يحتفظ سكان مدينة طرابزون بالعديد من الثقافات التي تناقلتها الأجيال عبر التاريخ، مثل قيام حفلات الحصاد وحفلات الزفاف التي يقومون فيها بالرقص الشعبي، مثل رقصة الحوران، والتي تعد من التراث المشهور في المدينة، والتي يقوم بها الناس في المناسبات المحلية.
ومن الجدير بالذكر أن سكان المدينة يهتمون بالأنشطة الرياضية أيضاً، فنجد نادي طرابزون سبور والذي يضم فرق تُمارس الرياضات المختلفة، ومن الجدير بالذكر أن النادي قد استطاع الحصول على العديد من الكؤوس المحلية والأوروبية.
عُرفت مدينة طرابزون في السابق باسم طرابزوس، وقام المستعمرين الذين سكنوا في سينوب بتأسيسها، أما عن تاريخ تأسيسها فيعود إلى عام سبعمائة وستة وخمسين قبل الميلاد، لذلك تُعد المدينة من المستوطنات اليونانية العريقة والتي تقع في دول الشرق.
وفي عام مائتين وسبعة وخمسين ميلادياً، استطاع القوطييون السيطرة على المدينة، وذلك بعد خوض معركة ضد الإمبراطور فاليريان، وقد انتصروا في تلك المعركة وضموا المدينة إلى حُكمهم، وفي عهد الإمبراطور جستنيان الأول، قام الإمبراطور بإعادة بناء المدينة من جديد، ومع مطلع القرن التاسع، أصبحت المدينة عاصمة عسكرية.
ومع بداية القرن الثاني عشر الميلادي، فرض الصليبيون سيطرتهم على مدينة إسطنبول، فهرب أحفاد الإمبراطور أندرونيكوس الأول إلى مدينة طرابزون، وقاموا بإعادة تأسيس الإمبراطورية البيزنطية في المدينة.
فنجد أن تاريخ مدينة طرابزون مليء بالمستعمرين الذين فرضوا سيطرتهم عليهم، ولكن بالرغم من كثرتهم، إلا أنهم قد أهملوا المدينة ولم يهتموا ببناء تراث حضاري بها، وذلك لانعزالها عن باقي المدن، كما أن صراع الحُكام في السيطرة على حُكم المدينة أدى إلى عدم استقرارها.
ومع بداية عام 1461 ميلادياً، قامت الدولة العثمانية بفرض سيطرتها على المدينة وضمها تحت حُكمهم، وظلت تحت الحُكم العثماني حتى انتقلت فيما بعض لتكون تابعة للجمهورية التركية بعد سقوط الحُكم العثماني.
تعتمد معظم الأنشطة الاقتصادية في المدينة على الميناء الذي يقع على ساحل البحر الأسود، وسعت الحكومة التركية على منح الدعم للمدينة بهدف تطوير الميناء، كما تم إنشاء العديد من حواجز الأمواج في المدينة، فتساعد الأنشطة التجارية التي تتم في ميناء المدينة على انتعاش اقتصاد الدولة.
ويعمل السكان في المدينة في العديد من المجالات المختلفة، مثل صناعة الأقمشة مثل أقمشة القطن، والكتان، والحرير، والخيوط الفضية، والصوف، كما يقومون باستخدام جلود الحيوانات في عملية الدباغة، كما يعمل السكان في مجال الزراعة، فيقومون بزراعة العديد من المحاصيل وتصديرها إلى العديد من الدول، مثل زراعة التبغ وتصديره، وما يميز التبغ الذي يُزرع في المدينة بأن أوراقه ضخمة ولونه مميز، كما يتم زراعة البندق والحبوب الخضراء وتصديرها إلى أشهر الأسواق الأوروبية.