قامت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بذكر عدد من التغيرات الجسدية التي تحدث لمرضى السرطان، والذي يمرون بمراحل السرطان الأخيرة، والتي تشير لدى المجتمع الطبي إلى أن الموت صار قريباً للغاية، فقامت المؤسسة بتوضيح أنه من الأمور الهامة للغاية معرفة تلك الأعراض لأنها تعمل على مساعدة مقدمي الرعاية الصحية والأقارب على ما يمكنهم الاستعداد له وتوقعه، وقد أشارت المؤسسة إلى بعض التغييرات الجسدية التي تحدث لمريض السرطان في المرحلة الأخيرة، ومن بين تلك التغييرات ما يلي.
التغييرات في عملية التنفس.
فقدان السيطرة بشكل كامل على المثانة.
فقدان الوعي، وتعد تلك الحالة هي عملية تلقائية يقوم بها الجسم لإبطاء جميع وظائفه.
صعوبة في عملية البلغ.
فقدان الشهية.
قيام الجسم بحركات مضطربة.
تنفس بصعوبة وبصوت عال.
بدء انخفاض درجة حرارة الأطراف من القدمين والساقين والذراعين واليدين.
ظهور حالة من الارتباك والتوتر الظاهرة على المريض.
قامت المؤسسة بتشبيه تلك المرحلة وكأن الجسم آلة كبيرة تقوم بالإغلاق للمرة الأخيرة، فتتوقف كل المكونات، ويتم غلق كل الأنوار ببطء، ولكن يجب الإشارة هنا أن كل تلك الأعراض قد لا تحدث دفعة واحدة، أو قد لا تحدث على الإطلاق، فقد يصاب البعض بكل تلك الأعراض، وتتم ملاحظتها تدريجياً، وقد لا تحدث أي من تلك الأعراض على الإطلاق ويموت المريض خلال نومه فقط.
كما تشير المؤسسة إلى أنه من الصعب للغاية من الناحية العاطفية متابعة شخص يمر بكل تلك التغييرات الجسدية، لكن ذلك هو جزء من عملية الموت، وهي عملية طبيعية يمر بها كل المخلوقات، فهي لا تعني أن الشخص غير مرتاح أو يمر بضائقة، وإنما جسمه يستعد للنهاية، وفي أغلب الأحيان عندما يعاني المريض من تلك الأعراض، يدخل في مرحلة يتم تعريفها في الأوساط العلمية بمرحلة “رعاية نهاية الحياة”، وفي تلك المرحلة سيرافق المريض مقدمو الرعاية؛ ليقوموا بمساعدته وتسكين آلامه قدر الإمكان، فيقتصر عملهم على جعل تجربة الموت أقل إيلاماً وراحة للمريض قدر استطاعتهم.
علامات تدل على قرب موت أي مريض
يشير العلماء إلى أن الوفاء هي عملية طويلة، ولها علامات وصفات مميزة لها، ففي حالة كان المريض لفترة طويلة، فيمر بتلك المراحل كلها ببطء نسبي، ومن بين تلك العلامات ما يلي.
يصبح الشخص غير نشط اجتماعياً.
يقوم المريض بتوجيه اهتمامه كاملاً إلى أسرهم وأن يتموا عمل ما قد بدأوه قبل الوفاة.
يعني الذين يشعرون بقرب نهاية حياتهم بالتعب والإرهاق المستمر.
يعملون على قضاء فترات زمنية طويلة في نوم عميق.
تبدأ طاقتهم ومجهودهم اليومي في الانخفاض بشكل تدريجي، ويزيد ذلك العرض تحديداً مع مرضى السرطان، ما يجعله يفقد طاقته الحيوية بشكل أكبر، كون الخلايا السرطانية تستهلك أغلب طاقته.
كما أن اضطرابات عملية التنفس التي يعاني منها المرضى قبل الوفاة تؤدي إلى انخفاض معدل الأوكسجين في دمهم، وفي المقابل يزيد معدل أول أكسيد الكربون.
تنخفض شهية المريض بشكل كبير، بسبب ما تقوم به الخلايا المناعية داخل الجسم، وما يفرز داخل الجسم من هرمونات، تؤدي إلى الإحساس بالشبع، وعدم الرغبة في الأكل، وبشكل علمي أكثر فهو بسبب زيادة إفراز هرمون الكاتيكولامينات، وهو هرمون القتال والهروب، والذي تقوم الغدد الكظرية بإفرازه، حنوع من رد الفعل التلقائي من الجسم بسبب التوتر والضغط العصبي الزائد في تلك المرحلة، والتي في أغلب الأحيان ما توجد في أجسام الموتى.
يقل شرب المريض للماء، الأمر الذي يدخله في حالة من الجفاف، ونقص السعرات الحرارية.
قد يضطرب عمل الأمعاء، ويبدأ الشعور بالطعم والرائحة في التغير، والتي تعد أولى مراحل الفقد التي يتعرض لها المريض، والتي تشير إلى قرب نهايته.
بفعل ناقص الطاقة، يظهر على المريض البطء في الحركة والكلام وحتى التفكير، وفي بعض الأوقات تعمل الأدوية التي يتناولها المريض على زيادة تلك العملية.
بسبب نقص الطاقة الحيوية يحدث خلل في تنظيم درجة حرارة الجسم، الأمر الذي يظهر المريض للقريبين منه بأن درجة حرارته مرتفعة، أو أن درجة حرارته منخفضة.
كما تعتبر عملية الاضطراب الحادثة في مسار التنفس، هي أكثر المراحل وضوحاً على اقتراب النهاية.
أخطر مراحل مرض السرطان
تعد أخطر مراحل السرطان هي المرحلة الرابعة في المرض، وهي تعتبر آخر المراحل، حيث يتم تقسيم مراحل مرض السرطان إلى أربعة مراحل تدريجية، فتكون مرحلته الأخيرة هي المرحلة الرابعة كأقوى المراحل، فيكون حينها انتشر مرض السرطان قد وصل إلى أعضاء أخرى غير التي تم الإصابة بها في البداية، فيصل إلى الغدد اللمفاوية نفسها، ومن بين الأمثلة على المرحلة الرابعة من مرض السرطان ما يلي.
المرحلة الرابعة لسرطان الثديي
ينتشر في هذه المرحلة مرض السرطان حتى يصل إلى العقد اللمفاوية الموجودة أسفل الإبط، وبحيث ينتشر السرطان في الجسم ليصل إلى الرئتين والدماغ والكبد، كما ويوصي في تلك المرحلة الأطباء المريض بالتعرض للعلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني.
المرحلة الرابعة لسرطان الرئتين
في تلك المرحلة يصل مرض السرطان في الانتشار من هذه الحالة من الرئة المصابة إلى الرئة الأخرى، ويعمل على الاستمرار في الانتشار حتى يتمكن من الوصول إلى الغدة الكظرية، والتي بعدها يستكمل رحلته إلى الدماغ والعظام والكبد، وفي تلك الحالة ينصح الأطباء باستخدام العلاج الكيميائي، وفي بعض الحالات قد يتم استخدام العلاج المناعي.
المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
في تلك المرحلة يكون المرض قد وصل إلى الغدة الكظرية، ولا يوقفه عن ذلك شيء حتى بالتدخل الجراحي لاستئصال البروستاتا، كما ينتشر السرطان حتى يصل إلى العظام والرئتين والكبد، وأفضل النماذج المتبعة في علاج سرطان البروتساتا هو العلاج المناعي.
المرحلة الرابعة من سرطان القولون والمستقيم
يصل مرض السرطان في تلك المرحلة إلى أكثر من عضو من الأعضاء التي تكون بعيدة عن منطقة الإصابة بالمرض، ومن بين تلك الأعضاء الرئة والكبد وحتى العظام، وعلى الرغم من انتشار مرض السرطان في الجسم حينها، إلا أن هناك فرصة للعالج، ويتم ذلك عن طريق استخدام العالج المناعي أو الكيميائي، أو التدخل الجراحي، وبشكل خاص في كال انتشار المرض ما زال محدوداً.
كيف يمكنك التعامل مع مريض السرطان في مراحله الأخيرة
قد يخطر ببالك في أول الأمر أن تنتظر من المريض أن يقوم بالحديث عن الموضوع، أو أن عليك تجنب التحدث التام حتى لا تشعر المريض بعدم الراحة أو الضيق، ولأجل التعامل الأمثل مع مريض السرطان الذي يمر بمراحل السرطان الأخيرة، فيمكنك الالتزام ببعض الإرشادات التي ستساعدك على القيام بذلك، والتي هي كما يلي.
عليك أن تتذكر أن هناك العديد من المراحل والمشاعر التي يمر بها المريض خلال مرضه، من إنكار المرض من الأساس إلى الغضب، ثم الدخول في مرحلة الاكتئاب، والتي يأتي بعدها القبول.
ففي حالة إذا كان المريض في مرحلة الغضب، فقد يجد فيك منفذاً لما يمر به من غضب؛ لذلك ففي حالة إذا تمكنت أن تحتوي كل تلك المشاعر التي يشعر بها المريض، وأن تقوم بمعاملته بما يناسبه، فسيكون ذلك بمثابة تقديم هدية عظيمة له.
عليك ألا تقلق من قول أشياء غير صحيحة أمام المريض، فبمجرد رغبتك بالاستماع له والاهتمام بحالته سيحدثان لدى المريض أثراً إيجابياً كبيراً.
كما يمكنك التعبير عن اهتمامك له عن طريق بعض الكلمات، والتي من بينها على سبيل المثال “أنا لا أعرف ماذا أقول لك، ولكن أريدك أن تعرف بأنك تهمني، وأنني معك دائماً”.
في حالة أنك قد قلت أمامه شيئاً خاطئاً قد ينعكس على شعوره بالسلب، فعليك أن تعترف بخطئك، وتقوم بالبداية مرة أخرى معه.
اترك للمريض المساحة الكافية لتوضيح مشاعره بشكل أكثر، وقم بإعادة صياغة ما فهمته من كلامه دون أن تقاطع حديثه.