ما هي الأنفال، يمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:
تعددت الكثير من الآراء والأقاويل الخاصة بالعلماء والفقهاء ورجال الدين حول ما هي الأنفال، ويمكن التعرف على كافة الأقاويل من خلال ما يلي:
الغنائم من الحرب
تعددت الآراء الخاصة بالعلماء حول معنى الأنفال بأنها هي تلك الغنائم التي أخذها المسلمون من الكفار في الحرب.
كما قال علماء آخرون أنها هي تلك الزيادة التي توجد بعد تقسيم الغنائم على أصحابها.
الغنائم بعد تقسيمها
جاء ذلك في شرح صحيح مسلم أن معنى الأنفال هي تلك الغنائم بعد تقسيمها، حيث أن الغنائم يمكن أن يتم تقسيمها إلى أربعة أخماس، وكان خمس منها للنبي صلى الله عليه وسلم.
حيث أن الخمس للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الأنفال حيث إنه يفي به على من يشاء، وكان يمكن أن يعطيهم للناس عامة، أو للجند بشكل خاص.
ما أخذه المسلمون من الكفار بغير حرب
جاء هذا في تفسير الطبري، وهو معنى آخر للأنفال وهي أنها هي ما هرب من الكفار إلى المسلمين، سواء كان دابة أو عبداً أو أي شيء هرب من الكفار إلى المسلمين يطلق عليه أنفال.
وجاء عن عطاء أن الأنفال هي ما يشذ ويبعد عن المشركين ويهرب منهم إلى المسلمين وذلك من دون قتال، وهذا يختلف حيث يمكن أن يكون عبد، أو دابة أو متاع أو أي شيء آخ.
وهي تكون للنبي صلى الله عليه وسلم ويفعل بها ما يرغب، وهو يكون نفل يتصرف به النبي صلى الله عليه وسلم كما يرغب ويشاء.
السّلب
جاء هذا في كتاب اللباب وذلك في علوم الكتاب أن الآراء الخاصة بالعلماء قد تعددت وتغيرت في توضيح معنى الأنفال، وقد توصل بعض العلماء أنها تعنى السلب والأخذ الذي يمكن أن يأخذه المجاهد.
سبب نزول سورة الأنفال
توجد العديد من الأقاويل أيضاً حول سبب نزول سورة الأنفال، والتي اختلف العلماء حولها، ويمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:
يقول بعض العلماء أن سورة الأنفال نولت لكي تعمل على معالجو كافة شؤون الصحابة بعد ما حدث لهم في غزوة بدر، حيث دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقال لهم كيفية التعامل مع الأسرى ما بين الفداء والقتل.
كما تعددت أقوال الصحابة حول غنائم غزوة بدر وتقسيمها حيث سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، على هل تلك الغنائم للمسلمين أم للأنصار، أن لهم جميعاً.
وقيل: إن عُبادة بن الصامت سُئل عن سبب نُزول سورة الأنفال، فأجاب: إنَّها في أهل بدر عندما تنازعوا في توزيع الغنائم.
كما افترق الكثير من الصحابة في يوم غزوة بدر إلى فرقتين، وكانت فرقة من الفرقتين تقوم بالقتال والأسر، والفرقة الأخرى كانت تعمل على حراسة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تنازع الكفار على الغنائم.
كما قالت الفرقة الثانية المقاتلة أنها لهم، وقالت فرقة أخرى أنها هي رداء لكم وتكون بيننا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً وحث على القتال وقال إن من يقتل رجلاً فله كذا كذا وحدد ذلك حتى لا يحدث بينهم نزاع.
وبالتالي أسرع الشبان على القتال، والعمل على بقاء كبار السن وأنهم قد تنازعوا عى الغنائم.
نزلت في سعد بن أبي وقاص وذلك عندما أخذ سيفاً في يوم غزوة بدر من سعيد بن العاصي وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (نَفِّلْنِيهِ، فَقالَ: ضَعْهُ، ثُمَّ قَامَ، فَقالَ له النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ضَعْهُ مِن حَيْثُ أَخَذْتَهُ، ثُمَّ قَامَ، فَقالَ: نَفِّلْنِيهِ يا رَسولَ اللهِ، فَقالَ: ضَعْهُ، فَقَامَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ، أَؤُجْعَلُ كَمَن لا غَنَاءَ له؟ فَقالَ له النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ضَعْهُ مِن حَيْثُ أَخَذْتَهُ، قالَ: فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)
موضوعات سورة الأنفال
قد تناولت سورة الأنفال الكثير من الموضوعات الهامة، والتي يمكن التعرف عليها على النحو التالي:
بدأت سورة الأنفال بذكر أحكام الغنائم، وطريقة تقسيمها، وهذا الأمر يبدأ بالتقوى وطاعة الله ومحاولة التوصل إلى رضا الله سبحانه وتعالى ورسوله، والعمل على انتشار الصلاح والتقوى بين المسلمين أجمعين، كما وعد الصحابة بالنصر على أعدائهم عند خروجهم للمقاتلة، كما أمر المسلمين أجمعين بالوحدة وعدم التفرق أبداً.
العمل على تربية المسلمين على العقيدة الإسلامية السليمة والتي هي طاعة الله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتذكر بصفات أعدائهم من مكر ودهاء والجحود كما أن السورة الكريمة أوضحت أن على المسلم أن يسير في الحرب السلم.
كما تم الحديث عن الغنائم والأسرى وكافة المعاهدات والتي تم ذكر بعض أحداث غزوة بدر بها.
كما تناولت السورة كافة عوامل النصر والهزيمة، والتي تم ذكر الكثير منها لبعض جوانب حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
إثباتها لحقيقة النصر وأنه من عند الله وحده، وبيان أن البلاء العام يدفع بالاستغفار، وببركة وجود النبي صلى الله عليه وسلم وأن الافتتان بالمال والأولاد من أسباب الفساد، كما حثت على السّلم وبينت أنَّه أفضل من الحرب
ثم ذكر كافة البشارة التي يحظى بها المؤمنين واستجابة الله سبحانه وتعالى لدعائهم والنصر على أعدائهم، كما أنها تناولت النهي عن خيانة الله سبحانه وتعالى ورسوله.