تظهر فوق العديد من المدن سحابة عملاقة شبه صفراء

تظهر فوق العديد من المدن سحابة عملاقة شبه صفراء

عندما تظهر فوق العديد من المدن سحابة عملاقة شبه صفراء على وجود نسبة عالية من تلوث الهواء.

تعريف تلوث الهواء

يتم تعريف تلوث الهواء على أنه انطلاق للغازات المختلفة والمواد الصلبة صغيرة الحجم أو الدقيقة والسوائل المتناثرة إلى الغلاف الجوي بنسب مرتفعة تتخطى قدرة البيئة على السيطرة على تلك المواد وتنقية الهواء منها، سواء بتخفيف نسب تلك المواد في الغلاف الجوي أو بامتصاصها مباشرة، وقد ينتج عن زيادة نسبة تركيز تلك المواد في الهواء إلى الكثير من المشاكل الجمالية والصحية الغير مرغوب فيها.

• تعتبر ظاهرة تلوث الهواء ليست بالظواهر الجديدة، فهي تعود إلى العصور الوسطى، فتلوث الهواء في بعض الأحيان قد ينتج عنه حصول الكثير من الحوادث الخطيرة والمأساوية، ومن بين تلك الحوادث ما يلي.
  • حادثة بنسيلفانيا عام 1948، والتي قد توفى فيها 20 شخص على مدار 5 أيام.
  • حادثة بلجيكا عام 1930، والتي قد توفى فيها 36 شخصاً، وعلى مدار 5 أيام، وكان السبب اندماج غاز ثاني أكسيد الكبريت والجزيئات الدقيقة مع الرطوبة بنسبة عالية.
  • المشكلة التي حدثت في لندن، فقد تسبب حرق الفحم بشكل مكثف في ظهور دخان كثيف، وقد أدى إلى مشاكل بيئية خطيرة، وقد نتج عنه حظر لاستخدام الفحم في أفران الجير، وكان ذلك منذ عام 1307، وقد أثدر القرار الملك إدوارد الأول.

حقائق عن تلوث الهواء

أصدرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي بعض البيانات والحقائق الخاصة بتلوث الهواء، وكانت من بين تلك الحقائق ما يلي.

• صرحت منظمة الصحة العالمية بأن الدخان المنبعث في الأماكن المغلقة هو خطر على صحة ما يقرب من 2.6 مليار إنسان، يقومون بطهو طعامهم، ويعملون على تدفئة منازلهم عن طريق استخدامهم للوقود الحيوي مثل الكيروسين والفحم.
• تعمل السياسات والاستثمارات التي تعمل على دعم إنشاء وسائل نقل نظيفة وتسعى لتحقيق كفاءة في استخدام الطاقة في المنازل وقطاعات توليد الطاقة الكهربائية والصناعة، إلى جانب تحسين إدارة النفايات في البلديات على التقليل من المصادر الرئيسية لتلوث الهواء.
• كما أعلنت المنظمة أن التقديرات إلى أن تلوث الهواء في المدن والمناطق الريفية على السواء قد تسبب في ما يقرب من وفاة 4.2 مليون إنسان على مستوى العالم في عام 2016، وقد وقعت نحو 91% من تلك الوفيات المبكرة في البلدان المنخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، كما تركز أكبر عدد من تلك الوفيات في إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.
• في عام 2019 وصلت نسبة سكان العالم الذين يعيشون في أماكن لم تكن تفي بالمستويات المحددة في المبادئ التوجيهية الصادرة من المنظمة بشأن نوعية جودة الهواء إلى ما يقرب من 99% من سكان العالم.
• قامت المنظمة بوضع “المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن نوعية الهواء”، بالتحديث لعام 2021، بوضع تقديرات لآثار تلوث الهواء على الصحة والحدود القصوى المقبولة لمستويات التلوث الضارة بالصحة.
• بشكل عام كلما انخفضت مستويات التلوث الموجودة في الهواء زادت الصحة القلبية، وتحسنت صحة الأوعية الدموية وعملية التنفس.
• تعتبر منظمة الصحة العالمية تلوث الهواء واحد من المخاطر البيئية الكبرى على الصحة، والذي يمكن الحد من الأخطار الصحية له عن طريق خفض مستويات تلوث الهواء، بحيث يمكن للبلدان أن تحاول التقليل من أعباء الأمراض المترتبة على تلوث الهواء، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى حد السكتات الدماغية وأمراض القلب, وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والحادة مثل الربو وسرطان الرئة.

مصادر تلوث الهواء

تشمل مصادر تلوث الهواء على الكثير من المصادر الطبيعية والمصادر التي تكون من صنع الإنسان، والتي منها مصادر بشرية ومصادر طبيعية، وسنحاول في النقاط التالية عرض بعض النقاط الخاصة بمصادر تلوث الهواء.

المصادر البشرية لتلوث الهواء

يعتبر أكبر مساهم في تلوث الهواء هو الإنسان نفسه في الوقت الحالي، ويقوم الإنسان باستخدام العديد من المصادر التي تؤدي إلى التأثير في زيادة تلوث الهواء، والتي منها ما يلي.

الزراعة وتربية الماشية

تنتج عمليات الزراعة وتربية المواشي غاز الميثان، وذلك بسبب إنتاج غاز الميثان من الماشية، بالإضافة إلى إزالة الغابات التي يتم في العديد من مدن العالم، حتى يتم التوسيق في الرقعة الزراعية، فبحصب تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أن الزراعة تمثل 24% من الانبعاثات السنوية للغازات الدفيئة.

النفايات

تعد النفايات من المصادر الأكثر انتشاراً لتلوث الهواء، وذلك يرجع للعديد من الأسباب والتي منها ما يلي.

• تقوم النفايات بإطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان، والذي يعد من الغازات الدفيئة الرئيسية، كما أن الميثان يعد من الغازات القابلة للاشتعال بدرجة كبيرة، وقد يتسبب في الاختناق أيضاً.
• بالإضافة إلى العلاقة الطردية بين النمو السكاني وكمية إنتاج النفايات، فكلما زادت عدد السكان زادت النفايات الخاصة بهم، وقد يتطلب الأمر زيادة أماكن الدفن البعيدة عن البيئات الحضرية.

انبعاثات الوقود الأحفوري

تعد انبعاثات الوقود الأحفوري واحدة من أكبر مصادر تلوث الهواء البشرية، وتتنوع مصادر إنتاجها بسبب طبيعة المعيشة الخاصة بأغلب الناس في الوقت الحالي، والتي منها الانبعاثات الناتجة عن عملية احتراق الوقود الأحفوري من النفط والفحم، والتي يتم استخدامها في محطات توليد الطاقة، وفي بعض المصانع والأفران ومحارق النفايات.

المصادر الطبيعية لتلوث الهواء

يوجد بالهواء الجوي العديد من الجزيئات الدقيقة التي نتجت من مصادر طبيعية، والتي من بينها ما يلي.

• الغبار وحبوب اللقاح.
• الرمال الناتج عن عمليات التعرية.
• أملاح البحار في المناطق الساحلية.
• بقايا الكائنات الحيوانية والنباتية.
• الصواعق التي تنتج كميات كبيرة من أكسيد النيتروجين.
• الطحالب التي تقوم بإطلاق كبريتيد الهيدروجين على سطح المحيطات.
• غاز الميثان الذي ينطلق من البيئات الرطبة.
• الانبعاثات البركانية المختلفة.

آثار تلوث الهواء على البيئة

تعاني نظم بيئية كاملة من تلوث الهواء، وقد يترتب على ذلك العديد من الآثار المختلفة، والتي منها ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تبدأ توابعها في الظهور في الوقت الحالي، والتي تحدث نتيجة امتلاء الغلاف الجوي بمركبات تمنعه من طرد الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس للفضاء مرة أخرى، فيعمل على زيادة درجة حرارة الأرض، فيزيد درجة حرارة الهواء وتزداد نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والتي من أخطرها ثاني أكسيد الكربون، ذلك الغاز الذي يعمل على الاحتفاظ بالحرارة داخل الغلاف الجوي.

• وقد اتخذت الكثير من الدول العديد من الخطوات القوية للتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك عن طريق خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وقد تم عقد أو اجتماع بهذا الصدد في اليابان عام 1997، وقد تم عقده بين 183 دولة، وقد تم بموجبه الاتفاق على تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بين تلك الدول، وتم الاتفاق على ذلك في اتفاقية عرفت باسم اتفاقية كيوتو.
• يمكن أن يتسبب تلوث الهواء في إحداث تلف في المباني والآثار.
• يؤدي تلوث الهواء غلى إصابة الحيوانات بالتشوهات الجينية، والتي ينتج عنها إنتاج مواليد مريضة من الحيوانات المختلفة، إلى جانب انخفاض معدلات الولادة بسبب تعرضها للملوثات الهوائية المختلفة.
• يؤدي تلوث الهواء إلى ظهور الضباب الدخاني والسحب الصفراء، وتلك الظواهر تؤدي إلى حجب الألوان والأشكال، بل تؤثر بشكل كبير في عملية انتقال الصوت في الهواء أيضاً.
• يؤثر تلوث الهواء على المحاصيل الزراعية، وذلك إلى جانب موت الأشجار الصغيرة؛ لوجود جزيئات لملوثات الهواء التي تسقط على المسطحات المائية والتربة.
• كما تؤثر عملية امتزاج جزيئات أكسيد النيتروجين الموجود في الماء مع ثاني أكسيد الكبريت والأكسجين في الغلاف الجوي إلى تكوين المطر الحمضي، الذي يؤدي غلى تلف النباتات والمحاصيل الزراعية، كونه يعمل على تغيير تكوينها، الأمر الذي يعمل على تقليل جودة المياه الموجودة في الأنهار والبحيرات العذبة.

الأسئلة الشائعة