كثير من الطلاب ومن دارسي اللغة العربية من يجد التفريق بين المضاف والشبيه بالمضاف أمرًا من الصعوبة بمكان، لذلك فسنحاول في هذا المقال أن نتعرف على الفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف لعل أمر فهمه يكون متيسرًا بعد هذا الحديث اليسير، والمضاف والشبيه بالمضاف يأتيان في باب النداء وفي باب الحروف الناسخة في درس لا النافية للجنس على وجه التحديد، لذلك سنحاول أن نفرق بينهما في ضوء هذين البابين، فتابعونا مع الموسوعة.
الفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف في المعنى
المضاف
هو الذي يتكون من مضاف وهو الكلمة الأولى، ومضاف إليه وهو الكلمة الثانية، ويأتي المضاف إليه ليوضح معنى المضاف إذا كان المضاف إليه معرفة، مثل: جئت بكتاب محمد؛ فإذا قلت: جئت بكتاب، فالسامع لم يدري أي كتاب جئت به، ولكن عندما أتيت بكلمة محمد فقد حددت للسامع أي كتاب مقصود بالضبط.
أما إذا كان المضاف إليه نكرةً، فالمقصود منه تخصيص المضاف ولكن لا يحدث بهذا تعريف له أو توضيح تام، فمثلًا إذا قلت: معي خاتم فضة، فعند قولي معي خاتم، فسينصرف ذهن المستمع إلى جميع أنواع الخواتم من ذهب وفضة وحديد ونحاس وغيرها من المعادن والأحجار الكريمة، أما عند قولي معي خاتم فضة، فقد انصرف ذهن السامع إلى نوع واحد من أنواع الخواتم، وهو الخاتم المصنوع من فضة، ومع ذلك فالسامع لم يستطع تحديد أي خاتم بالضبط فلم يحدث عنده توضيح كامل بل حدث لديه تخصيص لأن المضاف إليه نكرة.
وفي المضاف نحذف التنوين ونون جمع المذكر السالم والمثنى، لأن المضاف إليه يعد بمنزلة التنوين أو النون من المضاف، فلا يصح أن نجمع بين شيئين لهما نفس المعنى.
كذلك فالمضاف إليه يكون مجرورًا دائمًا.
الشبيه بالمضاف
يعرف الشبيه بالمضاف بأنه ما اتصل به شيء من تمام معناه، أي يتكون الشبيه بالمضاف من كلمتين أو ثلاث كلمات تكون الكلمة الأولى لها معنىً ما، وياتي ما بعدها ليكمل هذا المعنى ويكون ما بعدها متعلقًا بها.
فعند قولنا: لا باحثًا في العلم متخاذل، ففي العلم مرتبطة بالباحث فقد تممت معناها بالنسبة لي، فالمقصود بالباحث في المثال ليس أي باحث بل الباحث في العلم فأتت كلمة في العلم لتتمم لي هذا المعنى.
والكلمة الأولى في الشبيه بالمضاف تكون منونةً أو بها نون المثنى أو جمع المذكر السالم، مثل: لا متقنون عملهم مذمومون.
والكلمة الأولى تكون مشتقةً أي اسم فاعل أو اسم مفعول أو صيغة مبالغة، والكلمة الثانية تكون اسمًا جامدًا.
وتعمل الكلمة الأولى في الكلمة الثانية كما يعمل الفعل، لذلك فمن علامات الاستدلال على الشبيه بالمضاف، وضع فعل مكان الكلمة الأولى وسنجد أن المعنى كما هو، فباحثًا في العلم نفس معنى يبحث في العلم.
الفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف في لا النافية للجنس
هو نفس الفرق الذي ذكرناه من حيث المعنى ولا يختلف الفرق كثيرًا في الإعراب، فمثلًا:
المضاف
لا طالب علم مقصر:
لا: نافية للجنس.
طالب: اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
علم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
مقصر: خبر لا النافية للجنس مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
الشبيه بالمضاف
لا كاتبًا واجبه معاقب:
لا: نافية للجنس.
كاتبًا: اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
واجبه: مفعول به لكاتبًا منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وفاعل كاتبًا ضمير مستتر تقديره هو، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
معاقب: خبر لا النافية للجنس مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
الفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف في المنادى
هو نفس الفرق بينهما في المعنى ولا فرق كبير في الإعراب، فمثلًا:
المضاف
يا رسول الله، سلام عليك:
يا: حرف نداء.
رسول: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة بفعل محذوف وجوبًا تقديره أدعو أو أنادي نابت الـ(يا) منابع.
الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
بالعباد: جار ومجرور متعلق برفيقًا الذي يعمل عمل الفعل.
كان ذلك الفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف في النداء وفي لا النافية للجنس من حيث المعنى والإعراب، نسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض هذا الموضوع الدقيق لكم في سهولة ويسر، كما نسأله سبحانه أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. تابعونا على الموسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.
