لطالما تواردت علي آذاننا كلمة مصطلح أذكار الصباح والتي يصاحبها دائما مصطلح أذكار المساء أيضا، إلا أن الكثيرون منّا يجهلونها، علي الرغم من كون أنها بعض الآيات التي وردت في القرآن الكريم بمصاحبة بعض الأدعية المأثورة من القرآن العظيم وأحاديث حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه، إلا أنه يتم تلاوتها في أوقات معينة وبأعداد معينة، وذلك وفقا لما أورده لنا رسول الله صل الله عليه وسلم، أما فيما يتعلق بحكمها، فهي سنة مستحبة عن المصطفي وليست بفرض أو واجب، حتي أنه بناءا علي أقوال العلماء فيمكن لمن فاته وقت الأذكار أن يتلوها في غير وقتها، وفيما يلي سنستعرض أوقات ذكر أذكار الصباح.
من الجدير بالذكر هو أن للأذكار سواء كانت أذكار الصباح أو المساء في حالة حديثنا بشكل عام وقت محدد، وهذا بناءا علي ما ورد في الكثير من أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد ورد في العديد من أحاديثه ما ينص علي أنه من قال حين يصبح كذا، أو حين يمسي كذا.
إلا أنه علي الرغم من ذلك فقد أختلف الفقهاء في تحديد مواقيت هذه الأذكار تحديدا من حيث بداية الوقت ونهايته، حيث أن العديد من الفقهاء يقولون بأن وقت أذكار الصباح يبدأ من بعد بزوغ الفجر، وينتهي بدأ من بزوغ الشمس.
وقد أتجه البعض إلى القول بأن قت انتهاء ذكر الصبح يكون بانتهاء وقت الضحى، وبناءا علي هذا فإن الوقت المختار أو أفضل وقت لتلاوة هذه الأذكار هو منذ طلوع الفجر وحتي طلوع الشمس وارتفاعها.
ولعل الشاهد علي هذه الآراء هو استشهاد ابن القيم رحمه الله تعالي بقول الله تعالي في كتابه الكريم في سورة ق في الآية رقم تسعة وثلاثين ” فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ “.
وبناءا علي ما قد ورد عن رسول لله صلوات ربي وسلامه عليه من قوله من قال حين يصبح وحين يمسي، فالمقصود هنا هو قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
وهو كذلك ما قد أستشهد به مؤكدا علي هذا التفسير، بناءا علي ما قد ذكر في سورة عافر في الآية رقم خمسة وخمسين ” وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ” حيث أن الإبكار هو أول النهار، بينما العشي هو آخره.
متى تقرأ أذكار المساء
نفس الاختلاف الذي وجد أثناء تحديد وقت ذكر أذكار الصباح، هو ذاته الموجود في أذكار المساء، فهناك من يقول بأن وقت أذكار المساء تبدأ منذ العصر وحتي غروب الشمس.
بينما أتجه البعض الأخر إلى كون أن مواقيت تلاوة أذكار المساء لا تنتهي بغروب الشمس، وإنما يمتد وقتها حتي ثلث الليل.
أي أنه يمكن أن يأتي المسلم أذكار المساء بدأ من وقت العصر وحتي المغرب، إلا وأنه في حالة لو فاته هذا الوقت فيما بين العصر والمغرب، فيمكنه أن يتلوها حتي ثلث الليل، وهذا بناءا علي ما قاله الله تعالي في سورة غافر في الآية رقم خمسة وخمسين التي قد سبق وذكرناها والتي نصت علي أنه يمكن للعبد أن يسبح ربه بالعشي، وهو آخر النهار، أي وقت المغرب.
أذكار الصباح والمساء مكتوبة
أذكار الصباح الصحيحة مكتوبة
فيما يلي سنقوم بسرد أبرز ما ذكر من أذكار الصباح.
قراءة آية الكرسي من سورة البقرة، الآية رقم 255 مرة واحدة، فمن قالها في الصباح فهو أجير من الجن حتي يمسي، ومن قالها في المساء فهو أجير من الجن حتي يصبح.
قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات.
قراءة المعوذتين، كلا منهما ثلاث مرات، فمن قرأهم هن والإخلاص حين يصبح وحين يمسي كفاه الله كل شيء.
قراءة ” أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر ” مرة واحدة.
قراءة ” اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت، أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ ” مرة واحدة، فمن قالها وهو مؤمن بها ومات في ليله أدخله الله الجنة.
قول “رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً ” ثلاث مرات، فمن قالها حين يمسي ويصبح أرضاه الله يوم القيامة بقوله.
أذكار المساء الصحيحة مكتوبة
قراءة آية الكرسي من سورة البقرة، الآية رقم 255 مرة واحدة.
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، كلا منهم ثلاث مرات.
قول ” أَمْسَيْـنا وَأَمْسـى المـلكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَهـا، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّـيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْـدَهـا، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر ” مرة واحدة.
فوائد أذكار الصباح
تتواجد العديد من الفضائل التي ينالها العبد نتيجة لحفاظه علي تلاوة أذكار الصباح والمساء والأذكار بشكل عام، فيكفي أن الله يحفظ ويعلي شأن من يهتدي بهدي حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه، ولهذا سنتعرف سويا عل أبرز هذه الفوائد فيما يلي.
من أهم فوائد ذكر العبد لله، هو أن الله عز وجل يقوم بذكر من يذكره في الملء الأعلى، فيقول الله تعالي في كتابه الكريم في سورة البقرة في الآية رقم 152 ” فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”.
بالإضافة إلى أن ذكر العبد لله بشكل دائم، يبث ويبعث في نفس العبد الأمان والطمأنينة، وذلك بشهادة قول الله تعالي في كتابه الكريم بسورة الرعد في الآية رقم 28 ” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
علاوة عن كون أنه يتواجد في الأذكار درع واقي للعبد من الشيطان الرجيم، فتعمل الأذكار علي تحصين العبد، فيقول تعالي بسورة فصلت في الآية رقم 36 ” وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
كما أن الحفاظ علي ذكر الله يعمل علي حفظ المسلم من السوء، بجانب حفظه لبيته وملئه بالبركة والخير.
زيادة عن أن الله تعالي قد قال بأن الحسنات يذهبن السيئات، والحسنة بعشرة من أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء، فلا يمكننا إغفال الأجر والثواب الكبير الذي يناله العبد من ذكره لله، فينال الحسنة ويمحق السيئة.