من الأحداث المهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية ليلة الجن مع النبي صلى الله عليه وسلم، والتي حدثت في طريق عودته من الطائف، بعد أن تعرض فيها لمضايقات شديدة من المشركين، وشعر باليأس من دعوتهم، من الأحداث المهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية ليلة الجن مع النبي صلى الله عليه وسلم، والتي حدثت في طريق عودته من الطائف، بعد أن تعرض فيها لمضايقات شديدة من المشركين، وشعر باليأس من دعوتهم، وكانت هذه الحادثة بمثابة نصر من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم، ودليل على أن دعوته ليست مقصورة على البشر، بل تشمل جميع المخلوقات، ويمكننا سرد هذه الأحداث بالتفاصيل والأدلة من خلال المقال التالي عبر موقع موسوعة
حدثت ليلة الجن مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من الطائف إلى مكة، وذلك في السنة الثانية من البعثة النبوية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج من الطائف بعد أن تعرض فيها للأذى والرفض من أهلها، فتوجه إلى وادي نخلة القريب من مكة.
وردت عدة أحاديث نبوية تتحدث عن ليلة الجن مع النبي، ومنها ما يلي:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ”
قال الله تعالى في سورة الإسراء الآية 88: “قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا”
عن أبي هريرة رضي الله عنه: “إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ ، وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ”
ورد عن علقة بن قيس: “قلتُ لابنِ مسعودٍ هل صحِبَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ليلةَ الجنِّ منْكم أحدٌ قالَ ما صحبَهُ منَّا أحدٌ ولَكن افتقدناهُ ذاتَ ليلةٍ وَهوَ بمَكَّةَ فقلنا اغتيلَ أو استُطيرَ ما فُعِلَ بِهِ فبتنا بِشَرِّ ليلةٍ باتَ بِها قومٌ حتَّى إذا أصبَحنا كانَ في وجْهِ الصُّبحِ إذا نحنُ بِهِ يجيءُ من قِبَلِ حراءَ قالَ فذَكروا لَهُ الَّذي كانوا فيهِ قال فقالَ أتاني داعي الجنِّ فأتيتُهم فقرأتُ عليْهم قالَ فانطلقَ فأرانا آثارَهم وآثارَ نيرانِهم قالَ الشَّعبيُّ وسألوهُ الزَّادَ وَكانوا من جنِّ الجزيرةِ فقالَ كلُّ عظمٍ لم يذْكرُ اسمُ اللَّهِ عليْهِ يقعُ في أيديكم أوفرَ ما كانَ لحمًا وَكلُّ بعرةٍ أو روْثةٍ علفٌ لدوابِّكم فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فلاَ تستنجوا بِهما فإنَّهما زادُ إخوانِكمُ منَ الجنِّ.”
كما وردت العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن ليلة الجن، ومنها ما يلي:
قال الله تعالى في سورة الجن الآية من 1 إلى 2: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
قال الله تعالى في سورة النحل الآية 43: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”
قال الله تعالى في سورة الأنعام الآية 151: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”
هناك عدد من اللروايات كلها تتفق على أن عدد الجن الذين استمعوا إلى القرآن كانوا سبعة نفر، وأنهم كانوا من شياطين نصيبين، وأن رئيسهم كان عمرو بن جابر، وهذا ما ورد في الاحاديث التالية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّهُ كانَ يَحْمِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ، فَبيْنَما هو يَتْبَعُهُ بهَا، فَقالَ: مَن هذا؟ فَقالَ: أنَا أبو هُرَيْرَةَ، فَقالَ: ابْغِنِي أحْجَارًا أسْتَنْفِضْ بهَا، ولَا تَأْتِنِي بعَظْمٍ ولَا برَوْثَةٍ. فأتَيْتُهُ بأَحْجَارٍ أحْمِلُهَا في طَرَفِ ثَوْبِي حتَّى وضَعْتُهَا إلى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حتَّى إذَا فَرَغَ مَشيتُ، فَقُلتُ: ما بَالُ العَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قالَ: هُما مِن طَعَامِ الجِنِّ، وإنَّه أتَانِي وفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ -ونِعْمَ الجِنُّ- فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لهمْ أنْ لا يَمُرُّوا بعَظْمٍ ولَا برَوْثَةٍ إلَّا وجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا”
عن عبد الله بن مسعود: “سَأَلْتُ مَسْرُوقًا: مَن آذَنَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا القُرْآنَ؟ فقالَ: حدَّثَني أبُوكَ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ أنَّه آذَنَتْهُ بهِمْ شَجَرَةٌ.”