في الآونة الأخيرة أزداد البحث حول أسم مهدي الناصر فهو من أهم الشخصيات العربية التي ظهرت في اليمن وما زالت سيرته تتداول بين أفراد الشعب، لذا نتعرف عنه تلك الشخصية الشهيرة فيما يلي.
يوجد داخل دولة اليمن مذاهب مختلفة ومن أبرزها المذهب الزيدي نسبة إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وذلك حين تولى حكم الدولة وجاء لقب الزيدية من بني أمية.
مهدي الناصر من الولاة الذين تولوا الخلافة الزيدية بعد وفاة والده محمد المهدي واستمر بالحكم لعدة سنوات استطاع من خلالهم أن يغير في طبيعة الشعب اليمني.
بعد أن توفي الحاكم الأكبر المهدي ظهر الصراع على حكم الدولة الزيدية بالرغم من وجود ابنه مهدي الناصر لكن هناك بعض الأفراد الراغبين في المنصب لكن الأمر كان محسوم وبالفعل نجح الناصر في ترأس الدولة منفرداً.
الجدير بالذكر أنه ظل في الحكم لمدة 30 عام وفي تلك الفترة ظهرت براعته في تولي زمام أمور الدولة دون حدوث تفرقة في صفوف الشعب.
من هو مهدي الناصر السيرة الذاتية
نذكر الأسم الكامل للحاكم مهدي الناصر ومعلومات شخصية عنه وعن طبيعة حكمه للدولة الزيدية من خلال السطور التالية.
الاسم بالكامل هو ناصر صلاح الدين بن المهدي، وقد وُلد في تاريخ 4 سبتمبر لعام 1338هجرياً في مدينة صنعاء باليمن.
يعتنق مهدي الناصر الديانة الإسلامية وهو من متبعي المذهب الزيدي، كما يسمى الذين يتولى حكم الدولة الزيدية بالإمام ويخضع الشعب لجميع قراراته حيث يكون اليد العليا وعلى الأتباع التنفيذ والطاعة.
حياة مهدي الناصر
لم تكن حياة مهدي الناصر هادئة وذلك لأنه تولى حكم الدولة الزيدية لعدة أعوام وقد سعى إلى السيطرة على الدولة بشكل كامل وهذا جعل الحياة غير مستقرة.
إن حياة مهدي الناصر غير معروفة للعامة بشكل كبير فأغلب الأئمة الزيدين لا يعلم عن حياتهم الشخصية الكثير وذلك لأن الجانب السياسي يكون ظاهر بصورة أكبر وأعم.
من المعروف أن الناصر متزوج لكن غير واضح اسم الزوجة أو الأبناء، وهذا الفكر ينطبق على العديد من الحكام الذين لا يفضلون ظهور العائلة على الساحة السياسية أو للإعلام بوجه عام.
يندرج مهدي الناصر ضمن الشخصيات المؤثرة في الدولة الزيدية، وذلك لأن فترة حكمه طويلة مما جعله يغير من نظام المذهب الزيدي.
أعمال مهدي الناصر
كان للإمام مهدي الناصر جانب إبداعي ظهر في بعض الكتابات الأدبية وذلك ساهم في زيادة شعبية بالدولة اليمنية.
تناول مهدي الناصر كتابة تعليق على كتاب الكلم النوابع للكاتب الزمخشري وهو من أحد أكبر كتاب المعتزلة وكاتب في التفسير والعلم، وجعل الكتاب تحت عنوان الحكم السوابغ في كلم النوابغ.
على صعيد آخر كان للمهدي نشاط سياسي كبير على مدار الحكم حيث سعى إلى السيطرة على صنعاء لتصبح تحت الحكم الزيدي لكن جميع المحاولات باتت بالفشل.
لم يستلم الناصر بالهزيمة وعلى هذا قام بالزواج من والدة إدريس بن عبد الله أمير الدولة أنذاك، وحين جاء إلى منزل والدته قام بالتحفظ عليه وتوجه بالجيش للدخول إلى صنعاء وبالفعل نجح.
الأمر لم يدم طويلاً وبعد فترة تعرض المهدي الناصر لحادث أدت إلى وفاته ليخلد في التاريخ كأحد أهم الشخصيات التي تولت الدولة الزيدية.
وفاة مهدي الناصر
تسبب وفاة مهدي الناصر في جدل كبير حيث تعمدت اليمن إخفاء الخبر لفترة حتى لا يحدث توتر للأمن الداخلي بالدولة، وبالفعل حين علم الشعب بوفاته صارت نزاعات متفرقة لكن تم السيطرة عليها بشكل سريع.
قيل إن مهدي الناصر حين صعوده على البلغ من أجل الركوب فقد تعرض لخلل في الاتزان وعلى هذا أصيب بالكدمات والإصابات الشديدة ومن ثم توفى ليرحل عن عالمنا تاركاً خلفه الكثير من الإنجازات.
دفن الناصر في مسجد صلاح الدين وقد بُبى الجامع من خلال جماعة مهدى الناصر الداعمة للإمام الراحل.
الجدير بالذكر أن خبر الوفاة لم ينتشر إلا بعد مرور شهرين من الوفاة، وذلك ليمهد النواب الخبر لتابعين المذهب الزيدي حتى لا تعم الفوضى بعد معرفة رحيل الإمام.
بالفعل صار النواب على الخطة وحين علم الشعب صارت حالة من الاضطرابات لكن الأمر هدأ سريعاً بعد ذلك لتتم بيعة أمير آخر على الحكم.