شجر القيقب هو أحد أنواع نباتات الظل أو الزينة، وهو شجر ينتمي إلى جنس النباتات المزهرة، وإلى شعبة كاسيات البذور ورتبة الصابونيات.
تُعد شجرة القيقب من الأشجار المعمرة، فيمكن أن يتراوح عمرها ما بين 130 سنة إلى 300 سنة، ويمكن أن يستمر عمر شجر القيقب السكري إلى 400 عام، في حال الاهتمام به.
تنتشر أشجار القيقب بشكل أساسي في قارة آسيا، وبعض أنواع تلك الشجرة تنتشر في أمريكا الشمالية وأوروبا وشمال أفريقيا، وعدد قليل منها دائم الخضرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وجنوب القارة الآسيوية.
أما عن المناخ الذي تفضله أشجار القيقب للنمو، فهو المناخ البارد الرطب، نظرًا لاحتياج تلك الأشجار إلى تربة خصبة وكميات كبيرة من المياه تحصل عليها بشكل منتظم، وبالتالي فلا يمكنها النمو والبقاء في المناخ الحار أو الجاف.
الغالبية العظمى من أشجار القيقب يتراوح ارتفاعها ما بين 10 أمتار إلى 40 مترًا، ويمكن أن تظهر تلك الأشجار على شكل شجيرات لا يزيد ارتفاعها عن 10 أمتار، نظرًا لامتداد جذوعها الصغيرة على مستوى سطح الأرض.
أوراق شجرة القيقب هي أوراق راحية التفصص أو راحية التعرق، ونموها معاكس لبعضها البعض في الترتيب، وتُقسم ورقة الشجرة إلى عروق يتراوح عددها ما بين 3 عروق إلى 9 عروق، جميعها ممتدة من منطقة الفلقة، وتُقسم ورقة القيقب أحد تلك العروق من المنتصف.
أهم ما يميز أوراق شجرة القيقب هو أنها على شكل كف اليد والأصابع، وتتميز حواف أوراق القيقب السكري بأنها ملساء، بينما حواف القيقب الأحمر فهي مُسننة.
تتعدد ألوان شجرة القيقب ما بين الأخضر والأصفر والبرتقالي والقرمزي.
تتكون أزهار شجرة القيقب من 5 أجزاء وهي 5 سبلات، 5 بتلات، 12 سداة، 12 مدقة، مبيض متطور به كربلتين.
وتبدأ أزهار شجرة القيقب في الزهور مع نهاية فصل الشتاء أو بداية فصل الربيع، قبل أو بعد أو خلال ظهور الأوراق، وتُعد تلك الأزهار من مصادر رحيق النحل وحبوب اللقاح.
تضفي أزهار شجرة القيقب عليها مظهرًا جذابًا، بفضل ألوانها المميزة والتي تتنوع ما بين الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر.
ثمار شجرة القيقب
يُطلق على سمرة شجرة القيقب اسم مفاتيح القيقب أو السمارا.
وثمار شجرة القيقب عبارة عن بذور مجنحة على هيئة أزواج، وكل بذرة متصلة بجناح مسطح مكون من أنسجة ورقية ليفية، تجعلها تدور خلال سقوطها على الأرض، وتقوم حركة الرياح بنشر بذورها في كل مكان.
وعن شكل ثمرة شجرة القيقب، فهي تشبه حبات العنب، ولها شكل كروي وذات لون أحمر، وسطحها خشن مثل ثمرات الفراولة، وتتميز بطعمها الحلو عند نضوجها.
تنضج بذور شجرة القيقب في فترة تتراوح ما بين عدة أسابيع إلى 6 أشهر منذ أن تبدأ عملية الإزهار.
أنواع شجر القيقب
ينقسم شجر القيقب إلى عدة أنواع وهي:
القيقب النرويجي: يتم زراعة هذا النوع من شجر القيقب أمام المنازل، وعلى جوانب الطرق، ويعود سبب ذلك إلى قدرة تلك النوعية على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، كما أنها تستطيع تحمل عوادم السيارات.
القيقب الياباني: وهو من أنواع الأشجار المُستخدمة في الزينة، يمكن أن يصل طول شجر القيقب الياباني إلى أكثر من 7 أمتار، وأهم ما يميز هذا النوع من الشجر هو قدرته على تحمل ظروف البيئة القاسية مثل الجفاف الشديد أو البرودة الشديدة.
القيقب الأحمر: ينمو شجر القيقب الأحمر في شرق الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن يصل ارتفاعه إلى 23 مترًا، ويستطيع النمو في المناخ الدافئ، كما يمكنه النمو في مختلف الظروف البيئية، ولكنه يفضل التربة الجافة والرطبة بشكل معتدل، وأوراقه تتحول إلى اللون الأحمر خلال فصل الخريف.
القيقب الرمادي: أُطلق على هذا النوع من شجر القيقب هذا الاسم؛ نظرًا لاحتوائه على لحاء لونه نحاسي يميل إلى البني، ولهذا اللحاء القدرة على التقشر من الجذور وحتى الأغصان على مدار العام، ينمو هذا النوع على ضفاف المسطحات المائية العذبة مثل البرك والأنهار؛ نظرًا لتفضيله الأماكن الرطبة، يصل ارتفاع القيقب الرمادي إلى أكثر من 7 أمتار، ويحتاج وقت طويلاً حتى يصل إلى هذا الارتفاع، في فصل الخريف يتحول لون أوراق شجر القيقب إلى اللون الأحمر.
القيقب السكري: من شجر القيقب السكري يتم استخراج مشروب القيقب، ينتشر هذا النوع في شرق أمريكا الشمالية، وهو لا ينمو إلا في المناخ البارد الرطب، ويحتاج إلى تربة طينية جيدة التصريف، حتى ينمو بشكل أفضل، يصل ارتفاع شجر القيقب السكري إلى 37 مترًا، تتميز أوراق شجر القيقب بتحول ألوانها إلى ألوان خلابة خلال فصل الخريف.
استخدامات خشب القيقب
خشب شجرة القيقب عبارة عن خشب صلب باللون الأبيض، وفي بعض الأحيان يحتوي على مسحة حمراء.
يُعد خشب شجرة القيقب من أكثر أنواع الخشب صلابة، لذلك يُستخدم بكثرة في صناعة الأثاث الثقيل مثل خزائن الملابس وغرف النوم، إلى جانب استخدامه في صناعة الطبول والصناديق وروابط السكك الحديدية.
وأهم ما يميز هذا النوع من الخشب هو حفاظه على مظهره المميز لعدة سنوات مع الاستخدام، إلى جانب سعره المعقول مقارنة بأنواع الأخشاب الأخرى.
هل القيقب هو الخروب
لا، فالخروب شيء ومشروب القيقب شيء آخر.
وعلى الرغم من تشابه مشروب القيقب مع مشروب الخروب؛ إلا أنهما يختلفان عن بعضهما البعض في الخواص والمذاق.
ومشروب القيقب يُصنع من خلال استخراج السائل الموجود داخل أشجار القيقب، ثم غليه من أجل معالجته، ويُترك حتى تتبخر مياهه، ومن ثم يُستفاد من السائل اللزج السميك الذي تبقى منه.
أما مشروب الخروب فيمكن الحصول عليه من خلال غلي نبات الخروب في الماء ثم تصفيته ثم شرب المغلي.
هل شراب القيقب حلال ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أسكر كثيره فقليله حرام”.
فكل المشروبات التي تسبب السُكر فهي مُحرمة حتى لو كانت قليلة.
ويجوز تناول مشروب القيقب لأنه لا يسبب السُكر.
فوائد شراب القيقب
كما سبق وأن ذكرنا، فشراب القيقب هو الشراب المُستخرج من أشجار القيقب، وهو مكون من السوائل السكرية المتراكمة في قلب تلك الأشجار، ومن أهم فوائده الصحية ما يلي:
يحتوي على العديد من المعادن الهامة التي يحتاج إليها الجسم والتي تحافظ على صحة القلب مثل المنجنيز والزنك.
يعزز من قوة الجهاز المناعي للجسم.
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية شراب القيقب في حماية الخلايا العصبية والحفاظ على صحتها.
مستخلص شراب القيقب يثبط تكاثر الخلايا السرطانية في المستقيم والقولون ويمنع غزوها للخلايا السليمة، وبالتالي فهو يقي المستقيم والقولون من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.
يقضي شراب القيقب على العديد من أنواع البكتيريا، بفضل احتوائه على خصائص مضادة للبكتيريا.
يُعد شراب القيقب من المشروبات المفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني، نظرًا لأنه لا يرفع من نسبة السكر في الدم بشكل سريع مثلما يفعل السكر العادي، وذلك على الرغم من انخفاض المؤشر الجلاسيمي لشراب القيقب مقارنة بالمؤشر الجلاسيمي الخاص بالسكر العادي.
يمتاز شراب القيقب باحتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، تلك المضادات الفعالة في مقاومة الجذور الحرة، وبالتالي فهو فعال في محاربة مرض السرطان وأمراض الشيخوخة، وتزداد نسبة مضادات الأكسدة في شراب القيقب كلما كان لون الشراب داكنًا.
يعزز من عملية التمثيل الغذائي في الجسم، نظرًا لاحتوائه على فيتامين ب، والذي يمد الجسم من احتياجاته من هذا الفيتامين بنسبة 37%.
المعادن الهامة الموجودة في شراب القيقب مثل الكالسيوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم، جعلت منه مشروباً فعالاً في الحماية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية.