محتويات المقال
صلاة الضحى من صلوات التطوع التي ذكر فضلها الإسلام،وهي خير لمن أداها وزكاة عن أعضاء بدنه كلها، فما هي هذه الصلاة؟
أصل مادة صلى الرباعي : الدعاء، صلَّى: دعا، والدعاء في الإسلام يعتبر أصل العبادات كلها؛ لأنه مناجاة للخالق،واعتراف بفضله وقدرته، فهو رمز لضعف العبد وقلة حيلته وإقراره بالمعبود الحق الذي هيأ له متع الحياة وسخر له الحياة عليها.
الصلاة إذا بمعنى الدعاء عبادة أساسية يغضب الله تعالى بتركها، إذ ترك مناجاته دليل جحود العبد النعم التي لا تعد ولا تحصى التي سخرها خالقها له.
وللصلاة معان أ خرى منها: التعبد لله تعالى بأداء نظام معين من الحركات والإشارات والتلاوات القرآنية والتسابيح بنظام معين، ووفق شروط معينة يعقبها فضائل أخرى تزيد من أجر المصلي إذا قام بها، وأي مسلم محب لله تعالى يطمع في كسب رضوانه تعالى يستزيد ويزيد من كل أنواع الفضائل وأكثرها عظمة على الإطلاق التوحيد بإخلاص وصدق ثم الصلاة والذكر وتلاوة القرآن.
تتنوع الفوائد العديدة من الصلاة بشكل عام سواء الفروض او غيرها، ولكن قبل سرد تلك الفوائد أو بعضها يمكنأن نذكرك ببيعض انواع الصلوات الأدائية التي يمكنك كمؤمن أن تقوم بها للاستزادة من كل الفضل ورفع أجرك وثوابك عند رب العزة، ورب البرية في الأولى والآخرة وما قبلهما وما بعدهما وما شاء وبلغت عظمته وقدرته التي لا حدود لها ولا تقدير إلا بعلمه هو وحده سبحانه.
أما عن فضل الصلاة ومنها صلاة الضحى كذلك فهي أفضال كثيرة جدا نذكر منها ما أمكننا سرده مثل:
الضحى هو الفترة الزمنية بين مطلع الشمس وبداية ارتفاعها في السماء لتشكل فترة الظهيرة، أي بعد الشروق،وبدايتها يكره فيها الصلاة لحظة الشروق وكذلك عند الغروب،فالشمس تشرق وتغرب بين قرني شيطان،أما ما قبلهما وما بعدهما فلا بأس بالصلاة فيها.
وقد أقسم الله تعالى بالضحى وسمى أحد سور القرآن الكريم باهذاالاسم، وهي سورة الضحى، قال تعالى:
سورة الضحى
وصلاة الضحى هي نوع من أنواع صلاة التطوع ونافلة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على فضلها،ورغم أنها ليست فريضة إلا أن أثرها كبير على المصلي.
سميت كذلك بصلاة الأوابيين، ذكر موقع الشيخ الإمام ابن باز في أحد غجاباته على تساؤل عنها أنها: إعند ارتفاع فترة الضحى فعند ذاك يكون الصلاة، وهي صلاة يقال عنهاصلاة الأوابين، قال النبي – عليه الصلاة والسلام- : ” صلاة الأوابين حين ترمض الفصال” ، بمعنى عند اشتداد الحر ضحى، يعني عند علو النهار قبل الزوال، بساعة أو ساعتين.
ولعلك تتساءل عما إذا كنت ستصلي الفروض ثم النوافل وصلوات التطوع فأين ستجد الوقت الكافي للعمل والحياة والتمتع بمباهج الحياة المحللة والمباحة؟
وجواب هذا التساؤل يندرج تحت أمور التيسير لإسلامي على المسلمين والمؤمنين، فلم يجعل الله تعالى هذه الصلاة فريضة بل نافلةنويميز الفريضة عن النافلة أنها تحدد بوقت ملزم لك أيما كانت أشغالك أو اتزاماتك الأخرى،ومهما كانت درجتها.
النافلة ليست كذلك، والتطوع أيضا، يمكنك أدائها حسب استطاعتك،والالتزام بها هو من أعلى درجات الصلاح والتقوى وهذا ينبع من التمتع الحقيقي بحلاوة الإيمان والصلاة.
ولكن تختلف صلاة الضحى عن النوافل والتطوع الآخر في أنهاتختص بتلك الفترة الزمنية التي أقسم الله تعالى بها وهي كما ذكرنا ما بعد الشروق إلى ارتفاع الشمس في فترة ما قبل الظهر، هذه الفترة التي يحبها الناس كثيرا وفيها تكون اكثر أعمالهم وأكثر نشاطاتهم.
ينشغل الذهن فيها بأمور دنيوية وتذكرك للصلاة وأداءها من غير قضاء أو فريضة في هذا الوقت هو ميزة كبيرة للمؤمنين،لكن إن كانت الظروف المحيطة تضطر الإنسان للبقاء ومتابعة مهامه كإسعاف مريض يوشك على الوفاة، أو إطفاء حريق أو قتل أحد الحيوانات السامة فإنك لا تأثم بتركها بل تزداد ميزة عندما يكون المصلي من المواظبين عليها والحريصين كذلك على أدائها.
إن كان كذلك يحتسبها الله تعالى له مؤداة إذ منعه عنها ضرورة قسوى وكانت نيته خالصة وصادقة في أدائها، وبدون تلك الضرورة كان ليؤديها، كذلك الأمهات في بيوتهن يربيين أبنائهن ويرعين شئون المنزل من صلت منهن وحافظت كان لها من الأجر الإضافي مالها، وهي وسيلة لها لـمنعها من الوقوع في معصية اللفظية كانت أو البدنيةفي وقت فراغها.
صلاة الضحى من التطوع المتعبد به لله عزو جلشرط المحافظة على الفروض أولا،وبذلك لا توجد حجة لمن يملك وقت فراغ في هذا التوقيت للهو واللعب والعيب بالآخرين.
وهي أكثر فائدة لكبار السن لتعينهم على المحافظة على الصلوات الأخرى والنوافل، وخاصة مع امتلاك أوقات فراغ كثيرة.
سميت هذه الصلاة نسبة إلى الضحى بسبب تلك الفترة التي تصلى فيها وهي ارتفاع النهار وكلمة ضحى اسم ومنه الفعل ضحّى وضَحَى
كما تسمى بصلاة الآوابين، وأهمية أي صلاة تكمن في تحقيقها فوائد لا غنى عنها للإنسان دينيا وبدنيا و معيشيا.
و بالإضافة لما ذكرنا من قبل من فوائد الصلاة فإن صلاة الضحى لها أهمية خاصة من حيث كونها تعادل مقدار التصدق على كل عضو من أعضاء الجسم الإنساني وكل مفصل كذلك.
تخيل معي كم الصدقات التي تكتسبها بدون أن تدفع قرشا واحدا، بل وفوائد الصدقة والصلاة معا أيضا.
ولعلك تعلم أن من أسباب الثراء كثرة الصدقات في السر خاصة والعلانية بإخلاص وصدق لوجه الله لا يعقبه مَنُّ ولا أذى،ولا رياء ولا كراهة ولا شيء من معنويات الدنيا والتفاخر فيها.
والصدقة بوجه عام قد تكون مادية أو معنوية أو روحية فالمادية التبرع بأشياء عينية من طعام، ملبس، أواني ، أغراض أو أموال بخلاف الزكاة والضرائب والمديونيات والحقوق وغيرها
والمعنوية فالتبسم الطلق في وجه الناس، حسن الخلق، العمل التطوعي وغيرذلك، الروحية، قراءة القرىن وتهبه، أن تصوم عن شخص ميت، وهكذا، تعدل ركعتي الضحى كل هذا بالنسبة لشكرك الله تعالى على أعضائك وبدنك.
صلاة الضحى
نتوضأ ونحسن الوضوء مع الذكر ثم ننوي بالقلب وليس باللفظ ثم نجهز المكان ونرفع اليين بالتكبير، قراءة دعاء الاستفتاحن قراءة الفاتحة، ثم سورة الضحى، والشمس وضحاها،نركع مسبحين، نرفع مكبرين وندعو ثم نكبر ونسجد، نرفع مكبرين قعودا أوسط ثم ندعو ونكبر ونسجد، ثم نكرر في الركعة الثانية مع اختلاف السور القصيرة بعد الفاتحة.
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى”
عنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ: ” ابْنَ آدَمَ ارْكَعْ لِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، أَكْفِكَ آخِرَهُ ”
والدعاء بما يريد وكذلك قراءة كل ما تستطيع من السور القصيرة بخاصة الإخلاص والفلق والناس وأذكا بعد الصلوات الأخرى.