يعرف الاجتهاد في اللغة بأنه بذل قصارى الجهد والوسع في أمر ما والجهد يطلق عليه من المشقة، أما الاجتهاد في الاصطلاح الشرعي فهو عبارة عن بذل الكثير من الجهد والعمل على استفراغ الوسع للحصول على الأحكام الشرعية بعد أن يتم النظر في الأدلة الشرعية، ويطلق على العالم الذي يقوم بممارسة علم الاجتهاد المجتهد، لكن يجب أن يكون ممتلك للعديد من الشروط التي تؤهله من أجل القيام بهذه المهمة.
ما هو الاجتهاد في الاسلام
الاجتهاد في الإسلام هو المصدر الرابع من مصادر التشريع وذلك بعد ” الكتاب، السنة، الإجماع”. يعبر عنه ايضًا باسم القياس أو العقل أو الرأي، ويقال أن كلاً من هذه الثلاثة ما هو ألا أداة من أدوات الاجتهاد.
الاجتهاد في الإسلام هو بذل الجهد من أجل إدراك حكم شرعي من الأدلة الشرعية، وهو أمر واجب إن كان الشخص قادر عليه، لقول الله عزّ وجل “فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ”
ويشترط أن يكون المجتهد على سعة في العلم واطلاع على النصوص الشرعية والأصول المرعية وكافة المباني الفقهية والأصولية، ومصادر التشريع وعلوم القرآن وكذلك أسباب النزول.
قد يكون الاجتهاد بمثابة فرض عين إذا انعدم المجتهدون، وقد يكون فرض كفاية في حالة وجود العلماء الذين يقومون بعملية الإفتاء وفقًا للأسس الشرعية.
ما هو حكم الاجتهاد
هناك العديد من الأدلة الشرعية الكثيرة التي وردت حول مشروعية الاجتهاد ومن بينها:
من القرآن الكريم: عموم الآيات الداعية إلى التفكّر وإعمال العقل، كقوله تعالى: (إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ)، قوله تعالى: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)، وقوله تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ).
من السنّة ما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من قوله: “إذا حكم الحاكِمُ فاجتهد فأصاب فله أجرانِ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ”.
الإجماع: حيث أجمع الصحابة وعلماء السلف بعدهم على مشروعيّة الاجتهاد. العقل يقتضي أن يكون الاجتهاد مشروعًا؛ إذ إنّ نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة لم تتناول أحكام كلّ المسائل، كما أنّ المسائل والحوادث تستجدّ مع تغيّر الأزمنة وتطوّرها؛ ما يعني الحاجة إلى الاجتهاد لبيان أحكام هذه المسائل والحوادث.
ما هي شروط الاجتهاد
يشترط وجود مجموعة من الشروط في العالم حتى يبلغ الدرجة التي توصله إلى الاجتهاد ومن بينها:
العلم بالقرآن الكريم وعلومه من ناسخ ومنسوخ وما هي أسباب النزول وغيرها، فضلاً عن الإلمام بالسنة النبوية واللغة العربية.
العلم بمواطن الإجماع حتى لا يجتهد في مسألة قد سبق وأجمع عليها الفقهاء.
العلم بالقياس آليته وشروطه.
يشترط أن يكون ذكي فطن، حاضر البديهة ولديه ملكية فقهية.
ما هي أهمية الاجتهاد
الاجتهاد هو وسيلة هامة من أجل استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية.
نستطيع حل الكثير من المسائل المستجدة والتي شكلت خلافات بين الأفراد اليوم.
العمل على مواكبة التغيرات التي تطرأ على حياة الفرد في الزمان والمكان، بالإضافة إلى التأكيد على أن الشريعة تصلح لكافة الأزمنة والأماكن.
ترك الاجتهاد وعدم القيام به يؤدي إلى تعطيل الكثير من الأمور الحياتية الهامة وتراجع نهضة المجتمع المسلم، فهو يعمل على دفع الحركة العلمية.
من هو المجتهد في الدين؟
حدد ابن باز المجتهد في الدين بأنه الشخص الذي عنده العلم الكافي بالأمور التي يجتهد فيها، والمعلومات الكافية حول أحكام النكاح والطلاق والبيع والشراء، ويجب أن يكون ملماً بكافة الأحكام والأدلة الشرعية.
ما حكم الاجتهاد في تفسير القرآن الكريم؟
وأكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا مانع شرعًا من الاجتهاد في تفسير النص القرآني القطعي الثبوت ظني الدلالة بشرط ألا يتضمن هذا الاجتهاد تحريفًا النص.مستشهدًا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-«إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر»