من خلال هذا المقال يمكنكم الإطلاع على تعريف الكارما “Karma ” وهي من الكلمات التي تتردد على أسماع الكثيرين بدون فهم معناها، ولكن بالنظر إلى أصل هذه المصطلح سنجد أنه من المصطلحات الواردة في كلاً من الديانة البوذية المنتشرة في دول جنوب شرق آسيا مثل الصين، والديانة الهندوسية الشائعة في الهند، وعند النظر أيضًا إلى تاريخها سنجد أنها في البداية كانت تعبر عن الشعائر الدينية الهندية.
وفد كان بداية ظهور هذه الكلمة في الكتب الدينية المقدسة مثل كتاب “الفيدا” وهو كتاب هندوسي له بُعد فلسفي، وقد ظهر هذا المصطلح في الجزء الأخير من هذا الكتاب المسمى بـ”الأبانيشاد”، كما استخدمت الكلمة للتعبير عن أخلاقيات الإنسان حيث يصبح محب للخير بأعماله الطيبة، أومنحازًا للشر بأعماله السيئة، في موسوعة سنتعرف عن قرب هذا اللفظ.
تعريف الكارما
يشير معنى الكارما كمصطلح في اللغة الهندية القديمة إلى فعل أو عمل الإنسان، وهو مصطلح يشير ببساطة إلى أنه قانون فلسفي ينص على أن كل فعل يصدر من الإنسان في موقف ما سيعود إليه من جديد في المستقبل، وهي كلمة تلخص المقولة المأثورة “كما تدين تدان”.
فإذا كان العمل أصله نابع من الخير فسوف يعود إلى صاحبه في موقف مختلف، أما إذا كان هذا العمل أصله نابع من الشر ويستهدف إيذاء الآخرين فهذا سيرجع إلى صاحبه أيضًا ويتعرض لنفس الأذى، وبتعبير آخر أن كل إنسان ينال جزاء ما فعله ويحصد ثمار ما زرعه.
يرتبط قانون الكارما بالسبب والنتيجة، ووفقًا لما ورد في الفلسفة الهندية أن أفعال الإنسان إذا كانت نابعة من الخير فهذا يعني أن سينال جزاءه في الآخرة في العيش في حياة طيبة، أما إذا كانت أفعاله سيئة فإن ذلك يعني أن سيحيا حياة سيئة بعد الموت، وذلك إيمانًا بالبعث بعد الموت من وجهة نظر هذه الفلسفة.
أما من وجهة نظر الديانة الهندوسية فإن التخلص من الكارما يكمن في تحكم الإنسان في غرائزه وأهواءه واتباع الأوامر الإلهية.
وهناك ثلاث أنواع من الكارما وهم:
الكارما الفردية: وهي ترتبط بفعل الفرد فحسب وليس المجتمع.
الكارما الجماعية: وهي تختص بشكل عام أفعال البشر.
الكارما الوطنية: وهو نوع يختص بعينه إلى نوع محدد من شعوب العالم.