نُقدم إليك عزيزي القارئ من خلال مقالنا اليوم من موسوعة معلومات عن المسك ، وهو أحد العطور الطيبة التي يشتريها الكثير نظراً لرائحتها الذكية، واستخدامه في تعطير جسم الإنسان، وهذه الكلمة أعجمية وتم تعريبها، وأصلها فارسي.
ويتكون المسك الطبيعي بالغدة الكيسية داخل بطن إحدى أنواع الظباء (الغزال)، ويُطلق عليه غزال المسك، وهذه الغدة تتواجد في الذكر فقط، وهي لها رائحة قوية ونفاذة، ولزجة كالعسل، ولونها يكون بني ويميل للأسود، وحينما تجف تكون على هيئة حبيبات مسك، ويعتبر هذا النوع من أغلى أنواع المسك.
وفي عصر ما قبل الإسلام كان العرب بالجاهلية يحبون تركيب العطور المختلفة والتجارة بها، فهي كانت إحدى السلع التجارية التي تتناقل بين البلاد، ومن بينهم العود، والعنبر، والصندل، وأيضاً المسك.
وأشهر الأنواع هو المسك الهندي، الذي يأتي من مدينة دارين بالبحرين، وأيضاً هناك أنواع أخرى من المسك يتم جلبها من الهند، والتبت؛ وذلك لوجود أفضل مراعي الغزال بها.
وخلال السطور التالية سنتحدث تفصيلياً عن المسك ومصادر استخراجه، وفوائده.
يُمكن استخراج المسك بواسطة قتل ذكر غزال المسك، ثم أخذ الكيس الذي يحتوي على المسك المُجفف، ولكن هذه الطريقة ممنوعة بشكل رسمي، لأنها تتسبب في قتل الحيوان وإنقراضه.
ونجد أن الكيس الجلدي المتواجد في غزال المسك، يُطلق عليه فأرة المسك، وهو باهظ الثمن، وعلى مستوى العالم يُسمى Musk in Pods، لذا فتجار العطور يخلطونه بمواد أخرى، وهو يحتوي على زيت طيار بنسبة 1.4%، ولونه من أسود لبني، أما المُكون الأساسي الذي يُسبب رائحة طيبة ومُنعشة فهو Muskone، وأيضاً يتضمن بداخله أنزيمات، وقلويدات، وعدد من الهرمونات الأستيرولية ومن بينها مسكوبايريدين.
يتم إفرازه من إحدى المواد من الدم، والتي تكبر وتنمو بسرة الحيوان، وحينما يحتاج لإخراجها يضجر ويحك سرته بأحجار وصخور الجبل، حتى تسيل وتخرج تلك المادة التي يتكون منها المسك، وبعد ذلك يأتي متخصصين ويلتقطون هذه المادة، ويجمعونها من الجبل، ويتم وضعها في قوارير.
ولكن مؤخراً وجد العلماء والمتخصصون طريقة جديدة لاستخراج المسك دون قتل الغزال الذكر، أو الإضرار به، وتم القيام بها أكثر من مرة وأثبتت نجاحها، وهي تقييد جسم الغزال من خلال ثلاثة أفراد، ووضعه وهو مستلقي على جانبه، ويتم الكشف عن منطقة السرة، عبر إدخال مغرفة مُعقمة، تحتوي على كريم مضاد حيوي، ومن خلال حركات دائرية يتم الإمساك بكيس المسك والتقاطه، وبعد استخراجه يوضع على غدة الغزال كريم مضاد حيوي، حتى لا يحدث تلوث للحيوان.
وهذه العلمية تستمر ربع ساعة فقط، ويُمكن استخراج هذا الكيس سنوياً، وأفضل وقت لهذه العملية هو الفترة بين الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر للأسبوع الثالث أيضاً من يناير.
كما يُمكن استخراج المسك من مصادر أخرى مثل:
أحد أنواع النباتات التي يُطلق عليها النبات المسك، أو المسك الأمريكي، وهو يتميز برائحته التي تشبه كثيراً المسك، ويسمى علمياً Mimulus cardinlis.
وهناك مجموعة من النباتات المختلفة تُساهم في إنتاج الزيوت المُشابهة للمسك، ومن بينها نبات فيرولا المتواجد بتركستان، وأسيا الوسطى، بالإضافة إلى نبات الكركدية، ونبات حب المسك، ونبات أنجليكا.
وهذا المسك بديل رائع عن المسك الحيواني، فهو أقل في التكلفة المالية، ويحمي الغزال من القتل والانقراض.
وهو المسك الكيميائي الذي تم صناعته من قبل العالم baur، وكان ذلك خلال عام 1880م، وله نفس رائحة المسك، ولكنه فقط يختلف بصيغته الكيميائية، ويُستخدم في إعداد العطور.
وهناك مسك صناعي يُسمى المسك الأبيض، والذي يتم صناعته بالمعامل، وهو أكثر الأنواع المنتشرة ويتم استعماله في مواد النظافة، وإنتاج العطور ذات الرائحة الرائعة.