نتعرف اليوم سوياً على قصة ذو القرنين التي ذكرت في القرآن الكريم في سورة الكهف من الآية 83 حتى الآية 98. يتردد اسم ذو القرنين على مسامع المسلمين منذ زمن قديم، الكثيرين يتساءلون عن هويته إن كان نبياً أم ملكاً، على أن أكثر ما يرتبط بأذهان المسلمين عن ذي القرنين هي قصته مع قوم يأجوج ومأجوج الشهيرة. اليوم على موقع موسوعة نقدم لكم القصة الكاملة لذي القرنين كما فسرها علماء المسلمين من القرآن الكريم.
هل ذو القرنين نبي
اختلف علماء المسلمين منذ القدم كون ذي القرنين نبي أم ملك، لكن ما أجمعت عليه الآراء أنه كان ملكاً عادلاً، وعبداً من عباد الله الصالحين الذي طاف الأرض ومكنه الله عليها يدعوا لعبادة الله وحده دون غيره.
فقال عنه الطبري في كتاب التفسير : أنه حكم الأرض من مشرقها ومغربها، ولم يحكم الأرض سوى أربعة اثنان مسلمان هما : سيدنا سليمان وذي القرنين، واثنان كافران هما :بختنصر ونمرود بن كنعان.
وما يتردد عن كون ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني أمر غير صحيح، فالإسكندر كان بعد زمن سيدنا عيسى، أما ذي القرنين فكان على زمن سيدنا إبراهيم، وقيل أنه أسلم على يديه وطاف الكعبة برفقته ورفقة سيدنا إسماعيل.
أما عن سبب التسمية فيعود لكونه حكم الأرض من مشرقها لمغربها، وليس لامتلاكه قرنين من نحاس كما يردد البعض عن جهالة.
قصة ذو القرنين
ذي القرنين هو ملك عادل مكنه الله على مشارق الأرض ومغاربها،وأعطاه من أسباب القوة في الأرض من أموال وجيوش قوية، وحاشية تتبعه وتطيعه.
جال الأرض يدعوا لعبادة الله وحده دون غيره، فرحل حتى وصل إلى المكان الذي تغرب منه الشمس وراء المحيط الأطلسي فوجد هناك قوماً يعبدون الشمس، فخيرهم بين أن يعذبهم بما كفروا أو يعبدوا الله وحده، وهذا دليل على كونه ملك عادل وصالح فلم يعذبهم أولاً بكل ما يملكه من قوة يستطيع سحقهم بها لكن خيرهم بين الكفر والإيمان وبين لهم جزاء كل منهما، ثم تركهم بعدما ارتضوا ترك عبادة الشمس والتسليم لله وحده لا شريك له.
ثم تابع مسيرته في الأرض حتى بلغ أرضاً تشرق منها الشمس على قوم لم يصلهم أي مظهر من مظاهر التحضر، فلم يجد لديهم بيوتاً تأويهم وتقيهم من حر الشمس، ولا ملابس تستر عوراتهم، فهداهم لدين الله وضمهم لملكه ثم تركهم ليكمل مسيرته في هدي الناس.
ذو القرنين ويأجوج ومأجوج
بعد أن ترك القوم الساكنين في مشرق الأرض تابع مسيرته بين مشارق الأرض ومغاربها، حتى وصل عند جبلين لا يوجد بينهم سداً ليجد عندهم قوماً ينطقون بلغة غير مفهومة، فطلبوا منه بعدما وجدوا فيه من معالم القوة والبأس أن يخلصهم من قوم يخرجون عليهم من وراء الجبلين يعيثون فساداً في قريتهم وينهبوها على أن يعطوه ما يريد من أموال مقابل ذلك.
وكان هو الغني عن أموالهم فكان له ملك طائل لا حصر له، فقبل أن يخلصهم من قوم يأجوج ومأجوج ويجعل بين الجبلين سداً يحميهم منهم، على أن يساعدوه في ذلك.
أمرهم ذي القرنين بأن يجمعوا له الحديد ويضعوه في الثغرة بين الجبلين حتى يملأها، ثم ينفخوا ناراً حامية حتى تصهر الحديد فلا يعود ليأجوج ومأجوج قوة تمكنهم من هدمه، حتى إذا التحم الحديد وذاب أفرغ عليه نحاس مذاب الذي أجمع العلماء اليوم أن من أقوى السبائك المعدنية هي الحديد المغلف بنحاس.
وبذلك جعل ذي القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج سد معين لا يقدرون على هدمه أو ثقبه ليعبروا منه حتى يأذن الله لهم بذلك.