فالبحر عالم لا يخلو من العجائب التي تتجلى فيها قدرة الله عز وجل، يكتشف فيه الإنسان كل يوم شيئًا جديدًا، سواء في المخلوقات التي تعيش في البحار، أو في البيئة الموجودة أسفل هذا العالم الغريب.
ومع تقدم العلم وتطوره، هناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى أن هناك نارًا موجودة في قيعان المحيطات، وأسفل هذه النار يوجد بحر آخر.
والنار الموجودة تحت البحر هي نار ملتهبة، تصل درجة حرارة المواد المنصهرة فيها إلى أكثر من 1000 درجة مئوية.
فقيعان جميع البحار والمحيطات يوجد فيها شقوق ممتدة لآلاف الكيلو مترات، تتدفق منها أطنان تُقدر بالملايين من الحمم والسوائل المنصهرة، والتي توجد تحت الغلاف الصخري للأرض.
واستطاع الإنسان اكتشاف تلك الحقيقة بعد اختراع الغواصات، والغوص بها لآلاف الأمتار في أعماق المحيطات.
ويعود تكوين الجزر البركانية إلى تدفق المواد المنصهرة بشكل مستمر، وتراكمها وتبردها في ماء البحر، ولقد نتج عن اندفاع الحمم الملتهبة من قاع البحار وجود سلاسل من الجبال البركانية في عرض البحر يصل امتدادها إلى عشرات الآلاف من الكيلو مترات.
وتنطلق الحمم البركانية من الطبقة الثالثة من الأرض، تلك الحمم يدخل في تركيبها الماء.
أي أن أسفل النار الموجودة في قيعان البحار والمحيطات توجد مياه كميتها أضعاف الكمية الموجودة في البحار.
وتُعد هذه الظاهرة من المعجزات الدالة على قدرة الخالق عز وجل، لأنه لا يمكن أن يجتمع الماء والبحر معًا، وإذا اجتمعا فلا بد من أن يطفأ أحدهما الآخر، وذلك ما يفهمه العرب منذ القِدم.
ولقد اكتشف العلماء وجود ظاهرة تُسمى اتساع قيعان البحار والمحيطات، وفيها تكون الصخور شبه منصهرة، وتزداد كثافتها ولزوجتها ودرجة حرارتها، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك النيران رغم ارتفاع درجة حرارتها؛ ولكنها لم تبخر مياه البحار والمحيطات.
ولكن هذا الحديث ضعيف بإجماع العلماء، فقد قال الألباني رحمه الله في “إرواء الغليل” (4/169) : ” اتفق الأئمة على تضعيفه ” انتهى.
و قال البخاري ليس هذا الحديث بصحيح، وقال أبو دووادرواته مجهولون، وقال ابن عبد البر في التمهيد: وهو حديث ضعيف مظلم الإسناد ولا يصححه أهل العلم بالحديث لأن رواته مجهولون.
ولذلك أجاز أهل العلم ركوب البحر في حال تعذر ركوب البر، وذلك إذا كان راكبه طالبًا لشيء حلال مثل التجارة أو الحج والعمرة أو الغزو في سبيل الله.
والدليل على أن ركوب البحر جائزًا ما قاله الله عز وجل في سورة يونس: “هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ”.
فضلًا عن ما جاء في قول الله تعالى في سورة البقرة: “نَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”.
هل ركب الرسول البحر
لا، لم يسبق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركوب البحر.
أحاديث صحيحة عن البحر
من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحر ما يلي:
ففي هذا الحديث يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ركوب البحر إذا كان هائجًا ومضطربًا، لما فيه من تعريض النفس للخطورة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، إنا نركبُ البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإنْ توضَّأْنا به، عَطِشْنا، أفنتوضَّأ من ماء البحر؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتتُه» (رواه أبو داود، وقال الألباني: صحيح).
ففي هذا الحديث أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء بماء البحر لأنه ماء طهور.
نار تخرج من البحر
أما النار التي تخرج من البحر، فهي إحدى علامات يوم القيامة.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أن النبي قال: ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس. قالوا: فيم تأمرنا يا رسول الله. قال: عليكم بالشام.