القهوة مع الليمون هو صيحة حديثة في المشروبات ويُعد ببساطة بإعداد كوب من القهوة السوداء أو القهوة العربية ثم إذابة ملعقة كبيرة من عصير الليمون في المشروب، وقد انتشرت هذه الصيحة نتيجة لعدة أسباب من أكثرها تأثيرًا الإقبال الكبير على تناول مشروب القهوة، وحب أغلب الأشخاص لمذاق الليمون، فضلًا عن شيوع العديد من المعلومات عن تعدد فوائد هذا المزيج خاصةً فيما يتعلق بفعاليته في التخلص من الوزن الزائد وتثبيت الوزن؛ ونظرًا لأن ليس كل ما هو شائع دقيق علميًا فإن المقالة الحالية من موسوعة هدفها هو إرشادك إلى كل ما المعلومات التي تحتاج لمعرفتها عن مزيج القهوة بالليمون وذلك بالاعتماد على مصادر علمية.
مكونات مشروب القهوة مع الليمون
يعتمد إعداد هذا المشروب على البن الذي يدخل في إعداد القهوة السوداء التي تنتمي لأكثر أنواع المشروبات استهلاك في مختلف الدول، وبالإضافة إلى ذلك يتم إضافة الليمون الذي يُمثل النوع الأكثر شهرة واستهلاكًا من النباتات الحمضية؛ وبالإضافة إلى المكونين فالبعض يُحلي هذا النوع من القهوة بالسكر الأبض، أو البني، كما يعتمد البعض في تحليته على العسل الأبيض.
وعلى الرغم من أنه يُمكن التغيير في مدى تركيز كلا من المكونات بصفة عامة والمكونين الأساسيين بصفة خاصة إلا أن المشروب يُعد عادةً بخلط كوب من القهوة السوداء مع عصير ثمرة ليمون كاملة؛ ومن الناحية النظرية فإن هذا المزيج متعدد الفوائد الصحية نظرًا لغناه بفيتامين ج الموجود بكثرة في الليمون، والبوليفينول المتوافر في البن.
فوائد القهوة مع الليمون
حبوب القهوة تتضمن ما يزيد عن 1000 مركب مفيد، ولكن من أكثر هذه الأنواع وفرة الكافيين وحمض الكلوروجينيك، وهما 2 من أقوى أنواع المواد المضادة للأكسدة؛ وقد بينت الدراسات وجود ارتباط بين استهلاك القهوة وبين عدة فوائد صحية من أبرزها خفض مخاطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان كسرطان الكبد، والثدي، والبروستاتا، والأمعاء، والرحم.
وبالإضافة إلى ذلك فقد أشارت بضعة دراسات إلى أن استهلاك القهوة يحد من احتمالات الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة من بيينها النوع الثاني من مرض السكر، واضطرابات القلب، والكبد، والزهايمر، والشلل الرعاش (مرض باركنسون).
ومن ضمن فوائد استهلاك الكافيين دوره في زيادة القدرة على التركيز وعلى ممارسة الأنشطة اليومية، ومساهمته في خفض معدل استهلاك الطعام، وتعزيز سرعة عملية الأيض أيضًا.
أما فيما يتعلق بالفوائد الصحية لليمون فهي جمة ويعود الفضل في أغلبها لثرائه بفيتامين ج والفلافونويدات وهم من أكثر أنواع مضادات الأكسدة أهمية للجسم خاصةً فيما يتعلق بتثبيط احتمالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، وسرطان الثدي، وأمراض الجهاز الدوري، والسبب في كل هذه الأدوار هو دور المواظبة على استهلاك الليمون في تقوية الجهاز المناعي.
ولكن لا تعني كثرة فوائد استهلاك كلا من المكونين الأساسيين لمشروب القهوة بالليمون سيؤدي بالضروري لزيادة الفوائد التي يُمكن التمتع بها عند استهلاك كلاهما على حدة حيث لم تُجرى الكثير من الدراسات بخصوص ذلك كما أن القليل من الدراسات التي أجريت لم تتوصل لوجود فرق كبير في الفعالية.
الشائعات عن مشروب القهوة مع الليمون
توضح الفقرات التالية أكثر المعلومات الشائعة عن أهمية تناول القهوة مع الليمون مع توضيح حقيقة كل منهم وفق النتائج التي توصلت لها الدراسات العلمية.
يساعد المشروب في إذابة الدهون
هذه الشائعة غير صحيحة بشكل كلي؛ حيث يعتمد حرق الدهون على التقليل من استهلاكها لأقصى حد ممكن مع المثابرة على ممارسة التمرينات الرياضية، ومن الناحية العملية، فالدراسات أشارت إلى أن تناول القهوة يدعم القدرة على ضبط التخلص من الوزن الزائد، ولكن تأثير المشروب مكمل فقط، بمعنى أن التمتع بفوائد المشروب بخصوص ذلك تتطلب أن يتم تناوله مع التقليل من معدل استهلاك السعرات الحرارية ورفع معدل ممارسة الأنشطة الحركية.
ومن الهام توضيح أن الدراسات أرجعت دور مساهمة القهوة في ضبط الوزن إلى أن الكافيين من العناصر الغذائية الداعمة للقدرة على ضبط الشهية وفي تحسين معدل عملية الأيض. ولا يوجد أي تأثير لإضافة اللليمون إلى القهوة في زيادة تأثير القهوة على الوزن.
يساهم تناول المشروب في تسكين الألم
لم تُجرى دراسات علمية بخصوص ذلك، ولكن يوجد 2 من الافتراضات الأول يرى أن الكافيين يحد من معدل وصول الدم إلى المخ مما يساعد في تخفيف شدة الألم، والافتراض الثاني يرى مؤيديه أن الكافيين يُحفز الصداع لدى البعض مما يعني أن تناول القهوة سيزيد من الصداع، ووفقًا لآراء مستتهلكي المشروب فقد أشار البعض أنه خفف شدة الألم والبعض الآخر أشار إلى تفاقم حدة الألم؛ ونظرًا لتضارب الآراء وعدم وجود أبحاث علمية دقيقة فمن الموصى به استشارة الطبيب المعالج قبل استهلاك القهوة مع الليمون أو القهوة فقط كوسيلة لتخفيف الصداع خاصةً في حالة تناول نوع أو أكثر من العلاجات.
يُستخدم كوصفة طبيعية لعلاج الاسهال
تنتمي هذه الوصفة للعلاجات الطبيعية الشائعة، ولكن الوصفة ليست عبارة عن تناول مزيج القهوة مع الليمون كمشروب، ولكن بتناول مزيج مُعد من حبوب القهوة المطحونة بعد مزجها مع القليل من عصير الليمون؛ وعلى الصعيد العملي لم تُجرى أي دلائل موثوقة بشأن ذلك، لكن الكافيين الموجود في الطقهوة يرفع معدل فقدان الجسم للسوائل مما يزيد من احتمالات الإصابة بالجفاف.
أضرار القهوة مع الليمون
الإسراف في تناول المزيج له يحد من القدرة على النوم لفترات منتظمة يحد من جودة النوم ويزيد من احتمالات الإصابة بالأرق مما ينعكس على المدى القدرة على الإنجاز على المدى البعيد كما أن الإكثار من استهلاك الكافيين يزيد من احتمالات تعرض الحوامل للإجهاض.
وبالإضافة إلى كل فإن الاستمرار في تناول القهوة فقط أو القهوة مع الليمون بكثيرة لمدة زمنية طويلة يتسبب في الإصابة بإدمان الكافيين الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كأحد أنواع الاضطرابات السريرية.
وفقًا للمعلومات الموضحة سابقًا فلا حاجة لتناول مشروب القهوة بالليمون فلا توجد دلائل علمية قوية على فوائده، ولكن الطريقة المثلى للاستفادة من المغذيات المتوفرة في كلًا من القهوة والليمون تكمن في استهلاك كلاهما على حدة.