في ليلة الواحد والعشرين من رمضان الموافق العاشر من أغسطس للعام الميلادي 610 بدأ نزول القرآن الكريم مع الوحي- سيدنا جبريل عليه السلام- في غار حراء على قلب سيدنا محمد- ﷺ- ومنذ ذلك الوقت وبدأ الدين الإسلامي في النزول من السماء ومعها دعوة خير خلق الله محمد- ﷺ- والآن يقدر عدد المسلمين في كل أنحاء العالم ما يقارب المليار وسبعمائة مليون مسلم ومسلمة، ولكن من كان الأول؟ من اول من اسلم من الرجال؟ سنعرفه و سنتعرض إلى بعض من صفاته وسيرته في تلك المقالة علي موقعنا موسوعة.
كان لنبي الله محمد- ﷺ- العديد من الصحابة الأقوياء، الذين دافعوا عن الإسلام خلفاَ له، حاملين أمانة الدين الإسلامي، الذي نقلوه عن رسول الله- ﷺ-، وقد نقلوه بكل أمانة وصدق، بعد أن أكملوا نشر الرسالة من بعد رسول الله- ﷺ- وحاربوا من ارتدوا عنه، حتى استطاعوا من توسيع الفتوحات، وصلت الدولة الإسلامية في العصر العباسي إلى المحيط الأطلسي غرباَ بانية بلاد الأندلس، وإلى الهند شرقاَ على مشارف الصين، وشمالاَ في القسطنطينية، وجنوباَ إلى الحبشة، ولكن من هم الأوائل؟
تحتوي سيرة النبي-ﷺ- على أحاديث كثيرة عن أبي بكر الصديق، ولكن ماذا نعرف عن هذا الصحابي الجليل، سأعرض لكم في مقالي هذه لمحات من سيرة أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-.
ولد – رضي الله عنه- في مكة بعد عام الفيل بعامين وستة أشهر،وكان- رضي الله عنه- ينتمي إلى نسب النبي- ﷺ- في مرة بن كعب، وقد كان من أشراف مكة وتجارها.
لقب أبو بكر بالصديق لشدة تصديقه لرسول الله- ﷺ- في كل المواقف، فصدق النبي- ﷺ- يوم البعث، وكان أول من أسلم دون تردد، وصدقه يوم الإسراء والمعراج، مع أنها معجزة إلهية يصعب على العقل البشري تصورها، ولكونه كان صديقاَ لرسول الله- ﷺ- في الهجرة من مكة إلى المدينة، وصاحبه في الغار، وصاحبه في حياته إلي أن توفي رسول الله- ﷺ-.
ضرب لنا الصديق أبو بكر أعظم الأمثلة في اختيار الصديق، ومدى حبه لصديقه محمد بن عبد الله قبل النبوة، وحتى عند نزول الوحي لجأ له النبي- ﷺ- له ليحكي له ما حدث ولعلمه- ﷺ- أن أبا بكر هو الذي سيصدقه في مثل تلك الأخبار التي يصعب على العقل تصديقها، فعندما نزل سيدنا جبريل- عليه السلام- بالوحي على سيدنا محمد- ﷺ- فزع سيدنا محمد لهول الحدث، ولجأ أولاَ إلى السيدة خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- ليحكي لها ثم قص ما حدث معه إلى أقرب صحابته، صديقه الصدوق أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- فما لبث أن صدقه أبو بكر وأعلن إسلامه على الفور فصار أول من أسلم من الرجال.
من المعروف أن أول الخلفاء الراشدين على الدولة الإسلامية كان أبو بكر، فما قصة تسلمه الخلافة؟ وما أهم إنجازات هذه الفترة؟ وسنعرض لكم قصة ولايته للحكم، وأهم إنجازاته في مدة خلافته للدولة فيما يلى:
بعد أقل من عام من خطبة الوداع التي قالها رسول الله- ﷺ- توفي خير الخلق، تاركاَ خلفه الدولة الإسلامية، وهي دولة مازالت في طورها الأول، ومحاطة بالكثير من الأعداء، ناهيك عن الأعداء المتواجدين في داخلها من المنافقين، فاجتمع كبار الصحابة في سقيفة بني ساعدة؛ ليحددوا أمرهم وأمر الدولة من بعد الرسول- ﷺ- فما لبث أن أجمعوا على ولاية أبي بكر الصديق خليفة لنبي الله- ﷺ- علي ولاية الدولة؛ وكان الأحق بها لملازمته لرسول الله- ﷺ- في حياته وفي دعوته للإسلام.
تولي أبو بكر الصديق الخلافة بعد وفاة رسول الله- ﷺ- في السنة الحادية عشرة من الهجرة، في مرحلة شديدة التوتر للدولة الإسلامية، فقد ارتد الكثيرون عن الإسلام حجة وفاة النبي- ﷺ- ورفضوا دفع الجزية، بل وقرروا محاربة الحليفة والدولة الإسلامية، وكان أبو بكر الصديق قبل الخلافة معروف باللين والسماحة ولم يعرف عنه الشدة والحزم، فما لبث أن أظهر أبو بكر الصديق درجة عالية من القوة والحزم في إدارة أمور الدولة، وكانت أول ظهور لتلك القوة كانت في الخطبة التي ألقاها على المسلمين بعد توليه الخلافة، والتي أعلن فيها نظام حكمه، ثم توالت الإنجازات.
أثناء ولاية أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- للخلافة واجه العديد من الحروب مع المرتدين ومدعي النبوة، وكانت تلك الحروب تستنزف عدداَ كبيراَ من الصحابة حفظة القرآن، فقرر أبو بكر الصديق جمع القرآن الكريم في كتاب واحد- بعد أن أشار عليه عمر بن الخطاب بذلك- وجمع المصحف كاملاَ في كتاب واحتفظ به ليكون مرجعاَ للمسلمين من بعده، وقد أجمع الصحابة علي تلك النسخة نافين فيها أي خطأ أو نسيان، مما جعلنا نتأكد في يومنا الحالي- بعد أكثر من أربعة عشر قرناَ من الزمان- أن القرآن الكريم لم يتغير فيه حرف، مما يجعل لنا دستورنا الإسلامي الصحيح دون عوار فيه.