متى ولد توماس إديسونذلك العالم الذي غيرت اختراعاته التاريخ وكان اسمه من أشهر الأسماء على مر العصور، فقد كان عالم ذكي، رجل أعمال ماهر، ومطور للأفكار بصورة هائلة لذلك في هذا المقال يقدم لكم موقع موسوعة القصة الكاملة لهذا العالم الأمريكي الشهير.
متى ولد توماس إديسون
لكل قصة عظيمة بداية تكون في الميلاد وتتبعها عملية التنشئة التي تكون شخصية الفرد ومنها نبدأ أن نعرف ماذا سيقدم هذا الإنسان للبشرية بأكملها:
أنه في الحادي عشر من شهر فبراير لعام 1847 ميلاديًا وُلد توماس ألفا أديسون في مدينة ميلانو بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية.
الأب هو صامويل أديسون والأم هي نانسي ماثيوز الذين أنجبوا 7 أطفال أصغرهم هو توماس الذي وُلد بعد عشرة سنوات من تاريخ فرار الأسرة من موطنهم الأصل وهو كندا لأن والده كان ثوري وكان من الذين اشتركوا ثورة ماكنزي والتي لم تستطع أن تسقط النظام فكان مصير كل الثوريين هو الموت لذلك استطاع صمويل أن يفر بعائلته إلى الولايات المتحدة.
وسط أخواته الست لم يكن هو الأكثر نضجًا أو الأكثر ذكاءً بل اتصف بكونه الأكثر في قلة التركيز وأنه دائمًا شريد الذهن وكان مشاغبًا فبرغم الشرود ألا أنه كان طفلًا لا يتصف بالهدوء أبدًا وهو ما كان يزعج أساتذته في المدرسة التي لم يستطع أن يكمل فيها أكثر من 3 أشهر لأنه لم يكن من الطلاب النافعين بالدراسة كما وصفه معلميه.
وبرغم أن نظام التعليم الرسمي رفض أديسون ألا أن الأم دائمًا ما تؤمن بأطفالها ومهما كانوا هي الوحيدة في العالم التي لن تمل من المحاولة أبدًا.
هكذا وصف توماس أديسون والدته التي لم تستسلم وقامت بتعليم أبنها في المنزل بنفسها دون الاستعانة بأي معلم ولم تهمله يومًا لذلك بدأ أن يشعر أنه لا يحمل منها العلم بل يحمل منها مسؤولية أن يجعلها فخورة بها وأن ما بذلته من تعب لم يذهب سدى.
أما الظروف من حولهم فبدأت أن تكون أكثر سوءً بسبب الأحوال الاقتصادية وهو ما جعل الأب ينتقل من ولاية أوهايو إلى ميشيغان لفرصة ربح مال أعلى.
هناك بدأ توماس أديسون أن يعمل بجانب الدراسة المنزلية وكان بائع الجرائد في القطارات وبائع الحلوى للأطفال.
من أشهر الحوادث التي أثرت على توماس أديسون من الصغر وحتى الكبر هو عند اندلاع حريق في معمل الكيمياء بمحطة القطار مما أدى لضرب العالم لأديسون على أذنيه لما فعله بالمعمل وهو ما أصابه بضعف السمع بصورة مزمنة.
كيف اخترع توماس إديسون المصباح الكهربائي
كلما كان يتقدم أديسون في عمر الشباب كلما كان يثقل شخصيته بالعلم أكثر فقرأ في أصول الفلسفة التي جعلته متأصل في العلوم الطبيعية ولأنه كان يحب التنقل والترحال وهذا جعله ينتقل من ولاية إلى أخرى وبعدما نجح في اختراع العديد من الآلات التي جعلت العامة تطلق عليه اسم الساحر بدأت قصة المصباح الكهربائي:
عندما كان توماس أديسون في حالة من البحث المتعمق والقراءة في كل الأبحاث والتجارب التي وضعها العلماء في مجال الكهرباء واختراعها ومن أهم تلك الأبحاث العلمية هي التي وضعها بنجامين فرانكلين والذي كان رئيسًا للولايات المتحدة فيما بعد.
قام توماس بمحاولة التقدم بهذه الأبحاث والوصول إلى اختراع جديد يكون ثمرة لكل هذه الجهود ومن هنا بالفعل بدأ في تجارب المصباح المتوهج.
بدأت قصة الاختراع الأشهر في العالم عندما بدأ توماس في أن يستخدم أسلاك البلاتين في أن يجمعها مع أسلاك من معادن مختلفة ليختبر التيار الكهربائي وتردداته وهل تستطيع الترددات الكهربائية أن تسير مع مختلف المعادن ، لكنه اكتشف أن أسلاك الكربون المتعارف عليها هي الأفضل في حركة الترددات.
واستطاع من خلال أسلاك الكربون أن يقم بإضاءة مصباح 14 ساعة متواصلة دون انقطاع، وذلك يعتبر نجاح عظيم على أثره قام توماس بالتقديم في الحكومة الأمريكية للحصول على براعة اختراع والذي صدر في 22 من شهر أكتوبر لعام 1879 ميلاديًا وهو تاريخ اختراع المصباح الكهربائي.
بالتأكيد لم يكن الاختراع هي النهاية بل بدأوا في تطوير هذا الاختراع ليكون في أفضل صورة ممكنة ومن خلال أديسون والفريق المصاحب له في التجارب العلمية استطاعوا أن يتوصلوا إلى حقيقة مهمة جدًا ألا وهي أن الأسلاك المصنعة من الخيزران والتي تعتبر أسلاك مصنعة من الأعشاب الطبيعية التي يتم تفحيمها والتي تعمل بجودة الحفاظ على التيار الكهربائي لما يزيد عن 1.200 ساعة متواصلة دون انقطاع.
وبنجاح الاختراع ووصوله لأفضل حال كان لأديسون مقولة شهيرة جدًا في ذلك الوقت عند العرض التقديمي الأول للمصباح الكهربائي للعالم حيث قال:”أعمل على أن تكون الكهرباء رخيصة الثمن فيستخدمها الجميع وأولهم الفقراء ولن تبقى الشموع سوى في بيوت الأغنياء”.
ويعتبر أول مؤسسة في التاريخ تستخدم المصباح الكهربائي الذي اخترعه توماس أديسون هو مسرح ماهن.
اختراعات توماس إديسون
المصباح الكهربائي هو أول ما سيبخطر في بالك عند قراءة هذا العنوان لكن الحقيقة أنه ليس الاختراع الوحيد لأديسون الذي سجل براءة اختراع لأكثر من 1093 اختراع جميعهم يدورون حول الكهرباء ومن أهم تلك الاختراعات:
الفونوغراف
والذي أطلقوا عليه أيضًا اسم الغرامافون وهو أول جهاز عرفته البشرية واستطاعوا من خلاله أن يسجلوا الصوت ويحتفظوا بهذا التسجيل ليقوموا بتشغيله فيما بعد.
كان اختراع الفونوغراف في عام 1877 أي قبل اختراع المصباح المتوهج وقد أطلق توماس أديسون عليه هذا الاسم ليعني كتابة الصوت.
كانت بداية فكرة تسجيل الصوت ترجع إلى فرنسا على يد العالم إدوارد دو مارتتفيل والذي وضع فكرة أن الصوت يحتوي على موجات وتسمى الموجات الصوتية وقال أنه يمكن تسجيل تلك الموجات من خلال جهاز معين يتحكم برسمها.
لم يفكر وقتها العالم الفرنسي هل يمكن أن يتم تشغيل الصوت الذي قمنا بتسجيله أم لا واهتم فقط بإمكانية تسجيل الصوت.
ومن هذه الفكرة قام أديسون بتجارب تسجيل الصوت وعمل على فكرة إعادة تشغيله من خلال الجهاز الذي قام باختراعه ألا وهو الفونوغراف.
الكينتوسكوب
من منا لم يمتلك في صغره الكاميرا الصغيرة التي كان ينظر فيها الإنسان ويقوم بالضغط على الزر لتبدأ الصور في أن تعرض تباعًا، فقد كانت من الألعاب المفضلة للجميع لذلك علينا أن نشكر توماس أديسون لأنه صاحب هذه الفكرة.
فلما كان أديسون مهتم بالصوت وكيفية تسجيله تحول هذا الاهتمام إلى الصورة وذلك في عام 1887 ميلاديًا واستمر المشروع 4 سنوات حتى استطاع مساعده وليام ديكسون في تنفيذ الفكرة على أرض الواقع وصناعة آلة الكينتوسكوب.
في هذا الاختراع استطاعوا أن يدخلوا مصباح وشريط يمكنك من رؤية 46 صورة مضيئة في الثانية الواحدة وذلك بفضل وجود عجلة دوارة بداخله تعمل أيضًا بصورة سرعية حتى تحرك الصور بداخلها.
آلة التصوير السينمائي
أحيانًا أتساءل كيف ستبدو حياتنا لو لم يكن لتوماس أديسون وجود فيها فبدون لما كنا استطاعنا أن نتعرف على العالم السينمائي الجميل والشهير.
بعد أن تم اكتشاف الكينتوسكوب بدأ المخترعين في معامل أديسون بطرح السؤال لماذا نضع الصور في الآلة بينما يمكننا أن نخترع آلة تلتقط تلك الصور من الأساس.
وبدأت التجارب حول لوحة الكرونوماتوغرافيا التي كانت مصاحبة للمصراع معدني هو الذي يقوم بالتقاط الصور.
ولذلك قاموا باختراع الفيلم الورقي حتى يحتفظ بالصورة الملتقطة وقاموا بتطوير الفكرة لتصبح الصورة متحركة وليست ثابتة وهو ما كان آلة التصوير السينمائي.
وبينما يرجع الفضل لتوماس في الكاميرا، فإن أول من استخدامها لانتاج فليم وثائقي هما الأخوان لومير الفرنسيين والذين سجلوا بها خروج عمال المصنع في انتهاء يوم العمل.
عائلة توماس أديسون
بالتأكيد لكل منا جانب شخصي وأسرة أنشأها واهتم بها وبجانب اختراعاته العظيمة استطاع أديسون أن ينشأ عائلة كبيرة منذ الشباب.
كانت بداية أسرة أديسون التي قام بتأسيسها منذ عامه ال24 بزواجه من ماري ستلويل والتي كانت تبلغ من العمر وقتها 16 عامًا فقط والذي وقع في غرامها وهي أحد المواظفين التابعين لمحلاته التجارية في الولايات المتحدة.
كانت بداية زواجهم منذ عام 1855 واستمر حتى وفاة ماري في عام 1884 ميلاديًا عندما أصيبت ماري بورم في المخ، وقد أثمر عن هذه الزيجة 3 أطفال هما ماريون أديسون، وتوماس أديسون الابن، وويليام أديسون والذي كان مخترعًا كوالده.
تزوج أديسون مرة ثانية في عام 1886 وبينما كان يبلغ حينها 39 عامًا تزوج من شابة في العشرين من عمرها وتدعى مينا ميلر وهي ابنة أحد المخترعين الأمريكان وقد أنجبت لأديسون 3 أطفال هما مادلين أديسون، وتشارلز أديسون وثيودور أديسون.
وحتى أيامه الأخيرة كان أديسون محبًا لأطفاله وعمله لكن لم يتركه المرض يتمتع بكل هذه السعادة فقد أصيب بمرض السكري وتوفى على آثره في الثامن عشر من شهر أكتوبر لعام 1931 ميلاديًا.
وكان أخر اختراع قام به أديسون قبل وفاته بعدة أشهر فقط هو القطار الكهربائي.
وبهذا يكون قد قدم لكم موقع الموسوعة العربية الشاملة إجابة سؤال متى ولد توماس إديسون يمكنكم أيضًا الاطلاع على كل ما يخص العلماء الذين أثرت اخترعتهم التاريخ البشري.
