الإجابة لا، حيث إن آداب الذوق العام مرتبطة بالمسؤولية بشكل كبير، حيث إنها تتضمن فكرة الواجبات والجزاءات تجاه كافة المخالفين له.
تتضمن المسؤولية تطبيق النظام والقواعد المختلفة لكي يتم المحافظة على أساسيات مظاهر الذوق العام المختلفة.
والمقصود بالنظام هو ما يساعد على تقويم سلوك الفرد اجتماعياً من قواعد ومبادئ عامة تعمل على التحديد من خلال حقوق الأفراد في المجتمع والمسؤوليات المترتبة عليها ومعاقبتهم.
يعتبر الذوق العام هو من الصفات الفردية والاجتماعية للمجتمعات المختلفة، حيث لا بد من أن يحكمه تطبيق النظام الذي يتميز بصفات معينة وله العديد من العناصر المختلفة التي تحدد أهدافه ومن أهمها:
التقنين: فدائما يكون للنظام السائد بالمجتمع معايير أساسية وضوابط تنظمه يجب الالتزام بها على أساس المسؤولية الاجتماعية.
المسؤولية والإلزامية: مما ينبع من فكرة أن الفرد في المجتمع يترتب عليه بعض المسؤوليات لا يمكن مخالفتها أو تجاوزها تحت طائلة التجريم وفرض العقوبات.
الغرض أو الوظيفة: إن أي نظام في المجتمع سيكون له غرض من إيجاده ووظيفة تقوده حكماً لإشباع العلاقات وتحقيق التناسق بينها.
ما هو الذوق العام
يمكن التعرف على تعريف ومفهوم الذوق العام من خلال السطور الآتية:
الذوق العام هو الأخلاق التي تأتي من الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع، وهذا ينعكس بشكل كبير على أخلاقهم وسلوكياتهم.
وآداب التعامل بالذوق العام يعبر عن القيم الاجتماعية والمبادئ العامة المنتشرة في المجتمع مما يعكس البيئة والهوية الخاصة بهذا المجتمع.
يعتبر الذوق العام خلقاً تنصهر فيه الأخلاق الحسنة بشكل واضح، فيظهر بآثاره الطيبة على سلوك صاحبه وتعامله مع الناس.
حيث يظهر تميزه عن غيره فيه بوضوح، فالذوق إذاً هو من أطيب الأخلاق، حيث يدعو صاحبه بما يتصف به من أخلاق، إلى مراعاة مشاعر الآخرين وظروفهم المختلفة.
يدل الذوق العام إلى صفات مميزة لمن يلتزم به من الأشخاص، فهو راجح العقل وبعيد النظر ومعتدل المزاج ونبيه النفس.
ومن الأدلة الشرعية في الحث على الذوق العام من السنة النبوية الشريفة قوله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّكم قادمونَ غدًا على إخوانِكم؛ فأصلِحوا رِحالَكم، وأصلِحوا لِباسَكم؛ حتَّى تكونوا كالشَّامَةِ في الناسِ؛ فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفحُّشَ”.
مدح الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم واصفاً إياه بتمتعه بالخلق العظيم والذوق العام فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4] وكذلك مدح صلى الله عليه وسلّم أصحاب الخلق العظيم في قوله: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدُكم مني يومَ القيامةِ الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ والمُتَفَيْهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ما المتفيهقون؟ قال: المتكبِّرونَ) [حسن]، وهناك مظاهر للذوق العام يحسن بالمسلم الالتزام بها، والتي لها أيضاً آثار طيبة عديدة.
مظاهر الذوق العام في الحياة الاجتماعية
توجد مجموعة من المظاهر المختلفة التي تدل على الذوق العام في المجتمع، حيث تختلف مظاهر الذوق العام من مجتمع لآخر وفقاً للأخلاق العامة والثقافة السائدة في المجتمع، ويمكن التعرف على آداب الذوق العام من الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية والتي يجب الالتزام بها من خلال الجدول الآتي:
الأوامر والنواهي السبع
ما ورد فيما رواه البراء بن عازب عن النبي الأكرم فقال: “أمَرَنَا بعِيَادَةِ المَرِيضِ، واتِّبَاعِ الجِنَازَةِ، وتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وإجَابَةِ الدَّاعِي، وإفْشَاءِ السَّلَامِ، ونَصْرِ المَظْلُومِ، وإبْرَارِ المُقْسِمِ، ونَهَانَا عن خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وعَنِ الشُّرْبِ في الفِضَّةِ، أوْ قَالَ: آنِيَةِ الفِضَّةِ، وعَنِ المَيَاثِرِ والقَسِّيِّ، وعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ والدِّيبَاجِ والإِسْتَبْرَقِ”.