الإطلاع على قصص السابقين، وقصص المحيطين بنا ورؤية تجاربهم الحياتية تصقل خبرتنا، وتجعلنا أكثر حكمة وأكثر قدرة على التصرف في الأزمات، ولذلك سنشير في هذا المقال في موقع موسوعة إلى قصص واقعية من الحياة مؤثرة مليئة بالحكمة والدروس المستفادة، وكيف يمكنك الاستفادة من اطلاعك على هذه القصص في حياتك اليومية، فالحياة مليئة بالتجارب المثيرة، والشخص الذكي هو الشخص القادر على التعلم من تجارب وأخطاء الآخرين.
قصص واقعية من الحياة مؤثرة
التجارب الواقعية تضيف لك خبرة وحكمة الآخرين، وتساعدك في توسيع أفقك، والنظر إلى الحياة وتجاربها ومشاكلها والصراعات بها بنظرة مختلفة، ولذلك من قديم الأزل كانت الدراسة والتعلم مبنية في الأصل على السرد والحكي، بدلًا من التوجيه المباشر الممل، فإذا حصلت على الدرس المستفاد بصورة غير مباشرة، عن طريق قصة شيقة، تأكد أنه سيؤثر عليك وعلى أفكارك بشكل عميق، وسيؤثر بطبيعة الحال على حياتك بعد ذلك، ولذلك سنعرض مجموعة من أكثر القصص الحياتية واقعية وتشويق:
قصة ساعي البريد والطفلة الصغيرة
في أحد المدن الأوربية كان هناك ساعي بريد مسن، يمر على المنازل ليطرق الرسائل.
وفي يوم من الأيام وصل إلى باب أحد المنازل وطرق الباب، جاءه صوت طفلة من بعيد تقول له أنا قادمة هل من الممكن أن تنتظر قريبًا.
تأخرت الفتاة في فتح الباب، وشعر ساعي البريد بالضيق الشديد، فهو لديه مهام كثيرة عليه إنجازها.
فتحت الفتاة الباب، ووجدها طفلة صغيرة تجلس على كرسي متحرك، فهي ليس لديها أرجل، ووالدها في العمل وهي وحيدة بالمنزل.
شعر ساعي البريد بتأنيب الضمير لأنه تضايق وغضب من تأخرها، وأعطاها رسالتها بهدوء ثم انصرف.
وفي الأيام التالية ظل ساعي البريد يذهب لمنزل الطفلة لإعطاءها الرسائل، ولكنه كان ينتظرها بصبر.
كان هناك ألفة كبيرة بين ساعي البريد والطفلة الصغيرة، وكانوا كثيرًا ما يتبادلوا الحديث.
إكمالًا لقصة ساعي البريد والطفلة الصغيرة هذه القصة الواقعية الغريبة والمؤثرة للغاية:
لاحظت الفتاة الصغيرة في يوم من الأيام أن ساعي البريد يأتي حافي القدمين.
وفي يوم من الأيام كان المطر يتساقط بغزارة، وعندما غادر ساعي البريد منزلها تركت قدمه أثار في الأرض المبللة.
عندما جاء والد الفتاة إلى المنزل طلبت منه قياس مقاس قدم ساعي البريد من أثارها على الأرض.
وطلبت من والدها أن يشتري لساعي البريد حذاء جديد.
وفي اليوم التالي جاء ساعي البريد لمنزل الطفلة، وعندما فتحت له الباب أهدته الحذاء الجديد.
شعر ساعي البريد بالخجل الشديد، ورفض في البداية استلام الهدية، ولكن أمام إلحاح الطفلة تقبلها في النهاية بصدر رحب حبًا فيها.
دمعت عيني ساعي البريد من التأثر، وقررت على الفور الذهاب إلى منزل مدير مكتب البريد.
وطلب منه طلب غريب للغاية، فقد طلب منه نقل مكان خدمته، وذلك حتى لا يذهب لهذه الفتاة مرة أخرى.
وكان لديه سبب غريب لهذا الطلب، فقد قال باكيًا هي رأتني في حاجة إلى حذاء فأهدتني إياه، فكيف يمكن أن أهديها قدميها ؟!.
هذه القصة المعبرة تعطينا درس مفيد للغاية، فهي تربي لدينا مشاعر الإحساس بالآخرين، فعلينا أن نشعر بمعاناة المحيطين بنا.
ونشعر بما يؤلمهم، ولا نكن متبلدين المشاعر، نبحث فقط عما فيه صالحنا.
ومن الجميل أن نفكر في معاناة المحيطين بنا، ونسعى بكل السبل للتخفيف عنهم آلامهم ومشاكلهم.
فالتعاطف من أكثر المشاعر الإنسانية الهامة للغاية، والتي تؤثر على قراراتنا بشكل كبير.
قصص غريبة ومشوقة قصة قائد الجيش وصاحب محل الشاي
من أكثر القصص المشوقة والغريبة للغاية قصة قائد الجيش وصاحب محل الشاي، وهذه القصة يُقال بأنها حقيقة.
ففي يوم من الأيام بعد انتهاء قيام دورية الجيش من واحدة من أكثر المهمات صعوبة ومشقة، مروا على ممر جبلي محاط بالثلج من كل جانب.
وكانوا في أقصى حالات التعب والإرهاق، وكانوا يسيروا بصعوبة شديدة، والمكان شديدة الظلمة والبرودة حولهم.
وأثناء سيرهم بتعب وجدوا مقهى، فرحوا كثيرًا وركضوا إليه بأمل، طمعًا في كوب من الشاي الساخن يهدأ شعور البرد الذي يسري في بدنهم.
ولكن عندما وصلوا إلى المقهى وجدوه مغلقًا، شعروا بالحزن والإحباط الشديد.
وطلبوا من قائدهم كسر القفل وفتح باب المقهى فقط للحصول على كوب من الشاي.
شعر القائد بحاجتهم الشديدة للراحة، وفكر كثيرًا هل يحق له فتح الباب لكي ينجو الجنود وتدب الطاقة في بدنهم أم لا يحق له هذا.
بعد تفكير طويل، رأي القائد شدة تعبهم وحاجتهم إلى هذا، فطلب منهم كسر القفل.
وبالفعل كسر الجنود القفل، ودخلوا إلى المقهى وحصلوا على ما يريدون من راحة ودفء وشاي ساخن وبسكوت لذيذ.
وشحنوا طاقتهم مرة أخرى، وأصبحوا قادرين على مواصلة السير.
وعند خروج الجنود من المقهى وضع القائد 1000 دولار على الطاولة، ووضع رسالة اعتذار بجانب الأموال.
قصص عن مصاعب الحياة
الحياة مليئة بالمصاعب والمشاكل والأزمات، ولكن رحمة الله أكبر من كل شيء، وهذا هو الدرس المستفاد الذي ستدركه عند قراءة تكملة قصة قائد الجيش وصاحب المقهى.
عندما استيقظ صاحب المتجر في الصباح وذهب إلى المقهى وجد باب المقهى مكسور.
قلق كثيرًا ودب الخوف والرعب إلى قلبه، فهو فقير للغاية، ولا يملك شيء سوى هذا المقهى.
كما أن ابنه في أشد حالات المرض والضعف، ويحتاج إلى علاج بصورة فورية، وكان ينوي أن يعمل مطولًا حتى يجني هذا المال، أو يضطر إلى بيع المقهى.
فليس له أحد في هذا العالم أغلى وأقيم من أسرته.
وعندما دخل صاحب المقهى إلى مقهاه وهو حزين وجد 1000 دولار على الطاولة.
سجد لله فرحًا، فقد أدرك أن الله يرعاه دائمًا، فهذا هو المبلغ بالتحديد الذي كان يحتاج إليه بصورة عاجلة.
دعا صاحب المقهى لمن ترك المال والرسالة، فقد أرسله الله لطفًا به وبأحواله.
وهنا أدرك جيدًا أنه في معية وحفظ الله، والأمور كلها تدرك بحكمة شديدة في هذا الكون.
فلحكمة الله ولرحمته وجد الجنود المقهى وهم في أقصى حالات التعب والإرهاق.
ووجد صاحب المقهى المال الذي كان ينتظره، ولا يعلم كيف سيحصل عليه.
وهذه القصة تعطينا رسالة عميقة المعاني، حول العطف والرحمة والتعاون، فمن الممكن لعمل صغير للغاية، أن يؤثر بالإيجاب بشكل كبير على حياة شخص أخر.
قصص واقعية مؤثرة وحزينة
لا يتعلم المرء إلا بالتجارب القاسية، وبالمعاناة وبالجد، وهذا ما نراه بوضوع في قصص السابقين وقصص المحيطين بنا، ومن أكثر القصص المؤثرة قصة النحات وابنه.
يذكر قديمًا كان هناك نحات ماهر للغاية، وكان يأتي الكثير لشراء التماثيل التي يصنعها من كل مكان.
وكبر عمل هذا النحات بشكل سريع وانتشر كثيرًا، حتى أنه قام بتعليم ابنه أيضًا هذا العمل.
فأصبح الأب والابن يعملون سويًا في صناعة التماثيل.
كبر الابن قليلًا وقرر أن يصنع تماثيله بمفرده، سعد الأب بهذا وشجعه كثيرًا.
وكان الابن يصنع التماثيل ويأخذ رأي أباه فيها، فيعدل أباه عليها، ويعطيه بعض النصائح حول طريقة الصنع.
وكان يتقبلها الابن النصائح بصدر رحب، ويسعى دائمًا لتطوير عمله، والاستفادة من آراء ونصائح والده.
نالت تماثيل الابن إعجاب الكثير من الجمهور، فقد شاهدوا لمحة إبداعية مختلفة في التماثيل.
وأصبحت تماثيل الابن تباع بأموال أكثر من تماثيل الأب.
وهنا تملك الغرور الابن، وأصبح قاسيًا للغاية على أباه، ورفض تمامًا الاستماع إلى نصائحه وإلى آرائه.
لم يعلق الأب على التغيير الكبير الذي طرأ على تصرفات الابن.
ابتعد الابن عن الأب تمامًا وقرر الاستقلال عنه.
قصص واقعية من الحياة اليومية
قصة النحات وابنه من القصص التي تحمل معاني عميقة ومؤثرة للغاية.
فمع الوقت لاحظ الابن أن الإقبال يقل على شراء تماثيله بشكل ملحوظ.
فزع الابن كثيرًا وتضايق من هذا الأمر، وذهب إلى الأب نادمًا وباكيًا.
تقبل الأب أسفه وندمه، وسأل الابن أباه عن سبب قلة مبيعاته.
أخبره الأب أن الغرور والتكبر يصيب الشخص بالعمى، فلا يدرك أخطائه، ولا يسعى إلى تطوير مهاراته والتحسين منها.
وإذا لم يتقبل الشخص النقد، وكان راضيًا تمام الرضا على عمله، أصبح مقيدًا بدائرة من الروتين الممل.
ولن يتطور أدائه أبدًا، فعلى المرء أن يبحث دائمًا على نسخة أفضل من نفسه.
وقالوا قديمًا تقبل النصيحة بكل الطرق، وقل النصيحة بأفضل طريقة ممكنة.
فتقبل النصيحة والاستماع إلى آراء الآخرين ترشدك إلى طريق الصواب.
خاصة إذا كان من ينصح والدك، أو أحد من أهلك والمقربين منك، فهو ينصح بقلب محب، يريد لك الأفضل دائمًا، ويبحث عن مصلحتك فقط.