أصدر العلماء الكثير من الأقاويل عن السحر، ومدى تأثيره على صحة الفرد، ولكن لم يذكر منهم أحد أن للسحر القدرة على قتل شخص أو إنهاء حياته، ذلك لأن الموت بيد الله “عز وجل” وحده لا يمكن لأحد من خلقه التدخل فيه، فإذا أراد الله أن يميت أحد خلقه بسبب السحر لفعلها، إذا أراد أن يميته بسبب المرض لفعلها كذلك، لذا لا يصح لنا قول أن للسحر القدرة على موت أحدهم، ولكنه له القدرة على إظهار بعض الأعراض على جسده، وعلى من حوله من أناس يعيشون معه في نفس المكان، وعلى الرغم من هذا فإنه أيضًا لا يمكن لأحد إصابة أحدًا بالسحر إلا بأمر الله، لما ورد في القرآن الكريم من آيات تدل على ذلك منها الآية الكريمة التالية:
“وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)“.
“سورة البقرة، الآية 102”.
كما ذكرنا من قبل أنه لا يمكن للسحر أن يتسبب في موت أحدهم، ولكن هذا لا يمنع أنه قد يتسبب في ظهور الكثير من الأعراض على الجسد، نذكرها لكم في النقاط التالية:
يعتبر سحر الموت من أخطر أنواع السحر على المسحور، ذلك لكونه من أنواع السحر الصعبة في التخلص منها، حيث إنه يدفن مع الميت في الكفن قبل أن ينزل إلى القبر، ذلك من خلال أحد الأشخاص السيئين، لذا يفضل ألا يتواجد مع الميت في أوقات الغسل، أو الدفن، إلا من هم على ثقة تامة.
يمكن علاج السحر بمختلف أنواعه من خلال قراءة الآيات القرآنية، والأدعية النبوية والأحاديث النبوية الشريفة، والتي سنذكرها لكم في التالي:
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)“
“سورة البقرة، الآية 225”.
نذكر لكم الأحاديث النبوية القادرة على التخلص من السحر بمختلف أنواعه، وهي:
“” أنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شَيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”.
“أوب سعدي الخدري، حكمه: صحيح”.
“”من قالَ حين يصبحُ أعوذُ بكلماتِ الله التاماتِ من شرِّ ما خلقَ ثلاثَ مراتٍ لم تضرهُ عقربٌ حتى يمسِي ، ومن قالها حينَ يمسي لم تضرُّه حتى يصبحَ”.
“أبو هريرة، حكمه: له أصل”.
يتواجد للسحر الكثير من الأنواع، لكلًا منها الأمر الذي يستهدفه، فمنها ما يستهدف إيذاء شخصًا ما، ومنها ما يستهدف التقرب ما بين شخص وآخر، ولا يعني هذا أنه هذا النوع من السحر حلال، لا، بالطبع، ذلك لكونه يعتمد على إجبار أحدهم على التقرب من فرد آخر بالطرق المحرمة، التي حرمها الله “عز وجل” في القرآن الكريم، بكل أنواعها، وهناك أنواع أخرى من السحر التي تستخدم في التفرقة بين الزوج وزوجته، وهي من أنواع السحر المذكورة في القرآن، ذلك في الآية الكريمة التالية:
“فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)“.
“سورة البقرة، الآية 102”.
كما توجد الكثير من الأنواع الأخرى، والتي نعرضها لكم في النقاط الآتية:
يجب التنبيه على أن السحر الأسود هو أخطر أنواع السحر المذكورة سلفًا.
لا يمكن أن يتسبب السحر في إصابة احدهم بمرض السرطان، وذلك لكونه أحد الأمراض العضوية التي تصيب الجسم نتيجة وجود تلف في بعض الخلايا والتي تحولت بطريقة ما إلى خلايا سرطانية، كما أكد العلماء على انه لا علاقة للسحر بمرض السرطان، أنه لا يمكن لشخص علاج مرض السرطان عن طريق الآيات القرآنية المستخدمة في فك السحر والتخلص منه.
أكد بعض الأشخاص، أن أخطر أنواع السحر هو السحر المدفون في المقابر، ذلك لكونه أحد أنواع السحر التي تسيطر على الجن، المتميزين بعد الرغبة في الموت، لذا في حال تمكن الساحر من التحكم في الجني، ووضع سحره في المقابر، فإن الجني يقوم بتنفيذ كل أوامره لضمان أمنه من الموت.
لا يوجد أي نوع من أنواع السحر لا يمكن إبطاله، ولكن تختلف طريقة إبطال السحر منها ما هو محرم، وذلك عن طريق الاستعانة بساحر لفك سحر ساحر آخر، ومنها ما هو محلل، وهو الاستعانة بالآيات القرآنية لفك السحر أو الأحاديث الشريفة.
لا، لا يمكن للسحر التأثير على عقل الإنسان للدرجة التي تفقده عقله، ولكنه يمكن أن يؤثر عليه بشكل طفيف، يمكن علاجه من خلال الاستعانة بالله “سبحانه وتعالى” وقراءة الآيات القرآنية، وذكر أدعية الرسول “صلى الله عليه وسلم” لفك السحر.