المستحاثات هي بقايا الحيوانات أو النباتات أو الكائنات الحية بمختلف أنواعها، والتي تم تواجدها من قبل في العالم، وحفظت في مجموعة متنوعة في الصخور يعد أهمها الصخور الرسوبية، مما نتج عنه المحافظة على بقايا الأجسام الخاصة بها من التحلل في مختلف الأحقاب الزمنية، ويطلق عليها مجموعة من الأسماء الأخرى، وهي السمبول، والجعائف، والأحافير، والمتحجرات، والأحفورات، ويتواجد منها عدد كبير من الأنواع، التي سوف نعرضها لكم بشيء من التفصيل في التالي:
قبل أن نوضح تفسير كلًا من القالب والنموذج، يجب أولًا أن نوضح أن العلم الجيولوجي من أهم العلوم الخاصة بالتربة الأرضية، والذي تطور على مر الزمان، ليكون مجموعة من المفاهيم الخاصة بمختلف الأمور التي تحدث على الكرة الأرضية بفعل الكائنات الحية التي تواجدت بها على مر العصور، كما أنه استطاع معرفة كيفية التمييز بين الرواسب الأرضية على مر العصور، مما مكنه من معرفة التطورات الخاصة بكل منطقة أرضية في مختلف قارات العالم.
من أهم المفاهيم الموضوع من قبله هي المفاهيم الخاصة بالحفريات والمستحاثات، والتي من أنواعها القالب، وهو الشكل الذي ينتج عن موت كائن حي في تربة معينة، ومن ثم دفنه بترسب الكثير من الطبقات الترابية والرملية والتي تتحجر بفعل العوامل الجوية المختلفة، مما ينتج عنه تكوين بصمة خاصة به على الأرض، ذلك بسبب قوة القشرة الخارجية للهيكل العظمي الخاص بها، مما ينتج عنه شكل القالب، أما بالنسبة لشكل النموذج، فهو الشكل الناتج عن ترسب الطبقات الرملية المختلفة في منطقة القالب بعد إزالتها.
يعتبر هذا النوع من أنواع المستحاثات النادرة، وهي يتكون من براز الحيوانات، مما يعطينا الكثير من المعلومات عن ماهية الحيوانات التي تعيش في تلك المنطقة، وغذائها، ومن الجدير بالذكر أن السبب الرئيسي في ندرة هذا النوع من المستحاثات هو كونه من الأنواع التي تتحلل بسرعة في التربة الأرضية، على عكس نفس النوع في الكائنات البحرية، ذلك لكون الطبيعة البحرية أقل تحليلًا للمواد الموجودة بها، مما يجعلها من الأنواع الأكثر شيوعًا بها.
يدل ذلك النوع من الحفريات أو المستحاثات على بقايا وآثار الكائنات الحية التي كانت تعيش في في العصور القديمة، ومنها الكائنات الحية الرخوة، والتي لها تحتوي على الكثير من الأجزاء الصلبة، لذا لا نكتشف منها إلا الأجزاء الصلبة التي كانت تتواجد بها، منها الأسنان، أو العظام، حيث إنه وعند موت تلك الكائنات الحية الرخوة تتحلل كل الأنسجة الرخوة الخاصة بها، بما فيها العضلات والأعضاء وغيرهم، وتبقى فقط الأجزاء القادرة على مقاومة التحلل، ومنها الأسنان والعظام.
ينتج هذا النوع نتيجة تبدل كل المكونات العضوية الخاصة بالكائن الحي، بالأحجار، ذلك بسبب ترسب مجموعة كبيرة من الرمال والأتربة وغيرها من الحبيبات الموجودة في الأرض عبر الفتحات الموجودة في جسم الكائن الحي، لتبقى بداخله وتتعرض لعوامل التجوية المختلفة.
ينتج هذا النوع نتيجة تحلل المواد العضوية الخاصة بالكائن الحي، نتيجة تسرب المياه الجوفية المدفونة في الأرض إلى مناطق تحلل الكائنات الحية، ومن ثم استبدالها بمجموعة مختلف من المعادن، منها السيليكا، والكاليست، والحديد، وغيرها من المعادن الأخرى، ليتكون شكل الكائن الحي ولكن بحجم ووزن مختلفين.
تتكون تلك الحفريات نتيجة ترسب كمية من الطين على مكان آثار مشي الحيوانات، والتي تتصلب مع الوقت، ليتم اكتشافها في الوقت الحالي لتكون لنا الدليل على حياة الحيوانات في تلك الفترة، وتوضح لنا طريقة مشيها والأغذية الخاصة بها والكثير من المعلومات الأخرى.
هي أنواع الحفريات التي يكتشفها العلماء على حالتها الطبيعية، بأن تكون غير متأثرة بعوامل التحلل المختلفة، مثل: الكائنات الحية التي تموت في الأماكن شديدة البرودة، والتي لا تتوافر بها عوامل التحلل المختلفة، مما ينتج عنه تجمد كامل الجسم بحالتها الكاملة بها فيها الشعر والأظافر والأسنان والجلد وغيرهم.
هي الحفريات التي تتكون نتيجة وضع النباتات في العصور القديمة الانطباع الخاص بها على الصخور والرمال، ويجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الحفريات يوضح لنا طريقة تعرق النباتات في هذا العصر وبعض المعلومات الخاصة بها.
هي نوع من الحفريات ينتج بسبب ترك بعض الكائنات الحية البصمة الكيميائية الخاصة بها على الصخور نتيجة تحللها، لتكون دلالة على وجود حياة سابقة في تلك المنطقة.
هي نوع من الحفريات ينتج بسبب كثرة الضغط على الصخور الحاوية على كائنات نباتية مختلفة، مما ينتج عنه ظهور رسم لكل التفاصيل الخاصة بتلك النباتات عدا السمك.
تعتبر المستحاثات وسيلة لنا للتعرف على كل تفاصيل الحياة القديمة في العصور القديمة، منها التعرف على المناخ الخاص بكل فترة، ذلك من خلال التعرف على النباتات الخاصة بها، ومعرفة كيفية عيشها، كما أنها توضح لنا أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في العصور القديمة، كيفية عيشها، وطريقة مشيها، كما تتوافر بعض الحفريات التي توضح لنا المكونات الجسدية الخاصة بها.
تختلف أنواع المستحاثات باختلاف المعلومات الحاوية عليها، وأنواع الكائنات الحية المدفونة بها، فمنها الرخيص ومنها الغالي.
تتشكل المستحاثات نتيجة تعرض الكائنات الميتة في العصور السابقة للعديد من العوامل التي لها القدرة على الحفاظ على تلك المستحاثات كاملة، أو الحفاظ على بقائها، ومن أهم تلك العوامل، الضغوط العالية، ودرجات الحرارة العالية، والتحجر، وغيرها من العوامل التي تحدث في باطن الأرض، ومنها عوامل أخرى تحدث على الأرض منها التجمد.
هي المستحدثات الحاوية على الديناصوريات في داخلها، وهي نوع من أنواع الكائنات الحية الضخمة التي كان تعيش على الكرة الأرضية منذ العديد من العصور القديمة، وقد اكتشاف وجودها منذ قرون عدة في مختلف الأراضي في جميع أنحاء العالم، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الكائنات من أهم أنواع الكائنات التي شغلت بال العلماء لفترات طويلة، ذلك ليتمكنوا من اكتشاف طريقة تغذيتها وأنواعها، وطريقة مشيها وغيرها من الأمور الخاصة بها.
يجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الكائنات أطلق عليها الكثير من الإشاعات منها أنها كانت من الكائنات المفترسة، وغيرها من الأقاويل التي لم يثبت حتى الآن مدى صحتها من خطأها، وهذا إن دل فيدل على أن العلماء يسعون لمعرفة كل التفاصيل الخاصة بها وبحياتها منذ الاكتشاف الأول لها.
لا يوجد فرق بين المستحاثات والأحافير، حيث إنهم شيء واحد يدل على بقايا الحيوانات والكائنات الحية التي دفنت في العصور القديمة، نتيجة عملية الترسيب أو التحجير.
ذلك لكونها تدل على المناخ الخاصة بكل عصر، كما أنها تتميز بكونها مقاومة لأنواع الأحماض المختلفة، مما يسهل على العلماء الكيميائيين الحصول عليها عن طريق تحليل الصخور الحاوية عليها كيميائيًا.
يدرس العلماء الأحافير للحصول على كافة المعلومات الخاصة بالأرض القديمة، والكائنات الحية التي عاشت عليها، منها النباتات والحيوانات.