نوضح في هذا المقال إجابة سؤال هل التهاب البروستاتا يمنع الحمل ؟ هناك العديد من الأمراض التي تنتشر بين الرجال وتصيب نسبة كبيرة منهم، ويُعد التهاب البروستاتا واحدًا من تلك الأمراض، وهو عبارة عن التهاب يصيب غدة البروستاتا، ومكان تلك الغدة خلف المثانة وحجمها مقارب لحجم الجوز، وتتمثل وظيفة تلك الغدة في إفراز السائل المنوي الذي ينقل بدوره الحيوانات المنوية ويغذيها، وعندما تُصاب تلك الغدة بالتهابات؛ تظهر مجموعة من الأعراض على المصاب أبرزها الشعور بألم بين الفخذين وخلال التبول، ويرغب الكثير في معرفة مدى تأثير التهاب البروستاتا على الإنجاب، وهو ما سنشرحه في السطور التالية على موسوعة.
هل التهاب البروستاتا يمنع الحمل
قبل الإجابة على هذا السؤال تجدر الإشارة أولًا إلى أن الإصابة بالتهاب البروستاتا ينتج عنه الشعور بعدة أعراض.
منها الشعور بحرقة خلال التبول، نزول البول مخلوطًا بالدم، نزول البول بلون داكن، التبول بصعوبة، التبول بكثرة.
بالإضافة إلى الشعور بألم خلال القذف، الشعور بألم في عدة مناطق مثل البطن والعجان والخصيتين والعضو الذكري.
ولا يقتصر انتشار تلك الحالة على فئة عمرية معينة من الرجال؛ بل تنتشر بين مختلف الفئات العمرية.
ولكن يكثر الإصابة بالتهاب البروستاتا بين الرجال الذين قاربوا على بلوغ عامهم الخمسين.
ولالتهاب البروستاتا 4 أنواع، الأول وهو المزمن، والثاني وهو الجرثومي الحاد، والثالث هو الجرثومي المزمن، والرابع هو عديم الأعراض.
أما عن أسباب الإصابة بهذا الالتهاب نتيجة وصول البكتيريا من خلال البول إلى البروستاتا.
وإذ لم تكن البكتيريا هي سبب الإصابة؛ فقد تكون تلك الإصابة ناتجة عن وجود صدمة أو إجراء جراحة في أسفل المسالك البولية، فتُصاب أعصاب تلك المنطقة بالتلف.
وهناك عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بهذا الالتهاب منها الإصابة السابقة بتلك الحالة، الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، نزع القسطرة البولية باستخدام أنبوبًا منغرسًا في الإحليل، وجود إصابة بمنطقة الحوض، إصابة المثانة أو الإحليل بالعدوى.
ومن المضاعفات التي قد تحدثها الإصابة بتضخم البروستاتا تشوه السائل المنوي والإصابة بالعقم، إصابة الدم بعدوى بكتيرية.
وأيضًا الإصابة بخراج البروستاتا، أو الإصابة بالتهاب البربخ، أو الإصابة بالجفاف.
هل التهاب البروستاتا يؤثر على الإنجاب
في بعض الحالات يمكن أن يحدث حمل على الرغم من إصابة بالزوج بالتهاب البروستاتا.
وفي بعض الحالات الأخرى يمكن أن تؤدي الإصابة بالتهاب البروستاتا إلى وجود صعوبة في الإنجاب قد تصل إلى العقم
ويتم تحديد ذلك بناءً على حالة الالتهاب وما إذا كان مزمنًا أم لا، فإذا كان متكررًا ومزمنًا فسيؤثر بالسلب على الإنجاب.
ويعود سبب ذلك التأثير إلى وجود خلل في حركة الحيوانات المنوية نتيجة وجود نقص في كمية السوائل التي تقوم غدة البروستاتا بإفرازها.
كما يمكن أن يتسبب التهاب البروستاتا في القذف المبكر أو في ضعف الانتصاب.
وأيضًا ينتج عنه حدوث الإجهاد التأكسدي عندما تقل قدرة مضادات الأكسدة فتزيد مركبات الأكسجين التفاعلية التي تقلل بدورها من حركة الحيوانات المنوية وتضر بالمادة الوراثية الخاصة بها.
وتؤثر تلك الإصابة بالسلب على حركة الحيوانات المنوية، نظرًا لما تسببه من زيادة لزوجة السائل المنوي.
هل التهاب البروستاتا يؤثر على الحيوانات
نعم، فكما سبق وأن ذكرنا، فالتهاب البروستاتا يؤثر بالسلب على حركة الحيوانات المنوية نظرًا لتأثيره على البروستاتا من حيث الكمية المطلوبة من السوائل التي تفرزها.
كما يقيّد هذا الالتهاب من حركة الحيوانات المنوية بسبب ما ينتج عنه من إجهاد تأكسدي، وزيادة لزوجة السائل المنوي.
وهناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أن التهاب البروستاتا المزمن قد ينتج عنه الإصابة بالعقم، نظرًا لما يسببه من خلط الحيوانات المنوية بكرات الدم البيضاء.
تلك الكرات التي تؤثر على الحيوانات المنوية بالسلب، إذ تؤدي إلى ضعف جودتها.
وبشكل عام، فالتهاب أو تضخم البروستاتا قد لا يؤثر سلبًا على عدد الحيوانات المنوية، ولكن يؤثر على جودة وحركة ونوعية تلك الحيوانات.
هل التهاب البروستاتا يؤثر على الجنين
هناك العديد من السيدات الحوامل ممن يخشن من إصابة أزواجهن بالتهاب البروستاتا لاعتقادهن بتأثير تلك الإصابة على الجنين.
وفي الحقيقة فإن حالة تضخم البروستاتا تؤدي إلى إصابة الحيوانات المنوية بتشوهات، قد ينتج عنها عدم الإنجاب أو الإجهاض المتكرر.
وذلك لأنه في حال الحمل بجنين مشوه فمن النادر اكتمال هذا الحمل.
هل يؤثر التهاب البروستاتا على الزوجة
يتساءل الكثير من الأزواج عن مدى تأثير الإصابة بالتهاب البروستاتا على ممارسة الجماع، وما إذا كان قد يؤثر بالسلب على الزوجة أم لا.
ولقد أشارت الدراسات إلى أن ممارسة العلاقة الجنسية لن تزيد من حدة التهاب البروستاتا.
ولكن التأثير الوحيد لتلك الإصابة على الجماع في أنها قد تؤدي إلى الشعور بألم عند القذف.
أما عن إمكانية إصابة الزوجة بعدوى نتيجة ممارسة الجماع مع زوجها المصاب بتضخم البروستاتا؛ فتجدر الإشارة إلى ندرة حدوث ذلك.
لأن تلك الإصابة هي نتيجة وجود عدوى بكتيرية، تلك العدوى التي لا تنتقل إلى الزوجة في الغالب.
ولكن من الأفضل قبل ممارسة العلاقة الزوجية في حال إصابة الزوج بالتهاب البروستاتا الحصول على استشارة الطبيب أولًا.
ومن المشكلات الجنسية الأخرى الناجمة عن الإصابة بالتهاب البروستاتا هي ضعف انتصاب العضو الذكري، مما يؤثر سلبًا على ممارسة الجماع بشكل طبيعي.
فالجدير بالذكر أن التهاب البروستاتا الحاد قد يؤدي إلى حدوث خللًا في الانتصاب، كما أن الحالات الأقل حدة قد تؤدي إلى ضعف الانتصاب بطريقة غير مباشرة بسبب ما ينتج عنها من الشعور بألم عند القذف.
وأيضًا قد ينتج عن تلك الإصابة ضعف الرغبة الجنسية لدى الرجل أو عدم شعوره بالإشباع الجنسي أو الرضا خلال ممارسة العلاقة.
علاج التهاب البروستاتا
يتم تشخيص حالة التهاب البروستاتا من خلال قيام الطبيب بفحص المستقيم يدويًا، ومن ثم يوصي بإجراء اختبار بول واختبار دم وإجراء تصوير مقطعي للبروستاتا والجهاز البولي.
وفي حال التأكد من الإصابة بتضخم البروستاتا؛ سيصف الطبيب أيًا من الأدوية التالية:
المضادات الحيوية: وهي التي يتم استخدامها غالبًا لعلاج حالات التهاب البروستاتا، وطبقًا للبكتيريا التي سببت العدوى سيحدد الطبيب الدواء المناسب، وتتنوع تلك المضادات ما بين تلك تؤخذ عن طريق الفم أو عن طرق الوريد.
حاصرات ألفا: حيث ترخي تلك الأدوية عنق المثانة وألياف العضلات التي تصل المثانة والبروستاتا، فضلًا عن دورها في تخفيف الأعراض المصاحبة لتلك الحالة وأبرزها الشعور بألم خلال التبول.
مضادات الالتهابات: وهي أدوية تخفف من الآلام المرافقة لتلك الحالة.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أجبنا من خلاله على سؤال هل التهاب البروستاتا يمنع الحمل؟ كما أوضحنا مدى تأثير التهاب البروستاتا على الجنين والحيوانات المنوية والزوجة، وكيفية علاجه، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.