تعرف معنا عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم من موسوعة على معنى الرحيم ، فهو من أسماء الله الحسنى، والتي يدعوه بها العباد، فالله الواحد الأحد، هو من يتغمد عباده برحمته التي وسعت كل شئ، فهو أرحم الراحمين، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي أكدت على هذا المعنى، وأوضحت أن رحمة الله تجعلنا ننسى كل الآلام والصعاب، والعقبات التي مرت علينا.
ومن هنا سنتعرف بشيء من التفصيل خلال السطور التالية على معنى الرحيم، والفرق بينه وبين الرحمن، وسنتطرق إلى بعض الآيات القرآنية التي ذُكر فيها كلمة الرحيم، فقط عليك متابعتنا.
معنى الرحيم
يأتي اسم الله الرحيم في البسملة، والتي يتم قرأتها في كل سورة من سور القرآن الكريم، ما عدا سورة التوبة.
ما معنى الرحمن الرحيم
يُشتق الأسمين من الرحمة، وهم في صيغة المبالغة.
وكلمة الرحمة تعني في اللغة العربية التعطف، والرقة.
ونرى أن الرحمن تكون أكثر في المُبالغة من صفة الرحمة؛ لأنها تشمل الخلق في الدارين الدنيا، والأخرة، وكمعنى لغوي نجد أن الرحمن من بناء فعلان أشد مبالغة من رحيم، والتي تكون على وزن فعيل.
جاء الأسمين في القرآن الكريم، وتم ذكرهم في مواضع كثيرة، فاسم الرحمن تم ذكره بحوالي 57 مرة، أما الرحيم فذُكر في القرآن حوالي 114مرة.
وإذا أردنا التعرف على معنى كلمة الرحمن، وكلمة الرحيم، فهم كالآتي:-
الرحمن: معناها الرحمة التي تشمل كافة المخلوقات، بالدنيا والأخرة.
الرحيم: هي الرحمة التي اختصها الله عز وجل بالمؤمنين في يوم القيامة.
فوائد اسم الله الرحيم
إذا طلب الإنسان الرحمة والمغفرة من الله فأنه بذلك يرضى عنه، ويجازيه خير.
يعتبر من الأسماء العظيمة التي تُساهم الدعوة به في قضاء الحوائج.
تغمرنا رحمة المولى عز وجل، ولطفه في كل شئ في الدنيا.
تعتبر كلمة الرحيم في الأدعية، من الأشياء التي تُساعدنا في التقرب من الله عز وجل، ففي إحدى الأحاديث الشريفة عن أبي بكر الصديق أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
تُزيد من اليقين والثقة بالله، ولا نيأس مهما تعرضنا لأي شئ، لأنه في النهاية يرحم الله عباده، ولا يُكلفهم فوق طاقتهم.
أسرار اسم الله الرحيم
يقول الرسول صلى الله عيه وسلم أن الله عز وجل له مائة رحمة، وجاء ذلك بحديثه الشريف الآتي:-
عن أبي هريرة رضي الله عنه:”إنَّللهِمائةَرحمةٍ ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ و الإنسِ و البهائمِ و الهوامّ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحَمون، و بها تَعطفُ الوحوشُ على ولدِها، و أخَّر تسعًا و تسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ”.
فهذه رحمة الله بين العباد، فكيف ستكون رحمته التي أختص بها نفسه، ولا يكون لها حدود، وتتسع لتملأ السموات والأرض.
الرحيم في القرآن
جاء في القرآن الكريم والسنة سواء في شكل مطلق، أو منون.
يقترن اسم الرحمن بالرحيم، في عدد من المواضع المختلفة في القرآن الكريم، ويصل عددهم إلى ستة.
على الأغلب يرتبط اسم الرحيم، بالرؤوف، الغفور، التواب، العزيز، والودود.
الرحمة هي صفة تلحق بكل مؤمن.
فرحمة الله في الدنيا تشمل سائر المخلوقات، وكافة العباد سواء كافرين، أو مؤمنين.
وهناك مجموعة من الدلائل التي تثبت اسم الله الرحيم ومنها الآتي:-
قول المولى عز وجل من سورة يس:”سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)”.
قول الله تعالى من سورة فصلت:”تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (2)”.
يقول الله سبحانه وتعالي بسورة الحجر:”۞ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)”.
نذكر عدد من الآيات التي جاءت بها كلمة الرحيم، ومنها
قول الله تعالى من سورة البقرة:”………إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ(143)”.
قال الله سبحانه وتعالى من سورة الإسراء:”رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)”.
يقول الله سبحانه وتعالى من سورة آل عمران:”وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)”.
الرحيم في السنة النبوية
جاءت في عدد من الأحاديث الشريفة المختلفة ومن بينها الآتي:-
عن عبد الله بن عمر قال:”إنْكُنَّالنَعُدُّلرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المجلِسِ الواحِدِ مائةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ؛ إنَّك أنت التَّوابُ الرَّحيمُ”.
عن أبي بكر الصديق أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:”عَلِّمْنِيدُعَاءًأدْعُوبهفيصَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”.
الدعاء باسم الله الرحيم
إن التضرع للمولى عز وجل من الأشياء الهامة التي يجب أن نكون حريصين عليها في حياتنا؛ حتى يرضى الله عنا في الدنيا والأخرة، فيُمكننا ترديد الأدعية التي تجعل الله يرحمنا في الدنيا والأخرة، ومنها الآتي:-
اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة التي وسعت كل شئ.
اللهم أغفر لي وارحمني، وارزقني كما تشاء.
اللهم ارحمنا، وأعفو عنا، وبدل حالنا بأحسن حال، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم أرحمني، اللهم أرحمني، اللهم أرحمني، لا إلا أنت، أنا العبد الفقير إليك.
الفرق بين الرحمن الرحيم
يعتبر به صيغة مبالغة، ومعناه أن الله هو أرحم بالمؤمنين ومن غيره سيكون أرحم به مثله.
يُشير هذا الاسم إلى صفة الرحمة التي يحصل عليها المُسلمين بأمر من الله عز وجل.
في الرحمن الرحيم جاءت صفة الرحمة في البداية قبل الرحمن، ويُشير إلى الكثرة.
وبالتالي فاسم الرحمن يتضمن كافة المخلوقات دون أي تمييز بينهم أو استثناء.
يقول أبو علي الفارسي في نقطة الفرق بين الرحمن والرحيم الآتي: أن صفة الرحمن تكون عامة، وتشمل كافة أنواع الرحمة، ولا تُطلق سوى على المولى عز وجل، فهو مُختص بها.
وذُكر اسم الرحيم بعد الرحمن، لأن الإنسان لا يُمكن أن يتم تسميته بالرحمن، فهو مُقتصر على المولى عز وجل كما أشرنا، ولكن يُمكن تسمية الفرد باسم رحيم، فهذه الصفة تكون لله ولغير الله.
فربما تقول أن شخص ما رحيم، وأيضاً قد تقول أن الله سبحانه وتعالى رحيم.
ونذكر هنا قول الله عز وجل من سورة الأحزاب:”هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)”،
وهنا يوضح العالم عبد الرحمن بن ناصر السعدي أن كلمات الرحيم، الرحمن، الكرمي، البر، الروؤف، الكريم، الوهاب كلها أسماء تتقارب في المعنى، وتُشير إلى اتصاف الله بهذه الصفات وبالكرم، والجود، والرحمة الكبيرة، وأن سعة رحمته تتسع لتشمل كل شئ، ويختص بها أكثر المؤمنين من العباد، فالمؤمن يحصل على رحمة وخيرات الله في الدنيا والأخرة.
وإلى هنا نصل إلى ختام مقالنا، وتحدثنا من خلاله عن معنى اسم الله الرحيم، وعن فوائد كلمة الرحيم، والفرق بين الرحمن والرحيم، وعرضنا بعض الآيات التيُ ذكر كلمة الرحيم بها في القرآن الكريم، فنتمنى أن يكون المقال أفادك ونتركك في أمان الله.