومة الحقوق.
فأصبحت المرأة الآن ترث في العديد من الحالات المختلفة، فهي ترث من ابنها، وأبيها، وأخيها، وزوجها، وأقاربها.
ورغم كون كافة الواجبات المالية والاقتصادية على الرجل، إلا أن الإسلام حافظ على الذمة المالية المستقلة للمرأة.
شروط الميراث
بعد أن تعرفت على إجابة سؤال كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها سنشير الآن إلى أهم الشروط والمعايير التي تحكم الميراث، ومنها:
لا يحق لكافر أن يرث عن مؤمن، فإذا كان أحد مستحقين الإرث من الكفار ففي هذه الحالة يسقط حقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ”.
كما لا يحق أبدًا أن يرث القاتل، فإذا ثبت القتل، لا يحق له في هذه الحالة الميراث، فالقتل العمد من أكبر الكبائر في الدين الإسلامي.
كما لا يحق للعبيد وللرقيق أن يرث شيئًا أو يورث شيئًا، ففي حالة كان الرجل رقيق تمامًا، فكل ما يملك يكن ملك لسيده ومالكه، ولا يحق له التصرف فيه.
ولكي تتم عملية تقسيم الميراث لابد التأكد من وفاة المورث تمامًا، وفي زمننا الحالي يتم التقسيم بعد إعلان الجهات الرسمية المختصة الوفاة.
إذا كان المورث مفقود منذ فترة طويلة، وحكمت الجهات المختصة بموته، ففي هذه الحالة يحث للوارثين تقسيم الإرث.
كما لابد التأكد من حياة الوارث، فإذا ثبت وفاة الوارث ففي هذه الحالة لا يحق له الحصول على الإرث.
وهكذا تكون قد تعرفت على كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها بالنظر إلى أحكام الشريعة الإسلامية، ويمكنك قراءة كل جديد من موسوعة.