في أيام التشريق يقوم الحاج برمي الجمرة الصغرى، ثم رمي الجمرة الوسطى، ثم رمي الجمرة الكبرى، وكل جمرة بسبع حصيات، وذلك في اليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر، واليوم الثالث عشر.
ذهب الحنفية إلى أن رمي الجمرات قد ينتهي بمجرد طلوع فجر اليوم التالي، حيث ينتهي اليوم الأول من أيام التشريق بطلوع فجر اليوم الثاني، ورمي اليوم الثاني بطلوع فجر اليوم الثالث.
ذهب المالكية إلى أن الرمي ينتهي بغروب شمس كل يوم.
ذهب كلا من الشافعية والحنابلة أن رمي الجمرات ينتهي بنهاية أيام التشريق، والمقصود بذلك هو بمجرد غروب شمس اليوم الرابع من أيام النحر.
الرمي ليلا يجزئ عند الحنفية والمالكية، ولكن المالكية اعتبروه قضاء، وعلى من أخره إلى الليل دم، وذلك لخروج وقت الأداء الذي يجب الرمي وهو النهار، ولا يجزئ الرمي ليلا عند الشافعية، لأن وقت الرمي عندهم ينتهي بغروب الشمس، وكذلك عند الحنابلة، إلا أنهم استثنوا السقاة والرعاة، حيث أنهم يرمون ليلاً ونهاراً.
ينتهي وقت الرمي عند الشافعية والحنابلة بنهاية أيام التشريق، وهو بغروب شمس اليوم الرابع من أيام النحر.
السنة للحاج هو أن يرمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة ولا يتعجل.
الجمار هي تلك الحصيات التي يرميها الحاج في يوم النحر؛ وكذلك أيام التشريق، تكون تلك الحصيات مثل حصى الخذف، وتكون صغيرة الحجم حيث تكون أكبر من حبة الحمص بقليل، ويسمى موضع الرمي بالجمرات، لأنها ترمي بالجمار، وتلك الجمرات تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي يمكن عرضها على النحو التالي:
هي أبعد الجمرات عن مكة المكرمة، وتعتبر هي أول جمرة بعد مسجد الخيف بمنى، وتم تسميتها بذلك لأنها أقرب الجمرات إلى مسجد الخيف.
وهي تلك الجرة التي تقع بين الجمرة الصغرى والجمرة الكبرى.
تعرف الجمرة الكبرى بجمرة العقبة، وهي تلك الجمرة التي تلي الجمرة الوسطى، وتقع في آخر مني تجاه مكة المكرمة.
يقوم الحاج برمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر بسبع حصيات متعاقبات ويجمها من مزدلفة أو من مكان آخر، ويكبر مع كل حصاة، ويقوم برفع يده اليمني بالرمي، ويجعل مكة من على يساره، ومنى من على يمينه عند الرمي.
وعند رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق، يبدأ بالجمرة الصغرى، ثم يتقدم قليلا ليكون متجهاً نحو القبلة، ويقوم بدعاء الله -سبحانه وتعالى- ويطيل ويطلب من الله ما يتمنى، ويفعل ذلك عند رمي الجمرة الوسطى والكبرى أيضاً، ولكنه لا يقف بعد رمي الجمرة الكبرى، ويجب عليه ترتيب الجمرات قبل رميها.
هناك بعض الشروط التي تتداول بين العلماء والفقهاء ورجال الدين في رمي الجمرات ويمكن بيان تلك الشروط على النحو التالي:
الإحرام بالحج هو شرط أساسي من شروط صحة لكل أعمال الحج.
من شروط رمي الجمرات هو الوقوف بعرفة قبله، حيث أن الرمي يترتب على عرفة، نظراً لأن عرفة ركن أساسي من أركان الحج ولا يتم أداء الحج إلا به.
تعددت الكير من الآراء والأقاويل فيما يصح الرمي به، وما الذي لا يجب فعله وذهبوا إلى الوصول إلى قولين وهم:
ترمي الحصيات واحدة واحدة، فلا يصح رمي جمرتين أو أكثر من واحدة، وإن وقع فالجمرتان عن واحدة، ويمكن اتباعا لما ورد في السنة النبوية من التتابع والتفريق في رمي الجمرات.
من شروط رمي الجمرات وإصابتها في مكان اجتماع الحصيات عند الجمرة، ولا تجزئ الحصاة إن رميت خارج الحوض، وقد ذهب جمهور من العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة، ولكن الحنفية قالوا بجوار رمي الحصى قريباً من الجمرة، وإن لم تقع في مجمع الحصى، لا يمكن الاحتراز بأن تكون المسافة قصيرة، حيث أن لو كانت المسافة كبيرة لا يصح الرمي.
إن وصلت الحصاة إلى الجمرة من دون قصد، فلا تعد من الحصيات، ولا تجزئ، ولا بد للحاج من أن يقصد إصابة الجمرة حين يرمي الحصيات، ومن الواجب أن يكون رمي الحصى من دون مساعدة أحد، فمن رمى حصاة فأصابت ثوب رجل، وردها عن ثوبه ووقعت في حوض الجمرة لا تحسب لأنها سقطت بمعاونه غيره.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبدأ برمي الجمرة الصغرى التي تلي مسجد الخيف، ثم يقوم برمي الجمرة الوسطى، ومن ثم يرمي الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة، فإن بدأ الحاج برمي جمرة خلاف الجمرة الصغري، وجبت عليه الإعادة من جديد، وذلك ما ذهب إليه جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة.