محتويات المقال
زكاة المال على العقارات من أحوال الزكاة المفروضة على الميسورين، فالزكاة حق فرض للمحتاجين والمساكين وغيرهم من المصارف المذكورة للزكاة في القرآن الكريم.
والزكاة لم تترك لأهواء البشر حتى لا تتحول إلى غابة عشوائية يضيع فيها الضعيف والمريض والمحتاج، فالله خلق البشر و جعلهم بحاجة بعضهم البعض وأعطى الأرزاق بتقسيمات متفاوتة لأجل هذا.
وأيضا اختبار للطائعين وفتنة للظالمين، كذلك لم يجعلها اختيارًا بل فرضها فرضًا وجعلها ركنًا من أركان الدين، فمن ارتضى الدين وجب عليه أن يخرج زكاته.
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِ:
وقد حددهم الله تعالى في القرآن الكريم بشكل واضح، والاختلاف بينهم معروف للبشر.
أولا: يجب التفرقة بين أموال القنية وأموال الاتجار وأموال الادخار:
هي تلك التي لا يقصد بها تجارة ولا استثمار، وإنما تبقى للاستفادة الشخصية أو العائلية منها في أصل النية الأولى للاحتفاظ بها، وهي إن كانت بنية الملكية الخاصة لأي سبب بدون تجارة أو تربح أو كسب منها فإنها لا زكاة عليها.
فهي تلك المستخدمة في أصل النية للتجارة والربح والعمل والكسب لتحقيق دخل أو الترفيه عن النفس، ولا يجوز تغيير النية للتهرب من الزكاة، فهي عند ذاك يكون عليها الزكاة فرضًا في كل حال حتى مع تغيير النية.
فهي التي تم اقتطاعها من جزء حتى لا تهدر بالإنفاق فيما لايفيد، وحفظا لها من الضياع والاستفادة في أغراض أخرى، وهي يتوجب عليها الزكاة إن مر عليها عام كامل ابتداءا من يوم الحفظ وحتى نظيره ن العام المقبل مرورا بكل المدخر في تلك الفترة.
— أن تكون الملكية للاستعمال الخاص، سواء في الفترة التي تم الشراء فيها أو بعد ذلك حتى لو مر عليها سنوات لحفظ المال من الضياع والتلف والإنفاق الزائد، دون قصد أو تغيير في النية للبيع كتجارة في يوم من الأيام.
— أن تكون النية من شراء الأرض الاستثمار والتجارة للحصول على ربح، كعمل الوسطاء مثلا.
تسمى ملكية القنية: وهذه مجمع عليها أن لازكاة فيها.
— إن لم يمر عام على العقار أو الأرض لا يتم دفع الزكاة، وإن تم التهرب منها بتغير النية تجب الزكاة وتؤخذ على أنها زكاة متأخرة أي قضاء لما فوت من موعدها الأصلي.وعلى من فعل هذا التوبة من هذا الإثم الذي ارتكبه.
— أيضا يتم احتساب الزكاة من القيمة التي يمثلها العقار في وقت دفع الزكاة أي بعد الحول، ولا ينبغي احتسابها على ثمن الشراء فهذا افتراء على الله وجحد حقوق المستحقين للزكاة.
— الزكاة على العقارات بالنية، وهذا يتوقف على إيمان العبد و طاعته لله، وإنما ينال الله التقوى ممن انتسب لدينه وءامن برسوله وبمعتقد التوحيد، فلا تبخل على الله بطاعته، ولا برزق هو قادر على منعه إياك، وإنما رزقكك إياه لسبب منه أن تعرف كرمه عليك وتؤدي الحقوق التي لغيرك فيه.