في حالة إذا كان الشخص يعاني من مخاوف لا يمكنه السيطرة عليها، فعليه أن يقوم باللجوء إلى الطبيب المختص، كما أن هناك بعض الطرق التي من شأنها أن تساعد على التقليل من شعور الفرد بالخوف، وقد تخلصه أيضاً منه، وتنقسم تلك الطرق إلى نوعين من أساسين، وهما كما يلي.
طرق جسمانية للتغلب على الخوف.
طرق فكرية وسلوكية للتغلب على الخوف.
سنحاول فيما يلي عرض تلك الوسائل بشكل من التوضيح.
طرق التغلب بدنياً على الخوف
توجد العديد من الطرق البدنية التي تساعدك على محاربة الخوف، والتي من بينها كل مما يلي.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: عملية ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم تعمل على توجيه التفكير وتنظيمه، والعمل على الابتعاد عن التفكير السلبي والمقلق أو المخيف، ما يعني أن الدماغ مع ممارسة التمارين الرياضية سيتمكن من التركيز بشكل أكبر على التمرين، كما ستؤهل ممارسة الرياضة بشكل عام الجسم لإفراز الهرمونات التي تساعد على العودة إلى حالة الاسترخاء والتخلص من القلق والخوف مثل هرمون الدوبامين.
اتباع نظام غذائي صحي: فهناك العديد من الأطعمة التي تعمل على تحفيز بعض المناطق الموجودة في الدماغ على إفراز بعض الهرمونات التي تساعد الجسم على التخلص من القلق والخوف، وذلك أيضاً يحتاج إلى أن يكون الجسم بحالة صحية سليمة، فهناك بعض الأعراض المتعلقة بالخوف، يرجع أسبابها لبعض الأمراض، والتي يمكن التخلص منها عن طريق المحافظة على الوزن المناسب، وتناول الأكل الصحي.
اتباع تنقيات الاسترخاء: توجد العديد من التمارين التي تساعد على الاسترخاء، والتي من بينها النفس العميق، أو ممارسة اليوغا.
طرق التغلب سلوكياً وفكرياً على الخوف
توجد الكثير من الطرق التي تساعدك على التغلب على مخاوفك، وذلك عن طريق بعض الأفكار والسلوكيات، والتي من بينها ما يلي.
لنبدأ بأولى وأقوى الطرق للتغلب على المخاوف والخوف بشكل عام، وهي العلاج عن طريق التعرض المتكرر لمسببات الخوف، فتقوم تلك الفكرة على أساس تقليص حجم المخاوف، بغرض التعود عليها، ولكن مثل تلك الطريقة يجب أن تتم تحت إشراف أخصائي الصحة النفسية، ولعل من أشهر التقنيات المستخدمة في العلاج بالتعرض المتكرر، ما يلي.
الاجتياح: تقوم تلك الفكرة على أساس واضح، وهي أن الخوف هو واحد من المشاعر التي يتم اكتسابها، وليست من الفطرة، وحتى تتمكن من التغلب على الخوف، كل ما عليك فعله هو أن تحاول نسيانه.
إزالة التحسس المنهجية: في مثل تلك التقنية يتم تعريض الفرد بشكل تدريجي لمجموعة من مواقف تشتمل على مصدر الخوف، ففي حالة إذا كان الفرد يشكون على سبيل المثال من الثعابين، فتبدأ تلك سلسلة العلاج بتلك التقنية بمجرد الحديث عن الثعابين، ثم بعد ذلك يتم عرض بعض الصور الخاصة بالثعابين
المرونة في التعامل مع تلك المخاوف، وعندما يحاول تجربة ويفشل معها، فعليه أن يحاول تجربة طريقة أخرى، وهكذا حتى يتغلب على خوفه.
يجب على المريض بالخوف أن يحاول الحفاظ على الإيجابية، كونها تعمل على مساعدته على الاستمرارية، وذلك حتى بعد الفشل الأولي، ولكن تضمن له النجاح في نهاية الأمر.
السير على خطى الآخرين، ففي حالة إذا كان هناك شخصاً آخر تمكن من تحقيق التغلب على نفس النوع من الخوف الذي تعاني منه، فيمكنك اللجوء إليه، والتعرف على الوسيلة التي ساعدته في التخلص على ذلك الخوف.
يجب أن تقوم بالتعرف على الحجم الفعلي للخوف داخلك، ففي بعض الأحيان يكون الخوف من المشكلة يشغل حيز أكبر من المشكلة نفسها.
عليك أن تحاول تصور النجاح، وتلك الطريقة تعد من الطرح التي تقربك من تحقيق النجاح، وتسهيل تحقيقه، كون التخطيط الذهني يعمل على مساعدة الشخص على اتباع المسار المتواجد بشكل مسبق وتم التخطيط له سابقاً.
التدرب والعمل على تقمص الأدوار المختلفة، وذلك في حالة إذا كان الخوف ناتج عن الكائنات أو المواقف أو حتى الأحداث المستقبلية، ففي حالة إذا كان الخوف، ناتج عن التحدث أمام حضور، فإن تقمص دور المتحدث والتدرب يعمل على المساعدة على التخلص من الخوف.
استخدام أنماط مختلفة من التفكير، والتي تساعد على التفكير بشكل أبعد، وذلك على الرغم من كون تلك الطريقة لا تنجح في الأغلب في حل المشاكل الحالية، ولكن ستعمل على التفكير بشكل منطقي أكثر.
يجب التوقف مع النفس وتحديد ما هية ذلك الخوف، وإذا ما كان حقيقياً أم لا، فأحياناً عندما يتم فهم المخاوف والتصريح عنها، يعطي ذلك الشخص قوة أكبر للتغلب عليها.
التدعيم وتقدير الشجاعة الذاتية، وعدم الإحباط والتقليل منها.
تحديد الأشياء التي يشعر الفرد بالامتنان لوجودها.
تعريف الخوف والقلق من الناحية الطبية
يواجه الكثير من الأشخاص بعض المعاناة من التوتر والقلق المزمنين، الأمر الذي ينتج عنه بعض الأعراض الظاهرة عليهم، وذلك مثل العصبية، وسرعة الانفعال، وحتى في التكوين الجسدي، ما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وبداية الشعور بالآلام في منطقة الصدر، ولكن يجب الإشارة إلى أن القلق يعتبر واحداً من أكثر المشكلات العقلية شيوعاً.
يجب الإشارة إلى أن الشعور بالخوف قد يتشكل عند الشخص عندما يكون في حالات الطوارئ، وذلك مثل الوقوع في حريق، أو عند التعرض لهجوم.
كما ويمكن أن يشعر الشخص بالخوف عندما يتعرض لبعض الأحداث غير الخطيرة، ولكن ذات التأثير السلبي عليه، والتي تزيد من التوتر بشكل كبير، والتي من بينها الامتحانات، أو عند التحدث أمام الجمهور، أو حتى عند بدء العمل في وظيفة جديدة، كما وقد ينتج الخوف عندما يقترب موعد محدد ذو أهمية خاصة أو حتى حفلة معينة.
ويذكر أن القلق والخوف هما شعوران مرتبطان بشكل كبير ببعضهما البعض، الأمر الذي يجعل بعض الأشخاص يستخدمون مصطلح القلق لوصف بعض أنواع الخوف، والتي ترتبط في أغلب الأحيان، بفكرة التهديد أو حدوث خطر محدد في المستقبل.
العوامل المسببة للخوف
يجب الإشارة هنا إلى العوامل المسببة في الشعور بالخوف، والتي من بينها عوامل معقدة، وتنتج عن تجارب سابقة، ومنها أيضاً ما عوامل مباشرة تنتج فور التعرض لها، والتي من بينها ما يلي.
الخوف من الأحداث المستقبلية.
التخيلات الوهمية.
الخوف من المجهول.
بعض الكائنات أو المواقف، مثل الخوف من الطيران أو العناكب.
المخاطر البيئية الحقيقية.
علاج الخوف والقلق وإزالة الضيق في الإسلام
يذكر العلماء والأمة المسلمين، أن القرآن الكريم ذكر طبيعة الإنسان، وأن أصل الإنسان أنه يخاف ويجزع، ذلك كان في قوله- تعالى-: (۞ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)) (سورة المعارج)
وجاءت في تلك الآيات بمعنى وخلاصة وصف نفس الإنسان، كونه خلق خائفاً، يجزع من كل شيء، فإذا جاءه خير، خاف على انتهاء هذا الخير، فصار شحيحاً بخيلاً فيه، وإذا جاءه الشر خاف وهلع وتمنى مغادرته، فالإنسان يخاف من كل غريب عنه، وكل تغيير يتعرض له، ويستثنى من ذلك المصلين، والذين يداومون على الصلاة، والذين يتصدقون من أموالهم بصفة دائمة، أولئك فقط هم من لا يصيبهم الخوف.