نتناول من خلال هذا المقال الحديث عن معنى عابر سبيل من خلال موقع موسوعة، ستتمكن من إدراك المعنى اللغوي لعابر سبيل، بالإضافة إلى معرفتك بحقوق عابر السبيل كما حددها الدين الإسلامي.
معنى عابر سبيل
كلمة “عابر” مشتقة من المصدر “عبر”، وهي اسم فاعل، وهو مصطلح يقصد به “المسافر”، سنتعرف من خلال النقاط التالية على تعريف اسم الفاعل، وطريقة صياغته في اللغة العربية:
اسم الفاعل: هو اسم مشتق يصاغ من الفعل المبني للمعلوم، للإشارة إلى من قام بالفعل، مثل: “كتب،كاتب”. “درس، دارس” “قرأ، قارئ”، “حكم، حاكم”.
صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي: تتم صياغة اسم الفاعل من الفعل الماضي الثلاثي من خلال إضافة ألف بعد الحرف الأول من حروف الفعل، ونكسر الحرف الذي يسبق الحرف الأخير، على سبيل المثال: “طرق، طارق” “سجد ساجد “.
صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المعتل الأجوف: ونعني بكلمة أجوف الفعل الذي يتوسطه حرف الألف، وتتم صياغة اسم الفاعل منه عن طريق تحويل ألف الفعل إلى همزة، ويظل اسم الفاعل في هذه الحالة على نفس الوزن، وذلك مثل: “قام قائم”، “عاد عائد”، “فات فائت”.
صياغة اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي: يصاغ من خلال الفعل المضارع، ولكن نحول حرف المضارعة إلى ميم مضمومة، ونكسر الحرف الذي يسبق الحرف الأخير، وذلك مثل: “استقر يستقر مستقر “، “استنتج يستنتج مستنتج”، استنشق يستنشق مستنشق”.
صياغة اسم الفاعل الناقص من الفعل غير الثلاثي: من خلال حذف حرف الياء، وذلك في حالة أنه جاء نكرة، أي ليس مقترنًا بأل، و وكذلك لا يكون مضافًا بمعنى ألّا يأتي بعده مضاف إليه، وذلك مثل: “حضر ساعٍ”، ولا نقول “حضر ساعي”، “أجبت على داعٍ”، ولا نقول “أجبت على داعي”.
ولكن في حالة أنه جاء بعده مضاف إليه، وكان اسم الفاعل مضاف لا نحذف الياء، وذلك مثل: حضر داعي الخير، أتى ساعي البريد.
اسم الفاعل يتفق مع مضارعه: فهو تابع له من ناحية الصحة، والاعتلال فإذا كان المضارع صحيحًا نجد أن اسم الفاعل صحيح، وإذا كان معتلًا صار اسم الفاعل كذلك، ويطبق هذا سواء كان اسم الفاعل مصاغ من مصدر الماضي الثلاثي المتصرف، أو غير الثلاثي.
ويتفقا كذلك في عدد الحروف، والسكنات، ويتشابهان في ترتيب الحوف المتحركة، والساكن، على سبيل المثال: “صادر يصدر، صامت يصمت، منتقي ينتقي، مستنبط يستنبط”.
الفرق بين اسم الفاعل، والصفة المشبهة:
قد يأتي الاسم المشتق على نفس وزن اسم الفاعل، ولا يعتبر في هذه الحالة اسم فاعل، بل يعرب صفة مشبهة، وذلك إذا أردنا به الإثبات، لا الحدوث، أما اسم الفاعل، فهو يعبر عن زمن محدد.
نجد أن الصفة المشبهة تشتق من الفعل اللازم، وليس المتعدي إلا سماعًا، وذلك مثل: عظيم من عَظُمَ، أما عن اسم الفاعل يشتق من الفعل اللازم، والمتعدي معًا.
تستخدم اسم الفاعل إذا أردت التعبير عن حدث في زمن محدد، أما إذا أردت التعبير عن أمر في الوقت الحاضر، ويتصف بالثبات، والدوام.
من الممكن إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، وذلك مثل قولنا: “أحمد قارئ الكتاب”، فكلمة “الكتاب” فاعل من ناحية المعنى، لأن أصل الكلام “قارئ كتابه”.
لا يمكن لنا إضافة اسم الفاعل إلى فاعله، فلا يجوز أن نقول مثلًا: “علي فاتح الكتاب القديم”، فاسم الفاعل هو “فاتح” أضفناه إلى “الكتاب” الذي هو فاعل من ناحية المعنى، وتقدير الكلام: “علي فاتح كتابه القديم”.
لا يمكن أن يأتي معمول الصفة المشبهة قبلها، مثل أن نقول: ” أحمد خلقه حسن”، أما عن اسم الفاعل، فلا مشكلة في أن يأتي المعمول قبل اسم الفاعل، على سبيل المثال: صرت حافظًا سرك.
عابر السبيل في الإسلام
عابر السبيل، أو ابن السبيل، ونعني به المغترب عن وطنه، أو المسافر الذي انتقل إلى بلد غير بلده، ولا يملك شيء من المال أثناء رحلة سفره.
سمي ب”عابر السبيل”، أو “ابن السبيل”؛ لأن العابر مشتقة من عبر أي قطع؛ فعابر السبيل هو قاطع الطريق لأجل السفر، أما “ابن السبيل” فالسبيل هو الطريق، وسمي كذلك من ناحية التشبيه حيث شبه الطريق بالأم نسبة إلى طول السفر.
حقوق عابر السبيل في الإسلام:
لقد اهتم الإسلام بحقوق عابر السبيل، فدائمًا ما يوفر الإسلام الرعاية للفئات المستضعفة، والمحتاجين، وعابري السبيل من أولئك الذين يحتاجون إلى دعم مادي، ومعاملة طيبة.
حث الإسلام على مساندة ابن السبيل: وذلك في قوله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَان َمُخْتَالاً فَخُورًا)،فقد أمرنا الله – سبحانه وتعالى – بالإحسان إليهم، والترفق بحالهم.
فهم لم يخرجوا مسافرين للتنزه، وإنما اضطرتهم الحاجة إلى ترك أسرهم، وأرضهم طلبًا للرزق، وسعيًا منهم لإيجاد فرصة أفضل للعيش لهم، ولأسرهم.
فقد عّد الإسلام ابن السبيل باب من أبواب الزكاة الثمانية، كما جاء عن “أبو جهم”، وذكر “النووي” أن ابن السبيل نوعين أولهما من أسس سفرًا من وطنه، وثانيهما من كان مغتربًا مسافرًا بالبلد.
حدد “ابن كثير ابن السبيل على أنه المسافر إلى بلد، ولا يملك أي شيء يساعده في سفره، فيمنح له صدقات حتى يتمكن من العودة إلى وطنه، حتى وإن كان لديه مال.
لم يكتفِ الإسلام بذلك، بل منحهم الحق في الغنائم وقت الحروب، قال الله في كتابه العزيز: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْن ِالسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، والغنيمة تشمل كل ما يناله المسلمون من الكفار بعد الانتصار عليهم في الحروب، والغزوات.
وفي نهاية مقال معنى عابر سبيل نتمنى أن يكون المقال قد حاز إعجابكم من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة.
لمزيد من الموضوعات المشابهة يمكنك الاطلاع على الروابط التالية: