تقع المنطقتان المعتدلتان بين دائرتي عرض 23.5 و66.5 شمال وجنوب خط الإستواء، فتقوم دوائر العرض بتقسيم الكرة الأرضية إلى مناطق حرارية، وتعتبر هي المرجع الأساسي للتعرف على أحوال الطقس، أو حتى كمية الضوء التي تسقط من الشمس على تلك المنطقة بشكل محدد، فعند خط الأستواء تكون تلك المنطقة والمحيطة بها هي أكثر المناطق تعرضاً لأشعة الشمس طوال العام لتعامد الشمس عليها، ما يعني أن تلك المناطق هي الأكثر حرارة على الكوكب، ولكن كلما ابتعدنا عن خط الاستواء في أحد الاتجاهين الشمالي أو الجنوبي تبدأ درجات الحرارة تقل بشكل نسبي، حتى تصل إلى أقل درجاتها عند القطبين.
ما هي دوائر العرض
يتم تسمية خطوط العرض الافتراضية التي تم رسمها على خريطة الكوكب لتحديد الأماكن الحرارية بمسمى دوائر العرض، وهي دوائر وهمية تحيط الكرة الأرضية بالكامل، وتبتدئ تلك الدوائر الوهمية بداية من خط الاستواء، وهو الذي يمثل النقطة صفر، ويعمل على تقسيم الكرة الأرضية غلى نصفين، بعد ذلك يتم الاتجاه إلى الجنوب أو شمال خط الاستواء، ويتم وضع 90 دائرة عرض لكل جزء في الكوكب، ليصل مجموع دوائر العرض الإجمالية على الكوكب ل180 دائرة عرض، 90 دائرة شمالاً، و90 دائرة جنوباً، ومن أشهر دوائر العرض هي ما يلي.
خط الاستواء.
مدار السرطان.
مدار الجدي.
الدائرة القطبية الشمالية.
الدائرة القطبية الجنوبية.
المناطق الحرارية على سطح الأرض
تختلف درجات حرارة الأماكن على سطح كوكب الأرض عن بعضها البعض، وذلك تبعاً لاختلاف مواقعها من حيث القرب والبعد عن دائرة عرض 0- خط الاستواء- فالمناطق الواقعة على دائرة خط الاستواء والقريبة منها تسقط عليه أشعة الشمس بشكل عمودي أغلب أيام العام، أو شبه عمودي، فتكون درجات الحرارة في تلك المناطق مرتفعة، وكلما اتجهنا جنوب أو شمال خط الاستواء تبدأ درجات حرارة في انخفاض، بسبب ميلان أشعة الشمس شيئاً فشيئاً، حتى تصل إلى أدنى درجاتها وما دون الصفر عند القطبين، اللذين يمثلان دوائر 90، وتنقسم المناطق الحرارية على سطح الأرض إلى ما يلي.
المنطقة الاستوائية: تمتد تلك المنطقة بداية من دائرة صفر وحتى الدائرة 5 شمال وجنوب خط الاستواء، وداخل تلك المنطقة لا تقل معدلات الحرارة السنوية عن 22 درجة مئوية طوال العام.
المنطقة المدارية: تمتد تلك المنطقة بداية من دائرة عرض 5 جنوب وشمال خط الاستواء إلى درجة 23.5 شمال وجنوب خط الاستواء، فيزيد معدل الحرارة السنوي في تلك المنطقة إلى ما يقرب من 25 درجة مئوية سنوياً.
المنطقة المعتدلة: تمتد تلك المنطقة بين درجتي عرض 23.5 إلى درجة 66.5 شمال وجنوب خط الاستواء، ويبلغ معدل الحرارة السنوي في تلك المنطقة 17 درجة مئوية.
المنطقة الباردة القطبية: هي المناطق الأكثر برودة على الكوكب، وتمتد من دوائر عرض 66.5 إلى دوائر عرض 90 شمال وجنوب خط الاستواء، وتلك المناطق تتميز بالبرودة الشديدة، والتي تصل للتجمد في كثير من المناطق.
أهمية دوائر العرض
تبرز أهمية دوائر العرض في الكثير من المجالات، ومن بينها كل مما يلي.
تعمل دوائر العرض على تسهيل تحديد المكان المحدد بالنسبة للأماكن المختلفة على سطح الأرض.
تعمل دوائر العرض على مساعدة الجغرافيين على التنقل، وفهم أدق للأنواع المختلفة للمناخ التي تظهر على الأرض.
تعمل دوائر العرض على مساعدة الباحثين على فهم طبيعة المناخ الخاص بكل منطقة على حدة، فدوائر العرض المرتفعة لها مناخ خاص بها تختلف عن درجات دوائر العرض المنخفضة، فالقطب الشمالي على سبيلا مثال يكون الطقس فيه أكثر برودة وجفافاً من المناطق الاستوائية، ويرجع ذلك نتيجة لتوزيع الشمس لأشعتها على مدار السنة، والذي يكون غير متكافئ بين خط الاستواء وبقية الكوكب.
تعمل دوائر العرض على توضيح الاختلافات الموسمية الشديدة في المناخ، ويرجع ذلك لمدى الاختلاف في كمية الضوء الصادر من الشمس، والذي سيصل لتلك المنطقة في هذا الوقت من العام، ومدى زاوية الشعاع الشمسي الساقط على تلك المنطقة، الأمر الذي ينعكس تأثيره على دراسة درجات الحرارة وأنواع الطبيعة البيئة الموجودة في تلك المنطقة من نباتات وحيوانات.
مميزات دوائر العرض
تساعد دوائر العرض على معرفة الضغط الجوي في أي منطقة، وتساعد على تحديد اتجاه السحب والرياح بشكل دقيق.
تمكن دوائر العرض الدارسين من معرفة الاختلافات المناخية التي قد تحدث بشكل طبيعي على مدار العام، والتي نحدث نتيجة تغير في زاوية سقوط أشعة الشمس في مختلف أوقات السنة، وذلك يتم طبقاً للقيم التي تعطيها خطوط العرض، الأمر الذي يساعد على التعرف على درجات الحرارة الموجودة في مختلف بقاع الأرض، إلى جانب التعرف على أنماط الحياة الحيوانية والنباتية.
تقوم دوائر العرض بالمساعدة في تحديد المناخ ومعرفة أحواله، بحيث يتم تقسيم الكرة الأرضية إلى مناطق حرارية مختلفة، يتم ذلك بناءً على خطوط العرض، وهي التي تساعدنا على دراسة حجم التغيرات في ظاهرة الفصول الأربعة المنتشرة في غالبية الدول، فعند تعامد الشمس على مدار السرطان يبدأ بذلك فصل الصيف، ويسود الصيف شمال الكرة الأرضية، وعلى النقيض يسود الشتاء جنوب الكرة الأرضة، وفي حالة تساقط أشعة الشمس بشكل عمودي على مدار الجدي فيبدأ فصل الشتاء في شمال الكوكب، ويسود الصيف الجزء الجنوبي للكوكب.