من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها بالقرآن الكريم
من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها بالقرآن الكريم؟، سؤال نستعرض لك إجابته في هذا المقال من موسوعة، ذُكرت قصص العديد من السيدات في القرآن الكريم للموعظة، فمن بين النماذج الصالحة التي ذُكرت في القرآن الكريم آسيا زوجة فروون التي آمنت بالله ودعت الله أن ينجيها من ظلم فرعون (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
أما عن النماذج الفاسدة زوجة سيدنا لوط عليه السلام التي أهلكها مع قوم لوط لأنها أيدت فعل الفواحش من قبل قوم لوط (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، ولم تُذكر أسماء جميع النساء اللاتي وردن في القرآن الكريم صراحةً إلا امرأة واحدة فقط ما هي ؟، هذا ما يمكنك الإطلاع عليه في السطور التالية.
المرأة الوحيدة التي ورد اسمها في القرآن الكريم
السيدة مريم هي المرأة الوحيدة التي ورد اسمها صراحةً في القرآن الكريم (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ)،
وقد اشتمل القرآن الكريم على سورة كاملة باسمها.
سورة مريم هي سورة كاملة وعدد آياتها 98 آية، وتحتل الترتيب التاسع عشر في القرآن الكريم.
بدأت السورة بذكر قصة سيدنا زكريا عليه السلام، وقد ذُكرت فيها قصة السيدة مريم بدءًا من الآية 16.
السيدة مريم من بين من اصطفافهم الله في قائمة الصديقين وهي الدرجة الأقل من درجة النبوة.
وقد ورد لفظ الصدِّيقة على السيدة مريم في سورة المائدة (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
ولقب الصدِّيقة يُطلق على الصالحين الذين التزموا بطاعة الله وكانوا مخلصين في عبادته بالفعل والقول.
قصة السيدة مريم
نشأة السيدة مريم
السيدة مريمهي ابنة عمران الذي تزوج من حنة، وقد تزوجت أختها من سيدنا زكريا عليه السلام والتي أنجبت له سيدنا يحيى عليه السلام.
عندما حملت حنة في مريم السيدة مريم جعلتها نذيرة لله تعالى، وهذا يعني أن تُكرس حياتها لعبادة الله فقط.
كانت حنة تتوقع أنها تحمل ولد وعندما تفاجأت بأنها أنجبت بنتًا أدركت أنها لن تتمكن من تحقيق نذرها.
فقد كان النذر يتمثل في التعبد في الكنيسة وحينها كان لا يجوز للنساء أن تتعبد فيها وتخالط الرجال.
نشأت السيدة مريمنشأة صالحة وقد كفلها سيدنا زكريا عليه السلام، وكانت تحرص على التعبد في المحراب.
كانت كفالة سيدنا زكريا للسيدة مريم بأمر من الله.
وقد اختار الله سيدنا زكريا بعد أن أجريت قرعة بينه وبين بعض قومها لاختيار من يقوم بكفالتها فوقع الاختيار عليه (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
كان سيدنا زكريا يتعجب كلما دخل على السيدة مريم في محرابها حيث يجد عندها رزقًا.
وعندما يسألها من أين يأتي إليها هذا الرزق تجيبه أن هذا الرزق من عند الله (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وقد كرست حياتها للعبادة واتجهت إلى العزلة عن أهلها من خلال إقامتها في المحراب الذي يقع في الجهة الشرقية من بيت المقدس.
وفي هذا المحراب بقيت معتزلة عن أهلها من أجل التفرغ للعبادة (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا*فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا).
إخبار السيدة مريم بإنجاب ابنًا
أرسل الله سيدنا جبريل إلى السيدة مريم في محرابها ليخبرها برزق الله لها بإنجاب غلامًا.
وقد خافت منه السيدة مريم في البداية إلا أنه طمأنها بأنه أرسله الله إليها (قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا
وقد جاء إليها سيدنا جبريل متجسدًا في هيئة بشر (فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا).
آثار خبر إنجاب الغلام تعجب السيدة مريم حيث سألت سيدنا جبريل كيف أن تنجب بالأساس من دون أن يمسسها بشرًا.
وقد تضمن جوابه بأن الله قادر على كل شيء ولا يعجزه شيء في السماء ولا في الأرض (قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّن).
حمل السيدة مريم وولادتها
بعد أن حملت السيدة مريم قررت أن تبتعد عن قومها وتتجه إلى مكانًا بعيدًا عن أعينهم.
كانت السيدة مريم تخشى من قومها بأن يظنوا بها سوءًا، وعندما حانت لحظة الولادة جلست أسفل نخلة.
غلبت مشاعر الخوف والحزن على السيدة مريم وقد تمنت الموت في لحظة ولادتها (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا).
أرسل الله جبريل ليطمئن السيد مريم ويخبرها ألا تحزن وقد جعل الله أسفلها سري وهو نهر (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا).
أوحى الله عز وجل إلى السيدة مريم بأن تهز جذع النخلة وتتناول منه الرطب لتتيسر ولادتها (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا).
حديث سيدنا عيسى في المهد
أمر الله السيدة مريم بأن تصوم عن الكلام إذا سألها أحد من قومها عن الطفل الذي أنجبته (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا).
حملت السيدة مريم وأنجبت سيدنا عيسى عليه السلام وعندما رآها قومها استعجبوا أمر هذا الطفل وكيف لها أن تنجب من دون زواج وهي امرأة صالحة من ذرية صالحة.
لم تجيبهم السيدة مريم بل أشارت إلى طفلها، فتعجبوا كيف يتحدث إليهم طفلاً لازال رضيعًا (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).
فرد ليهم سيدنا عيسى عليه السلام وهو لازال رضيعًا بأنه عبد الله ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).
كان حديث سيدنا عيسى عليه السلام إحدى أبرز معجزاته والتي لم يهبها الله لأحد من قبله.
وفي ختام هذا المقال نكون قد أوضحنا لك إجابة سؤال “من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها في القرآن الكريم؟” حيث تكمن الإجابة في السيدة مريم، فضلاً عن أهم المعلومات عن السورة التي تحمل اسمها، وقد استعرضنا لك قصة السيدة مريم منذ نشأتها مرورًا بحملها حتى إنجابها لسيدنا عيسى عليه السلام.
ويمكنك الإطلاع على المزيد من المعلومات عن قصة السيدة مريم في المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة: