هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري، وقد وُلد في العام الثامن عشر قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما عن أمه فهي هند بنت سهل الجهنية، وأبوه هو جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ، وقد تزوج معاذ من أم عمرو بنت خالد بن عمرو الخزرجية، وقد اعتنق الدين الإسلامي وآمن بالنبي عليه الصلاة والسلام عندنا بلغ عامه الثامن عشر، وسار على نهج الدين الإسلامي حتى وفاته.
كان معاذ بن جبل في صباه على هيئة من الحسن والجمال، فله قامة طويلة، وبشرة بيضاء اللون، وشعر حسن المظهر، وعينان واسعتان، كما كان أكحل العينين، وكانت ثناياه لامعة، وقد وصفه الناس بأن النور يشع من فمه حيث يتكلم، فقد قيل أنه من أجمل رجال عصره.
يعد معاذ بن جبل من أكثر الصحابة الزاهدين في الدنيا، كما كان يتصف بالتواضع والورع والتقى، وقد اتصف بالجود والكرم لإنفاقه الأموال في سبيل الله عز وجل، واتصفت شخصيته بالسماحة والحلم في التعامل مع الآخرين، وقد تعلم القرآن الكريم وكان فقيهاً به، وقد حرص على الإلمام بعلوم عصره فلُقب بإمام العلماء، حتى شهد له النبي عليه الصلاة والسلام بأنه من أكثر الصحابة الصالحين، وقد اتصف أيضاً بالشجاعة والبسالة في القتال، فقد رافق النبي في العديد من الغزوات.
وبعد هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ازداد حرصه على تعلم القرآن الكريم والشريعة الإسلامية، فكان أكثر الصحابة إلماماً بشرع الله عز وجل، فقد قال الصحابي الجليل أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال عن الصحابة “أعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ”.
كان الصحابي الجليل معاذ بن جبل من أكثر الصحابة قرباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان أعلمهم بالقرآن الكريم وبتعاليم الدين الإسلامي، فقد قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف “خُذوا القرآنَ من أربعةٍ: من عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، فبدَأ به، وسالمٍ مولَى أبي حُذَيفَةَ، ومُعاذِ بنِ جبلٍ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ”، وقد أُرسل إلى أرض اليمن لتفقيه أهل البلد وتعليمهم القرآن الكريم والشريعة الإسلامية.
كما حرص على تحصيل علوم الدين والفقه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحمل له الحب والاحترام، فقد رُوي أن نبي الله قد أمسك بيد الصحابي معاذ بن جبل ذات مرة وقال له “يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال معاذ: بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال: يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك”.
تُوفي الصحابي الجليل في العام الثامن عشر من الهجرة عن عمر يناهز الثلاثة والثلاثين عاماً، وهناك رواية أخرى تقول أنه تُوفي عن عمر يناهز الثمانية والثلاثين بعد إصابته بمرض الطاعون.
