الزواج من الأهداف السامية التي يرغب الكل في تحقيقها وبناء أسرة ليجد شريك حياته ليكملا حياتهما مع بعضهما البعض وحتى يستند كل منهما لشرك حياته، فالزواج لا يقتصر الهدف منه على إعمار الأرض فقط بل هو مودة ورحمة وسكن لكلا الزوجين، وعلى المرء أن يتجه إلى الله بالدعاء بتيسير الحال والرزق بالزوج الصالح أو الزوجة الصالحة تسبيح للزواج مجرب.
يعتقد البعض أنه توجد أدعية أو سور مخصصة لتعجيل الزواج ولكن ذلك من الاعتقادات الخاطئة التي لا يجب علينا اتباعها مهما كانت صلاحية ومكانة قائلها.
لا يجب تخصيص دعاء للزواج بل على كل من يرغب في الزواج أن يدعو الله بما يختار من الأدعية الأقرب إلى قلبه وذلك لأن كل منا له حال ومقام مختلف عن الآخر.
لا يوجد أي نص شرعي ينص على وجود أي دلالة على تخصيص دعاء أو سور قرآنية وقراءتها بهدف الزواج.
والدليل على ذلك أن استجابة الدعاء هي منوطة إلى الله سبحانه وتعالى لا غيره من البشر فلا يمكن تحديدها بوقت.
كل ما علينا فعله هو الدعاء وقلوبنا عامرة بالخشوع والتضرع إلى الله فهو من قال ادعوني أستجب لكم فلا مجيب للدعاء إلا الله عز وجل.
لذا فما عليما سوى الدعاء ولا يجوز لنا تحديد موعد استجابة الدعاء فذلك يعد تطاولًا على الله وتدخل في شئونه.
فالدعاء إما أن يستجيب الله لك ويمنحك ما تدعو به في الدنيا أو أن يدخره لك في الآخرة فتثاب على صبرك لعدم تلبية دعائك.
الدعاء كله خير ما تحقق منه وما لم يتحقق فقد يكون الله قد منع تحقق الدعاء أو اخر استجابته لخير فكل أمور الله خير.
خلال الفقرات التالية سنقدم لكم بعض الأدعية التي يمكنكم الدعاء بها ليس لكونها من أفضل الأدعية.
بل لأن البعض لا يمكنه سرد الدعاء كما يريد أن يسترسل فيه ويقوله.
فضل سورة الرحمن للزواج مجرب
القرآن الكريم كله عند الله له نفس المكانة فلا يمكننا تخصيص سور محددة وتفضيلها على غيرها من السور إلا بما أقر الله لنا في ذلك، وقد ذهب الجميع إلى أن قراءة سورة الرحمن من شأنه أن يعجل بالزواج لا يمكننا التأكيد على ذلك ولكن خلال هذه الفقرة سنتعرف سويًا على فضل سورة الرحمن تسبيح للزواج مجرب.
سورة الرحمن من السور التي كانت محببة إلى قلب رسولنا الكريم صلى الله علي وسلم.
فقد روى علي بن أبي طالب عن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
لكل شيء عروس وعروس القرآن هي سورة الرحمن. (حديث ضعيف)
كما جاء في صحيح الترمذي أنه قد روى جابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر أن:
خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ
دعاء تيسير الزواج للشيخ محمد متولي الشعراوي
جاء عن شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي وهو يفسر القرآن الكريم أنه عندما كان يقابل آية عن الزواج يقوم بتفسيرها بما يتيسر له مما أعطاه الله عز وجل، وكان يختتم حديثه عن الزواج بدعاء لكل من لم يرزقهم الله بالزواج وأن يكتب لهم الشريك المناسب ومن تلك الأدعية التي دعا بها الشيخ محمد متولي الشعراوي ما يلي:
اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الذي لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
أقضي حاجتي، آنس وحدتي، فرج كربتي، واجعل لي زوجًا صالحًا كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا فأنت بي بصير.
يا مجيب المضطر إذا دعاك، احلل عقدتي، آمن روعتِ، يا إلهي من لي ألجأ إليه إذا لم ألجأ إلى الركن الشديد الذي إذا دعا استجاب.
هب لي من لدنك زوجًا صالحًا اجعل بيننا المودة والرحمة والسكن.
فأنت على كل شيء قدير يا من تقول كن فيكون، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يا رب يا من تجيب دعوة الداعي إذا دعاك يا من تقول ادعوني أستجب لكم.
أسألك باسمك الأعظم ووجدك الأعلى أن ترزقني بالزوج الصالح من حيث لا أحتسب سبحانك إنك على كل شيء قدير يا رب العالمين.