الكثير منا حين إستيقاظه من النوم يشعر بالإرهاق والتعب وعدم الحصول على ما يكفي من النوم، ويحاول البعض أن يقنع نفسه بأن الإحساس بالتعب هذا شعور غير صادق، ولكن هناك العديد من الأبحاث الحديثة التي إستطاعت إثبات وجود عدة أسباب وضاحة تتعلق بهذا الأمر.
للإجابة على أسباب الشعور بالتعب فور الإستيقاظ من النوم يتمثل بهذه النقاط التالية:
فيتعرض الكثير منا لبعض الضغوطات الحياتية التي تجعل أذهانهم منشغلة منغمسة بالتفكير، وتزداد لديهم حالة التحليل ومحاولات إيجاد الحلول حين إنتقالهم للنوم، بحيث تنتقل كافة ضغوطاتهم معهم إلى السرير، الأمر الذي يُصعب على الجسم أن يحصل على راحته ويجعل العقل يشعر بالإسترخاء، فيزداد تعبه وقلقه.
حينما يذهب الشخص إلى النوم وهو بحالة غضب إثر مشاجرة مع أي من الأشخاص، فإن هذا الأمر يجعله يشعر بصعوبة في النعاس، وتزداد لديه فرص التفكير والتوتر، ونتيجة للأجواء التي حوله المشحونة بالأمور السلبية تعمل على التقليل من فرص راحته وحصوله على ما يكفيه من النوم.
إن التفكير كثيراً وإنشغال الشخص بالأمور التي لابد منه أن يقوم إنجازها باليوم التالي حين الذهاب للنوم، يساعد العقل على أن يبقى متيقظاً أثناء الليل، مما يزيد من إحتمالية السهر ومن ثم يزداد الجسم شعوراً بالإرهاق، وقد أكدت العديد من الدراسات بأن تفكير الشخص في الأشياء التي تنزع إسترخاؤه وراحته أثناء النوم تتسبب له في الإحساس بالقلق الذي يجعله يشعر بالتعب حال إستيقاظه.
فيعتقد الكثير منا أنه بمجرد أن يحصل على عدد ساعات كافية من نومه بعدما يقضي يوماً مرهقاً حافل بالمشاق هذا سيخلصه من الشعور بالإجهاد والتعب، ولكن ما يحدث في أغلب الأحيان يكون معاكس تماماً لهذا الإعتقاد، حين لا يستطيع الشخص أن ينام سريعاً بسبب تعبه، فيترتب عليه الشعور بالتعب بعدما يستيقظ من نومه.
الكثير منا يحب متابعة أفلام الرعب بخاصة ساعات الليل، ولكن هذا الأمر قد يتحول لكوابيس يشعر بها اشخص حين ذهابه للنوم، الأمر الذي يزيد من مخاوفهم فيضطرون إلى إشعال المصابيح من وقت لأخر، كما تزداد بعقولهم الأفكار المرعبة فيواجهون بعض الصعوبة في النوم، لذا يتوجب على الشخص أن يفكر بالأمور الممتعة والإيجابية كي ينعم بنوم مريح وهادئ.
حينما يوجد بالبيت أكثر من طفل فهذا يتسبب في الشعور بعدم الراحة، بخاصة لدى الأمهات حيث تسهرن طيلة الليل لتلبين إحتياجات أطفالهن في ساعات متأخرة ليلاً، الأمر الذي يتسبب بها في الأرق وزيادة رغبتها في الهروب لمكان هادئ كي تنعم ببعض الراحة.
إذ أن تناول بعض الأطعمة الخفيفة كالشوكولاتة والشيبس أو المقرمشات خلال ساعات الليل المتأخرة يتسبب في صعوبة الهضم، فيشعر الشخص بإيجاد صعوبة في النوم لمجرد إحساسه بالشبع الأمر الذي يتسبب في عدم حصوله على الراحة التي يرغبها حينما يستيقظ من نومه.
لا شك أن بذل مجهود قوي قد يجعل لدى الشخص حاجة للراحة والرغبة في الإسترخاء، ولكن حين ممارسة الرياضة فهذا يعمل على تنشيط وتسخين الجسم وإستيقاظ دماغه مما يجعله لا يهنأ بنوه، فيصيبه التعب فور الإستيقاظ، لذا من الأفضل ممارسة الرياضة خلال ساعات الصباح كي تعزز من النشاط واليقظة.
يوجد بعض الأدوية التي تؤثر على قدرة الشخص على النوم، فبعض الأدوية تحتوي أقراصها على مادة الكافيين، وكذلك أدوية الربو والضغط وبعض المنشطات يؤثر على النوم، فيشعر الإنسان حين إستيقاظه بخمول وتعب.
ففي بعض الأحيان قد يصاب الشخص بما يسميه العلملء إضطرابات صحة النوم، إذ أن الفرد يسهر حتى ساعات طويلة للغاية من الليل، أو أنه يقوم بتغيير ميعاد نومه أو غير ملتزم بعدد ساعات ميعنة للنوم الأمر الذي يجله محتاج للنوم لوقت إضافي حينما تسنح الفرصة لهم.
للعامل النفسي أثاره الكبيره على نوم الشخص، فقد يتسبب الإكتئاب أو كما يُعرف بالأكتئاب الفصي الذي ينتشر بشكل كبير في الدول الإسكندنافية ويقوى ظهوره أثناء شهور الشتاء، هذه النوعية من الإكتئاب تتسبب في شعور الشخص برغبته في النوم بشكل أكبر مهما كان عدد الساعات التي نامها.
تعد مشكلة الخمول على وجه الأخص من أقوى المشكلات التي تجعل الشخص لا يشعر بالشبع من النوم، وبتلك الحالى لابد على الشخص أن يكون مدركاً بالمعدلات الطبيعية للنوم، وأن يقوم بتحديد نسبة تجاوز هذه المعدلات أو قلتها عن المعدلات الطبيعية، ففي حال إكتشاف أن ساعات النوم التي يحظى الفرد بها قد زادت عن المعدل الطبيعي لعدد ساعات النوم، فعليه أن يبحث جدياً في كافة الحلول التي تناسبه كي يتخلص من حالى الكسل والخمول المسيطرة عليه، وأن يقوم بتنظيم الوقت كي يتمكن في النهاية من النوم لساعات طبيعية دون أن يتم تجاوزها.