يرتكب الإنسان العديد من الأخطاء والذنوب في حياته سواء كان الأمر عن قصد أو عن غير قصد، لكن الأساس هو الفطرة السليمة التي تحث المسلم على أن يبقى طاهر ونقي ويبحث عن السبل التي تعينه عن ترك الذنوب والإقلاع عنها مثل التوبة والاستغفار، وهناك العديد من السبل التي تساعد الرائي على ترك الذنوب ومن بينها:
إقامة الصلاة والحفاظ عليها في أوقاتها
إقامة الصلاة هي أحب الأعمال إلى الله عز وجل فقد قال الله -عزّ وجلّ- في كتابه: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).
عدم الإصرار على فعل المعصية
الإصرار على فعل المعاصي والذنوب هو أمر أخطر من فعل المعصية ذات نفسها، لذلك يجب الحرص على الابتعاد وعدم الجهر أو الإصرار على فعل الذنوب والتقرب من الله عز وجل.
حسن الظن بالله
اليقين بأن الله عز وجل قادر على غفران الذنوب هو أمر يسهل عليك السير في طريق التوبة، فهو يجلب لك الراحة النفسية ويساعدك في التقرب من الله والابتعاد عن المعاصي وذلك لقوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَهِ إِنَّ اللَهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
معرفة جزاء من يترك الذنوب
التعرف على فضل ترك الذنوب والتقرب من الله عز وجل والحرص على التوبة من أجل نيل رضا الله ومحبته وانشراح الصدر ونيل الراحة في النفس وزيادة البركة في الرزق، فهي أمور كثيرة تحث على الابتعاد عن الذنوب.
معرفة آثار الذنوب السيئة
هناك العديد من الذنوب التي تترك داخل نفس الشخص حرقة وألم شديد والشعور بوجع في الضمير مما يجعله يشعر بحالة شديدة من الحزن والهم وتجلب له الأسقام والأمراض، فضلاً عن غضب الله عز وجل، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتت في قلبِهِ نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هوَ نزعَ واستَغفرَ وتابَ سُقِلَ قلبُهُ، وإن عادَ زيدَ فيها حتَّى تعلوَ قلبَهُ، وَهوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
كره المعصية وعدم المجاهرة بها
إنّ كُره المعصية وحب الطاعة نعمةٌ من الله -سبحانه-، وفضلٌ عظيمٌ منه، وطريقٌ الابتعاد عنها وعدم الوقوع فيها، وهو دليلٌ على صدق عزم صاحبها على تركها، قال الله -سبحانه-: (وَلَكِنَّ اللَهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ* فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن سرَّتهُ حسنتُهُ وساءتْهُ سَيِّئتُهُ فذلِكم المؤمنُ).
1- ورد عن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاءِ : « اللهمَّ اغفرْ لي خطيئَتي وجَهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني، اللهمَّ اغفِرْ لي جَدِّي وهَزْلي، وخَطئي وعمْدي، وكلُّ ذلك عندي، اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المُقَدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ».
2- «اللهمَّ لك أسلَمتُ ، وبك آمَنتُ ، وعليك توكَّلتُ ، وإليك أنَبتُ ، وبك خاصَمتُ ، وإليك حاكَمتُ ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، أنت المُقَدِّمُ ، وأنت المُؤَخِّرُ ، لا إلهَ إلا أنت ، أو : لا إلهَ غيرُك».
1- قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-: «اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك.
2- « اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لايطلع عليها.. أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك».
3- « اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا».
4- « ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا أصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».
5- « اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك، يارب الأرض والسموات، اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته تعمدته أو جهلته، وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك، ولا يسعها إلا حلمك».
6- « اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجي عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن أرحمني يا عفو أعفو عني يا رؤف أرأف بي».
صلاة التوبة هي أحد أنواع الصلوات التي يتقرب بها العبد من ربه وهي مستحبة وذلك بإجماع كافة الفقهاء وذلك لقول سيدنا أَبِي بَكْرٍ الصديق رضى الله عنه، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ، ثُمَّ يُصَلِّي (أي ركعتين)، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ : ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾
هناك بعض العلامات التي تشير إلى قبول التوبة ومن بينها انشراح الصدر والشعور بحالة من الراحة والاطمئنان النفسي، بالإضافة إلى الإقبال على الطاعات والحرص على البعد عن طريق المعاصي والذنوب وفعل الصدقات وغيرها من الأمور الطيبة.