من هي السلطانة راضية من الشخصيات النسائية التاريخية البارزة التي تم تناول قصة حياتها مؤخرا في أحدي المسلسلات التلفزيونية الهندية مؤخرا فهي أول امرأة حكمت المسلمين بدولة الهند الواقعة في قارة آسيا ولم يكن مشوارها سهلا فلقد خاضت الكثير من المعارك والأحداث حتي تتولي ذلك المنصب بسبب احتكار الرجال للسلطة في ذلك الوقت ولكنها لم تأبه لذلك وفي القرن الـ13 تولت السلطة وارتدت ملابس الرجال لتحكم الشعب الهندي في سلطنة دلهي بالهند فهيا بنا نتعرف إلي قصة هذه المرأة بصورة مفصلة عبر موسوعة.
من هي السلطانة راضية
هي أول سيدة تحكم في سلطنة دلهي وقتما كانت السلطة حكرا فقط علي الرجال ولا توجد نساء تستطيع أن تحكم البلاد وفي البداية قامت بإطلاق لقب سلطان علي نفسها وقامت بارتداء ملابس الذكور.
توجد بعض المصادر التي تؤكد بأن راضية أطلقت علي نفسها لقب سلطان وليس سلطانة لأن سلطانة تعني زوجة السلطان أو شريكته ولم تحبذ ذلك بسبب ثقتها بأنفسها العالية التي غرسها فيها والدها.
تميز عصرها بالقوة والعدل ولكي تزيد من قوتها ونفوذها قامت بصك صورها علي العملات.
ولدت السلطانة راضية أو رازيا كما كانت تعرف بذلك الاسم في عام 1205 وهي من أصول تركية بالمناسبة انتقل أجدادها الأتراك إلي الهند فلقد كانوا من الرقيق.
والدها هو شمس الدين كان عبدا لدي السلطان المملوكي قطب الدين أيبك ولكنه كان غاية في الذكاء والفطنة وأثار إعجاب أسياده؛ ولهذا السبب تم تعيينه حاكم إقليمي.
من شدة إعجاب السلطان قطب الدين أيبك به قام بتزويجه من ابنته تيركين خاتون ومن بعد وفاة السلطان تم تعيينه سلطانا لدلهي.
تداخلت تلك العوامل وساعدت السلطانة راضية فيما بعد علي توليها الحكم لاسيما بسبب تربية والدها لها الذي قد علمها مثلما كان يفعل مع أبنائه من الذكور، إذ أنه قد قام بتعليمها القتال والفروسية والفنون العسكرية، بالإضافة إلي معرفة كيفية إدارة الدولة.
بالرغم من إعداد والدها لها بهذه الصورة إلا وأنه كان لا يتخيل بأن ابنته سوف تصبح في يوما من الأيام حاكمة للبلاد بل كان يعدها فقط لتكون زوجة وأما صالحة.
بعد مرور عدة سنوات طويلة قام والدها بترشيحها لتكون الخليفة له بعدما ينتهي حكمه ويموت بسبب عدم اقتناعه بتولي أحد من أبنائه الذكور، وبالفعل قام بالإعلان عن ذلك وهو مريضا علي فراش الموت وهذا ما أغضب أشقائها الذكور.
بعدما توفي أباها خاضت الكثير من الحروب والصراعات لكي تتولي مقاليد الحكم لتقوم بخلع أخاها بعدما حكم البلاد لفترة دامت ستة أشهر وهي لازالت في عمر الـ31 لتصبح أول سلطانة تقوم بحكم دلهي.
زوج السلطانة راضية الحقيقى
هو مالك اختار الدين ألتونيا أحد النبلاء وحاكم مدينة باثيندا وكان صديقا لها منذ الطفولة وبالرغم من مساعدته لها في بداية حكمها ووقوفه بجانبها إلا وأنه في النهاية خانها وساعد شقيقها معز الدين بهرام شاه علي تولي الحكم بدلا منها بسبب الغيرة التي قد تملكته من حكم السلطانة راضية ونجاحها في توطيد الحكم.
وهناك بعض المؤرخين قد ذكر في وقت سابق أن السر في انقلاب زوجها ألتونيا عليها من الدعم إلي الخيانة هو العلاقة العاطفية التي كانت تجمعها برجلا آخرا كان عبدا لديها وخيانتها له معه ولكن بعدما ثبت خطأ اعتقاده حارب معها مرة أخري لاستعادة الحكم ولكنهما لم يتوفقا وهزمت للمرة الثانية.
أثناء رحلة الهروب من بطش أخاها بها قتلت وهي لا تزال في الـ35 من عمرها ولم يدم حكمها كثيرا وتم أسرها هي وزوجها ألتونيا وقتلهما علي أيدي الهندوس، وهناك أحد الروايات الأخري التي تفيد بأن أخاها قد أمر بإعدامها.
أبطال مسلسل السلطانة راضية
بسبب الحياة التي قد عاشتها السلطانة راضية المليئة بالأحداث المثيرة تم إنتاج مسلسل يحمل أسمها ويسرد التفاصيل والوقائع التاريخية التي حدثت منذ طفولتها وحتي مماتها وقامت بأداء شخصية الممثلة راضية الممثلة الهندية بانكوري اواشتي التي ولدت في عام 1991.
شاركت في تمثيل العديد من المسرحيات والأفلام ولكن من أبرز المسلسلات والأعمال التي قد حققت نجاحا باهرا لها وحصل علي نسب مشاهدات عالية في الهند ودول الوطن العربي هو مسلسل السلطانة راضية
من ضمن الأبطال الذين قد شاركوا البطولة مع بانكوري هو الممثل الهندي الوسيم روهيت بوروهيت الذي أدي شخصية زوجها ألتونيا
من الجدير بالذكر هو اعتناق بطلة مسلسل السلطانة راضية الديانة الهندوسية وللمسلسل ثلاثة أجزاء عرض أول جزء في رمضان عام 2016 وبسبب النجاح الجماهيري الباهر الذي حققه تم عرض جزء ثاني منه في عام 2017 وثالث في عام 2018.
كم عدد حلقات مسلسل السلطانة راضية؟
ثلاثة مواسم كل موسم يبلغ ثلاثون حلقة.
مدة الحلقة خمسة أربعون دقيقة من الإثارة والمتعة والأحداث التي لا تنتهي.
يشارك بانكوري اواشتي وروهيت بوروهيت البطولة باقة من أجمع ممثلي بوليوود مثل موهيت ايرول، وساميهافنا، وسوراج ثابار.
تم عرض المسلسل علي قناة zee ألوان.
قبر السلطانة راضية
يقع ضريح السلطانة راضية في مدينة دلهي مكان ولادتها فهي لم تدفن في أي مكان آخر ولازالت الروايات متضاربة حول مقتلها فهناك من أشار إلي أنها قتلت هي وزوجها ألتونيا علي يد أحد الهندوس المعارضين لحكمها، وهناك من أشار إلي أنها قد تم إعدامها علي يد أخاها بعدما استولي علي الحكم وهي الرواية الأكثر تداولا.
لم يهتم أحدا من الحكام فيما بعد بمحاولة ترميم القبر أو الاهتمام به أو استغلاله كمكان سياحي يأتي إليه الزوار لزيارة ضريح تلك السلطانة العظيمة التي فعلت لبلادها ما لم تفعله امرأة وحاولت قدر المستطاع أن تتولي الحكم في فترة كان يحرم فيها علي النساء ذلك فلا يليق ذلك الضريح بأول سلطانة مسلمة تحكم دلهي إذ تكسوه الأتربة والأوساخ.
هناك بعض الأفراد الذين قد تعدوا علي قبر السلطانة وقاموا بتغطيته بأحد القطع البلاستيكية وحولوه إلي منطقة سكنية ليحيط به مجموعة من المباني السكنية فيما بعد وتم تحويل القبر فيما بعد إلي ساحة يقام فيها صلوات المسلمين الخمس.
تعتبر فترة حكم السلطانة راضية من أقوي الفترات التي شهدتها دلهي فبالرغم من كونها امرأة مسلمة حرصت علي أن تلغي الضريبة التي كانت مفروضة علي اتباع الديانة الهندوسية وحكمت بالعدل بين الناس بمختلف ديانتهم وطوائفهم، كما أنها قامت بإنشاء طرقات حديثة بسبب بعض المسافة التي كان يعاني منها سكان مدينة دلهي بين القري والمدن، بالإضافة أيضا إلي اهتمامها بتطوير التعليم والأكاديميات وما إلي ذلك ولهذا السبب أحبها الشعب كثيرا ولكن ذلك لم يعجب أعدائها لاسيما أشقاءها الذكور الذين رأوا بانهم أجدر بالحكم منها وتخلصوا منها في النهاية بعد فترة من الحكم دامت أربعة سنوات فقط وهي لا تزال في الـ35 من عمرها لتنتهي في ذلك الضريح.