التطهر والوضوء شرط هام من شروط قبول صلاة المسلم، ولذلك على المسلم العاقل أن يدرس الطريقة الشرعية للوضوء بصورة مفصلة، فالكثير يجهل وجود دعاء الانتهاء من الوضوء ويعد من السنن المهجورة التي لا يقم بها الكثير، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنشير إلى فروض وسنن الوضوء، كما سنوضح الصيغة الشرعية التي ذكرها النبي لأدعية قبل وبعد الوضوء، فمن الهام أن يدرس المسلم كل الأحكام المتعلقة بالوضوء حتى لا يقع في ذنب ما.
دعاء الانتهاء من الوضوء
الصلاة عماد الدين، والركن الثاني من أركان الإسلام، المسلم لا يصح إسلامه بدون تأدية الفروض الخمس كل يوم، ومن شروط الصلاة أن يكن البدن طاهر، وبدون الوضوء لا تُقبل الصلاة، ولذلك يحرص المسلم على تعلم الوضوء وآدابه، لكي تصح صلاته.
للوضوء سنن وفروض، فعلى سبيل المثال أركان الوضوء الأساسية تعد من الفروض، أما أدعية الوضوء فتعد من السنن.
والكثير يجهلون الأدعية التي تقال قبل الوضوء وبعد الوضوء، وتعد هذه الأدعية من السنن المهجورة التي لا يقم بها الكثير من المسلمين.
فيتم التعامل مع الوضوء على أساس كونه عمل روتيني يتم خمس مرات في اليوم، وبهذا يفقد معناه الروحاني.
والوضوء ثوابه وفضله كبير بإذن الله إذا قام المسلم بتجديد نيته خالصة لوجه الله، وإذا قام أركان الوضوء بطريقة صحيحة، والتزم بسنن الوضوء أيضًا.
ومن سنن الوضوء الأدعية التي تقال في بداية الوضوء وفي أخرة.
ودعاء بداية الوضوء هو التسمية، فيقل المسلم بسم الله الرحمن الرحيم.
وذُكر هذا الدعاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ”.
وبالتسمية تتأكد نية المسلم، ومن السنة بدء كل الأعمال بتسمية الله.
دعاء الانتهاء من الوضوء كما ذُكر في كتب السنة والسيرة النبوية فهو “أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ”.
والدعاء بعد إتمام الوضوء من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعاء يكن مجاب بإذن الله.
ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أدعية تقال أثناء الوضوء، ولكن في الفترة الأخيرة هناك ردد البعض بعض الأدعية التي تقال أثناء الوضوء.
مثل دعاء اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه، ودعاء اللهم أعطني كتابي بيميني ، ولا تعطني كتابي بشمالي.
وبالرجوع إلى السيرة النبوية لم نجد أي دليل على صواب هذا الدعاء، فلم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي دعاء أثناء الوضوء.
ولذلك لا يجوز ربط هذه الأدعية بالأحاديث النبوية، ويدخل حكم ترديدها حكم البدعة.
والأدعية التي تتعلق بالوضوء والتي وردت في السيرة النبوية هو دعاء قبل الوضوء ودعاء نهاية الوضوء فقط.
دعاء بعد الوضوء اللهم اجعلني من التوابين
الدعاء الذي ورد عن رسول الله بعد الوضوء يعد من السنن المؤكدة، يؤجر المسلم إذا التزم بها، ولا يأثم إذا لم يقم بها، ودعاء اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ورد في كتب الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوضوء عمل ديني روحاني، ويجب أن يخرج من دائرة الأعمال الروتينية التي يقم بها المسلم كل يوم.
فقد ارتبط هذا العمل بشكل مباشر بالتوبة والتطهر، والإتقان فيه يفتح للمسلم أبواب خير كثيرة بإذن الله.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ”.
في هذا الحديث الشريف ذكر النبي الكريم دعاء الانتهاء من الوضوء .
فإحسان الوضوء شرط هام من شروط الوضوء، وعلى المسلم أن يتوضأ وهو يأمل أن يتقبل الله منه هذا العمل.
وإحسان الوضوء في الحديث الشريف يعني تأدية أركانه بأفضل صورة ممكنة، وإكمال كافة الأركان، ويفضل أن يتم الالتزام أيضًا بسننه وبآدابه.
ويرى العلماء أن إحسان الوضوء يعني القيام بكل ركن ثلاث مرات، مع الحفاظ على عدم الإسراف في ماء الوضوء.
وإحسان الوضوء يكن بداية إحسان الصلاة بإذن الله تعالى.
والوضوء ينير وجه المؤمن، ويجعله طاهرًا نقيًا خاليًا من الذنوب بإذن الله.
وكلما أحسن المؤمن وضوءه، وقصد به رضا الله عز وجل كلما حسن ثوابه بإذن الله تعالى.
والوضوء في صورته الظاهرة هو طهارة وتنقية للجسد، ولكن بمعناه العميق فهو طهارة للروح والقلوب أيضًا.
ونية المسلم عند الوضوء يجب أن تكون للتعبد، وللاستعداد للصلاة.
أركان وفروض الوضوء
للوضوء مجموعة من الأركان والفروض الأساسية اللابد من توافرها ليصح الوضوء، وإذا أخل المسلم بأي ركن من أركان الوضوء الأساسية يعد وضوءه غير صحيح وعليه إعادة الوضوء مرة أخرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تُقبل صلاة بغير طهور”.
فالوضوء وطهارة البدن شرط أساسي من شروط صحة الصلاة، وبدون الوضوء لا تصح الصلاة، ولذلك لابد التأكد من القيام بكل أركان الوضوء بالصورة الشرعية الصحيحة.
وهذه الآية الكريمة أشارت إلى الأركان الأساسية للوضوء بطريقة بسيطة وسلسة للغاية.
ففي البداية لابد من توافر نية الوضوء للتعبد والتطهر، فلا يصح القيام بأي عمل ديني بدون نية.
والنية محلها القلب، ويمكن ألا يصرح بها المسلم.
ويبدأ في غسل يده، ثم يقم بالمضمضة والاستنشاق، ثم يغسل يديه حتى المرفقين، ويمسح رأسه وأذنه.
بعد ذلك يغسل المسلم رجليه إلى الكعبين.
والحفاظ على الترتيب الذي ذُكر في الآية الكريمة فرض، يفسد الوضوء إذا تم الإخلال به.
ويتم القيام بأركان الوضوء بصورة متتالية، قبل أن يجف العضو الذي تم غسله.
وكل أركان الوضوء الأساسية فرض القيام بها مرة واحدة فقط، وإذا زاد المسلم عن ذلك من السنة وله فضل كبير بإذن الله.
ويعد دعاء الانتهاء من الوضوء من سنن الوضوء وليس من الأركان، وعدم القيام به لا يبطل الوضوء.
سنة مهجورة تقال بعد الوضوء
للوضوء 7 فرائض وأركان رئيسية، وهناك العديد من السنن النبوية المؤكدة الخاصة بالوضوء، يفضل الإتيان بها اقتداءً بنبينا الكريم، وهذه السنن يسيرة للغاية، ولكن ثوابها كبير بإذن الله.
ومن سنن الوضوء القيام بكل ركن من أركانه ثلاثة مرات، فيغسل المسلم يده ثلاث، ويقم بالمضمضة ثم الاستنشاق ثلاث، ويقم بغسل وجه ثلاث، ويغسل يديه للمرفقين ثلاث.
ومن السنة مسح الرأس مرة واحدة، ولكن يقول البعض يجوز مسحها ثلاث أيضًا.
ثم يمسح على الأذن مرة واحدة، ولكن يجوز أيضًا مسحها ثلاث.
ويغسل قدميه حتى الكعبين ثلاث، ومن السنة النبوية أن يتم غسل ما بين الأصابع.
ومن السنة النبوية الشريفة البدء دائمًا بالعضو الأيمن.
ومن السنن المهجورة عند الوضوء استخدام السواك، فمع الوضوء عن كل صلاة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم السواك.
ويعد دعاء الانتهاء من الوضوء والتسمية مع بداية الوضوء من السنن المؤكدة.
ومن الأمور المكروهة الإفراط في استخدام المياه أثناء الوضوء.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة، حتى وإن لم يتنقض وضوءه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَمَعَ كُلِّ وُضُوءٍ سِوَاكٌ”.
فرحمة بنا لم يصبح الأمر فرض علينا، ولكنه سنة مؤكدة.
ونواقض الوضوء ستة وهم: خروج شيء من السبيلين، سيلان الدم أو القيء أو الصديد، ذهاب العقل عن طريق السكر أو النوم أو الإغماء أو ما شابه، مس القبل أو الدبر بلا حائل، غس الميت، الخروج عن الدين.
وهكذا نكن قد عرضنا دعاء الانتهاء من الوضوء ، وأوضحنا سنن وفروض الوضوء، واستندنا في حديثنا بآيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة.
يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من موقع الموسوعة العربية الشاملة عن طريق الروابط التالية: