تساهم القصص والروايات في تعليم الأطفال مساعدة الأخر والتعامل باحترام وأدب مع جميع المحيطين به من كبار وصغار، وهناك قصص تزيد من مشاعر الرحمة والرفق بداخل قلوب الأطفال، كما يدرك الطفل كيف يتحكم في انفعالاته من حزن وغضب ليدرك الأسلوب المهذب عند التحدث خلال الخلاف والحزن.
جاء يونس في يوم إلى البيت بعد يوم طويل بالمدرسة، وكان في حالة غضب ممزوج بحزن.
الأم: أهلا بك يا يونس، كيف كان يومك بالمدرسة.
يونس يدخل إلى الغرفة بدون التحدث إلى أمه ويغلق باب غرفته بقوة.
الأم تطرق الباب وتسأل”ماذا حدث معك يا يونس؟.
يونس: اتركيني يا أمي أنا غاضب الآن ولا أريد التحدث مع أحد.
الأم: أهدأ يا بني وأخرج لتتناول الطعام ونتحدث معاً.
يونس: لا أريد تناول الطعام، دعيني وشأني.
ظلت الأم تتحدث مع ابنها الصغير من خلف الباب، لكن الطفل ما زال غاضب ولم يخرج من الغرفة إلا في المساء.
الأم: هل هدأت الآن؟
يونس: نعم.
الأم: يا بني أن طريقة تعبيرك عن الغضب غير صحيحة ولا يجب أن تتعامل مع المواقف الصعبة بتلك الحدة وفي نفس الوقت ينبغي أن لا تفرغ غضبك على من حولك، فإن العنف والغضب في التعبير طريقة غير مجدية ولن تصل إلى حل سليم إلا بعد التفكير بهدوء وعقلانية.
يونس: معك حق يا أمي لقد بالغت في غضبي، أنا آسف.
الأم: لا عليك يا بني، لكن عليك تعلم الدرس والتحكم في انفعالاتك.
يونس: لقد تعلمت يا أمي.
بدأ الطفل في سرد ما حدث معه بالمدرسة، فقد سكبت الماء على اللوحة التي سيدخل بها المسابقة الرسمية بالمدرسة.
يونس: لقد شعرت بالإحباط والغضب حيال هذا الموقف، ولا أدرك كيف أتصرف الآن.
الأم: الذي رسم اللوحة الأولى يستطيع رسم لوحة أخرى أجمل، لكن يجب الهدوء حتى يخرج مهاراته الفنية بشكل صحيح.
بدأ يونس في إحضار أدوات الرسم وجلس بجوار أمه ليرسم لوحته الجديدة بكل هدوء، وبالفعل أنهى لوحة بألوان زاهية لتصبح أجمل من اللوحة الأولى.
شعر يونس بالسعادة والفرح واحتضن والدته، وقال” أنني تعلمت اليوم أن السيطرة على مشاعر الغضب وتحويل الطاقة السلبية لطاقة إيجابية هي الطريقة المثلى لحل المشاكل.
قصة عن الرفق بالحيوان للاطفال
من الضروري أن يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الحيوانات، فقد حثنا الله عز وجل على التعامل باللين والرحمة مع جميع الكائنات الحية، لذا يجب عدم إيذاء الحيوان وتركه يعيش في سلام، وينبغي الرفق بهم وتقديم العون للكائن الذي لا يستطيع التعبير عن حزنه وآلامه.
قصة القطة المجروحة
في يوم من الأيام كان يلعب الأطفال بالطريق، وأثناء اللعب سمع الصغار صوت من بعيد وبدأ الجميع التوجه نحو الصوت الخافت، ليجد الجميع أنها قصة صغيرة مجروحة.
نظر جميع الأطفال إلى بعضهم البعض في حيرة، وقال أحد الأطفال” ماذا سنفعل مع القطة؟.
حاول الطفل الكبير إمساك القصة لإنقاذها، فكانت مجروحة وخائفة بشدة من الجميع.
لم تتجاوب القطة مع الأطفال، فأحضروا الطعام لها لكنها ظلت خائفة ولم تقترب من أحد.
فكر الأطفال في إحضار شخص كبير يساعدهم في إنقاذ القطة المسكينة، وأثناء حديثهما وقف أحد الرجال يسألهم” أتريدون المساعدة يا صغار؟.
قال الأطفال نعم يوجد قطة صغيرة مجروحة ولم ننجح في مساعدتها، وعلى هذا اقترب الرجل من القطة وأحتضنها بين ذراعيه.
ذهب الجميع إلى الطبيب البيطري لعلاج القطة، وقد قال لهم بأنها تعرضت للعنف من صاحبها الذي أهمل في تربيتها، لذا وصلت لتلك الحالة الصعبة.
بالفعل تم إنقاذ القصة وتبناها أحد الأطفال في منزله، وقد قال لهم الرجل الكبير”أحسنتم يا أطفال في التعامل برفق ولين مع القطة، فجزاء هذا عند الله عظيم”.
قصة الكلب والرجل الصالح
في يوم من الأيام كان يسير رجل في الصحراء، وأثناء سيره شعر بالتعب فبدأ بالبحث عن بئر ماء ليشرب منه ويرتاح بجواره.
لاحظ الرجل أن البئر عميق للغاية، لذا بدأ في البحث عن طريقة يحصل بها على المياه، فلم يجد أي وسيلة تساعده، لذا قام بالنزول إلى البئر.
شرب الرجل وغسل رأسه بالماء حتى استعاد نشاطه من جديد، وأثناء خروجه وجد كلب ضئيل الحجم يلهث من العطش فكانت حالته مزرية للغاية.
حين رأى الرجل حالة الكلب، شعر بأنه يحتاج إلى الماء حتى يتعافى من الحر المحيط بهم في الصحراء، لكن لا يعرف كيف يحمل الماء له.
بعد تفكير توصل الرجل إلى النزول للبئر لملء نعليه بالماء حتى يستطيع الكلب الشرب، ومن ثم قام بوضع النعل أمام الكلب.
بدأ الكلب في شرب الماء حتى شبع، وسار الكلب بجانب الرجل في الصحراء حتى وصلوا إلى قرية صغيرة.
الجدير بالذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حثنا على الرفق بالحيوان والتعامل معهم باللين والرحمة، فإن ذلك من خصال المؤمن الصالح.
قصة عن العطف على الفقراء
الرحمة والعطف من أهم السمات التي يجب غرزها في الأطفال منذ الصغر، فهذا يؤثر في شخصيته الفرد وطريقة تعامله مع المحيطين به، وبذلك يصبح شخص سوي عطوف محب لمساعدة جميع من حوله.
أراد حاكم المملكة في يوم تفقد أحوال الرعية، لذا قرر الخروج بدون الحاشية إلى السوق الرئيسي وسط الناس، وبالفعل تنكر الحاكم في زي عامل ونزل بين البائعين.
تجول الحاكم وسط المتاجر والبائعين ليرى حركة البيع والشراء، وأثناء سيره رأى رجل مع ابنه يقفان أمام محل بيع الأحذية وينظر الطفل إلى حذاء جديد بكل شغف.
من خلال مشاهدة الحاكم للرجل وابنه، لاحظ أن الطفل يرغب في الحذاء لكن الوالد لا يمتلك حقه فكان قليل الحيلة وتظهر عليه ملامح الحزن والفقر.
ظل الحاكم يراقب ذلك المشاهد وأثناء ذلك كان بائع المحل يتابع حديث الرجل وابنه، وبعد عدة دقائق اشترك في الحديث معهم.
أدخل البائع الرجل وأبنه بداخل المحل، ثم قال للولد” سمعت حديثك مع والدك وأنك لم تعترض على عدم قدرته على شراء الحذاء، لذا سوف تناله هديه على استماعك لكلام والدك”.
حين شاهد الحاكم ذلك الموقف، قرر أن يعطي البائع كمية من الذهب لمساعدته وعطفه مع الرجل الكبير، ونال الرجل وأبنه الذهب والخيرات.
من خلال تلك القصة نتعلم أن العطف ولين القلب من السمات الحسنة التي يجب أن يتمتع بها الإنسان، ففي بعض الأحيان تجلب الخير والرزق لصاحبها.
