عن همام بن الحارث قال: كنا جلوسًا مع حذيفة في المسجد، فجاء رجلٌ حتى جلس إلينا، فقيل لحذيفة: إن هذا يرفع إلى السلطان أشياء، فقال حذيفة – إرادة أن يسمعه -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة قتاتٌ))، وفي رواية: ((لا يدخل الجنة نمَّامٌ)).
فكلمة القتات المذكورة في هذا الحديث المقصود بها النمام.
والمقصود بالنمام بأنه الشخص الذي يجلس مع القوم ويقوم بنشر الكلام الذي قيل بينهم فلا يحفظه، وتكون غايته هي الإفساد بين القوم.
والنميمة صفة ذميمة نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ف عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ“.
لا يدخل الجنة قَتَّاتٌ
اختلف العلماء حول عقاب القتات أو النمام، وهل يُحرم من دخول الجنة أم لا.
فقال فريق من العلماء أن القتات لن يدخل الجنة لأنه استحل النميمة رغم علمه بتحريمها، فالجنة عليه حرام لأنه أحل ما حرم الله.
وفريق آخر يقول أن القتات سيدخل الجنة ولكن ليس دخول الفائزين، حيث يُعذب أولًا على ذنبه ثم يدخل الجنة.
ويميل الكثير من العلماء إلى الرأي الثاني، لأن الله يغفر جميع الذنوب عدا الشرك به، فلن يُخلد مسلم في النار طالما لم يشرك بالله تعالى، فمن تاب تاب الله عليه.
حيث قال ابن الجوزي: “فَكَأَن المُرَاد: لَا يدْخل الْجنَّة ابْتِدَاء وَإِنَّمَا يدْخل النَّار ، وعَلى هَذَا تَفْسِير قَوْله: ” لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات”.
القتات في القرآن
لم يذكر القرآن الكريم لفظ القتات بشكل صريح، بل ذكر مرادفها وهو النمام.
فقد جاء في قول الله تعالى في سورة القلم: “وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ“.
آداب التعامل مع القتات
ذكر أبي حامد الغزالي عدة آداب لا بد من الالتزام بها عند التعامل مع الشخص الذي عُرفت عنه صفة النميمة وهي:
عدم تصديقه، لأن الشخص النمام يتسم بالفسق.
يجب تقديم النصح للشخص النمام بالتوقف عن هذه الكبيرة، وبيان له مدى قبح هذا الفعل، وما هي عاقبته.
الشخص النمام بغيض عند الله تعالى، لذلك يجب بغضه في الله.
عندما يتحدث النمام عن الآخرين بالسوء؛ فلا يجب تصديقه وظن السوء فيهم.
عدم نقل حديث النمام عن الآخرين، فيكون فاعل ذلك مثل النمام، لأنه فعل ما نها النمام عنه.
أسئلة شائعة
ماذا قال الرسول عن القتات؟
قال عنه أنه لن يدخل الجنة. فعن همام بن الحارث قال: كنا جلوسًا مع حذيفة في المسجد، فجاء رجلٌ حتى جلس إلينا، فقيل لحذيفة: إن هذا يرفع إلى السلطان أشياء، فقال حذيفة – إرادة أن يسمعه -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة قتاتٌ))، وفي رواية: ((لا يدخل الجنة نمَّامٌ)).
كيف يتوب القتات؟
من تاب لله تاب الله عليه، وحتى يتوب النمام أو القتات عن كبيرته؛ فيجب أن يستغفر ربه، ويقلع عن فعل تلك الكبيرة، ويعقد النية والعزم ألا يعود إليها مرة أخرى. فقد قال الله تعالى في سورة الزمر: “قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.