في المقال التالي سنعرض لكم مجموعة قصص واقعية عن الاستغفار ، فللاستغفار أثر كبير في حياة العبد، وقد وردت العديد من النصوص الدينية التي تحث على أهميته، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُُوُا رَبَكُمْ إِنَهُ كانَ غَفَّاراً، يرْسِلُ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدراراً، وَيُمْدِدْكُمْ بأَِمْوال ٍوَبَنيناً وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَناَّتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً)، ففي الاستغفار رحمة للعباد، وذلك لأنه يجلب إليهم الرزق والخير، ويرفع عنهم البلاء والسوء، وقد وردت العديد من القصص الواقعية التي تبين فضل الاستغفار وأثره العظيم، وظل الناس يتداولون تلك القصص فيما بينهم، وسنعرض لكم من خلال فقرات موسوعة التالية مجموعة من القصص التي توضح أثر الاستغفار في حياتنا، فتابعونا.
في يوم من الأيام، ذهب رجل إلى الإمام الحسن البصري، وبدأ يشكو له عدم نزول المطر من السماء، فأمره الحسن البصري بالاستغفار كثيراً، وفي نفس الوقت أتى رجل أخر يشتكي له من ضيق الحال والمعاناة من الفقر، فأمره الحسن البصري بكثرة الاستغفار، ثم أتى رجل ثالث يشكو للحسن البصري عدم الإنجاب، وأنه يرغب في الحصول على ذرية من زوجته، فأمره الحسن البصري بكثرة الاستغفار، وفي نفس الوقت أتى رجل آخر يشكو من أن أرضه جرداء ولا يخرج منها أي نبات، فأمره الحسن البصري بالتزام الاستغفار.
في تلك اللحظة تعجب الناس من نصيحة الحسن البصري، فكان ينصح الناس كلهم بنفس الشيء، فرد عليهم الإمام قائلاً (أنا لم أقل أي شيء غريب أو جديد، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).
كانت هناك فتاة صالحة وملتزمة تدعو الله أن يرزقها الزوج الصالح، وأن تعيش معه في حياة هانئة ومستقرة، وبالفعل قد رزقها الله بهذا الزوج، وعاشت معه أيام سعيدة في هناء واستقرار، ولكن لاحظت تلك الفتاة مرور شهور طويلة من الزواج دون الحمل، وكانت تتمنى من الله أن يرزقها الذرية الصالحة، فطلب منها زوجها الذهاب إلى الطبيب للاطمئنان على قدرتها على الإنجاب، وبالفعل ذهبت الفتاة مع زوجها إلى الطبيب، وبعد إجراء العديد من الفحوصات، تبين أنها تعاني من العقم وتواجه العديد من المشاكل في التبويض، تلقت الفتاة تلك الصدمة الكبيرة ولكنها لم تيأس، ظلت تتنقل من طبيب لآخر، ولكنهم كانوا جميعاً يردون عليها بنفس الشيء، هو أن حالتها لا أمل منها، وأنها لن تنجب أبداً.
طوال تلك الفترة كانت الفتاة تعاني من كلام الناس الذين يسألون دائماً عنها، ولماذا لم تنجب حتى الآن، كما أنها ظلت تعاني من بعض المشاكل الزوجية بسبب العقم وعدم الإنجاب، فكان أملها الوحيد هو الله عز وجل، فظلت تستغفر طوال النهار والليل، فكانت تستغفر الله في اليوم الواحد ألف مرة، وتقيم الليل وهي تبكي وتدعو الله أن يحقق لها ما تتمناه، وتقوم بإخراج الصدقات بنية قدوم الرزق إلى حياتها والإنجاب، حتى أتى اليوم التي عانت فيه تلك الفتاة من أعراض جسدية مؤلمة، لتذهب إلى الطبيب ويُخبرها بأنها حامل، وأن تلك الأعراض هي أعراض حمل، علمت الفتاة أن الله قد رزقها لأنه استغفرته كثيراً، وكان حملها هذا فضل استغفارها طوال الليل والنهار.
يُحكى أنه كانت هناك فتاة في العشرينات من عمرها، وكانت تتمتع بصحة جيدة وشباب زاهر، وفي يوم من الأيام، شعرت تلك الفتاة بآلام حادة في جسدها، ولكنها ظلت تتجاهلها لفترة طويلة، حتى أصبحت تلك الآلام صعبة وغير قادرة على تحملها، فذهبت إلى الطبيب الذي قام بإجراء العديد من الفحوصات، وقد أوضحت نتائج تلك الفحوصات أن الفتاة تعاني من السرطان في النخاع الشوكي، وأن السرطان قد انتشر في جسدها بالكامل، وقد أخبرها الطبيب بأنه يجب عليها أن تخضع للعلاج الكيميائي والإشعاعي، ولكن سيكون الهدف من العلاج هو الحد من تدهور الحالة الصحية، ولكن أكد الطبيب أن هذا العلاج لن يشفيها من المرض نهائياً، بل أقصى شيء سيقوم بفعله هو الحد من انتشار السرطان أكثر من ذلك.
شعرت الفتاة باليأس لفترة قصيرة، ولكنها بعد ذلك استشعرت وجود الله عز وجل، وأنه قادر على كل شيء، فالله إذا قال للشيء كن، فإنه سيكون بأمر منه، فتوكلت على الله، وداومت على الاستغفار بنية الشفاء، فكانت تستغفر في كل وقت وحين، فتستغفر عند الاستيقاظ من النوم، وعند تناول الطعام، وبعد كل صلاة، وقبل تلقي العلاج، وقبل النوم، وأصبح الاستغفار هو رفيقها طوال رحلة تلقي العلاج.
ومع مرور الوقت شعرت الفتاة بأن تلك الآلام بدأت في الزوال تدريجياً، وأخبرت الطبيب بذلك، لتقوم بالمزيد من الفحوصات التي تأكدت فيها أن الله قد شفاها من المرض نهائياً، وأن الوباء لم يعد له أي أثر في جسدها، في تلك اللحظة سجدت الفتاة على الأرض باكيةً تشكر ربها، بعد أن تيقنت المعجزة التي أحدثها الاستغفار في حياتها.
يُحكى أن هناك امرأة كانت تعول خمسة من الأبناء بعد أن توفى زوجها ولم يترك لهم أي شيء يحصلون منه على قوت يومهم إلى بيت صغير، كانت تلك المرأة تعاني من ضيق الحال، وكان يمر بها العديد من الليالي التي لا تطعم فيها أبنائها، ولكنها كانت عفيفة وعزيزة النفس، فلا تمد يدها إلى الناس ولا تسألهم أن يقضوا لها حاجتها، ولكنها كانت تستعين بالله في كل أمورها، وتداوم على الاستغفار طوال الليل والنهار، وكانت متيقنة بأن الله سبحانه وتعالى سيرفع عنها البلاء وسيرزقها من حيث لا يحتسب.
وفي يوم من الأيام قامت الحكومة بالتخطيط لإقامة مشروع اقتصادي ضخم في المنطقة التي كانت تقيم فيها تلك المرأة، فعرضت عليها شراء أرضية هذا المنزل مقابل ملايين الجنيهات، وبالفعل قامت المرأة ببيع المنزل وبيع الأرض، وحصلت منه على الأموال الكثيرة، وقامت بشراء بيت أخر لها ولأبنائها، وقامت بإنشاء مشروع تجاري ليحقق لها الكثير من الأرباح، فعلمت المرأة أن هذا الرزق جاء من الله بفضل استغفارها طوال الليل والنهار، وحرصت على تعليم أبنائها القرآن الكريم، وتربيتهم على الشريعة الإسلامية الصحيحة، حتى يلجأوا إلى الله في كل وقت وحين.
في يوم من الأيام، دخل رجل السجن وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات نتيجة شيء قد قام به عن طريق الخطأ وعدم القصد، وفي أحد الأيام وهو جالس مع أحد المسجونين، قص عليه حكايته، فقال له الرجل، الزم الاستغفار إذاً، وسيخرجك الله من هذا الابتلاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همّ فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
بالفعل سمع الرجل لتلك النصيحة، وظل يستغفر الله طوال الليل والنهار لآلاف المرات، فكان يستغفر كل يوم وحين دون كلل أو ملل، وقد وضع كل آماله في المولى عز وجل، وبعد شهرين صدر عفو عن الكثير من السجناء، وتفاجئ بأن اسمه من ضمن قائمة العفو، ليسجد إلى الله باكياً بعدما علم حقيقة أن الاستغفار ينجي من كل بلاء ويفك كل الكروب.
وبعد خروجه من السجن وبعد أن فقد وظيفته، ظل الرجل يعاني من ضيق الحال لفترة طويلة، ولم يجد من يمد يد العون له، فالتزم الرجل بالاستغفار لأنه يعلم مدى أثره في تحقيق المعجزات، ولكن بعد فترة حصل على مكالمة هاتفية من صديق قديم له، يقول له أنه يعلم أنه قد خرج من السجن حديثاً، وقد يعاني من ضيق في الحالة المادية، ولهذا سيقوم هذا الصديق بإرسال بعض الأموال له ليشاركه في مشروع تجاري، وبالفعل استطاع الرجل عمل هذا المشروع الذي حقق له الربح المادي الكبير.
كان هناك شيخ كبير يجلس في المسجد بعد صلاة الفجر، ولاحظ أن المسجد قد خلى من المصليين، ولكن ظل هناك شاب يجلس بجوار الحائط يبكي بصوت مرتفع، ويناجي الله عز وجل، اقترب منه الشيخ وقال له ما بك يا بني، وما الذي يُبكيك إلى هذا الحد، رد عليه الشاب قائلاً (أنا متزوج من سبع سنوات، وحتى الآن لم تنجب زوجتي ولم يرزقني الله بالذرية، ولقد ذهبت إلى الكثير من الأطباء، وقمت بإنفاق آلاف الأموال ولكن دون جدوى، أخشى أن أموت دون أن يرزقني الله بذرية مني).
رد عليك الشيخ وقال له ( هون عليك يا بني، فالله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، وأنا أملك علاجك، فكل ما أطلبه منك هو أن تستيقظ أنت وزوجتك كل يوم قبل صلاة الفجر بساعة كاملة، وأن تقوم بتقسيم تلك الساعة إلى نصفين، في النصف الأول تُصلي القيام أنت وزوجتك، وفي النصف الثاني تلتزمان الاستغفار حتى رفع آذان الفجر، ثم تصلي الفجر في جماعة).
شكره الشاب على نصيحته، وبالفعل عاد إلى زوجته واتفقا سوياً على القيام بتلك النصيحة، وبعد مرور أقل من شهر واحد، علم الرجل بأن زوجته قد رُزقت بالحمل من الله، وبعد مرور تسعة أشهر رزقهم الله بطفل سليم ومعافى من كل سوء، فالتزم الشاب بالاستغفار طوال حياته حتى بعد الإنجاب، وذلك لشكر الله سبحانه وتعالى على هذا الرزق العظيم.
كانت هناك فتاة تعاني من عدم تقدم أي شاب لخطبتها، حتى تخطت الثلاثين من عمرها، وبالرغم من أنها على قدر كبير من الجمال، كما أنها كانت متعلمة ومثقفة وتعمل في وظيفة مرموقة، ولكنها لم تتزوج أبداً، حتى ظلت تسمع الكثير من الكلام المزعج من الناس من حولها، فبدأ زملائها في العمل يُضايقونها، كما كانت تشعر بالانزعاج من كلام أسرتها، وبخاصة بعدما تم خطبة أختها التي كانت تصغرها بعشرة أعوام، وظلت هي دون أي ارتباط أو زواج.
وبعد مرور فترة ذهبت من صديقة لها إلى المسجد لتحضر أحد الدروس الدينية، وفي هذا الدرس سمعت الشيخ يتحدث عن فضل سورة البقرة، ثم تحدث عن فضل الاستغفار، وأن الاستغفار قادر على تحقيق المعجزات، وبدأ يقص على الحاضرين العديد من القصص الحقيقة والواقعية عن فضل الاستغفار.
فعادت الفتاة على إلى منزلها ودخلت إلى غرفتها، وأخذت قرار، وهو الالتزام بقراءة سورة البقرة كل يوم، والالتزام بالاستغفار يومياً لألف مرة، وبالفعل ظلت الفتاة كل يوم تقرأ سورة البقرة، وتستغفر الله عز وجل في كل وقت وحين، حتى أنها كانت تقوم باستغلال أوقات الفراغ في الجلوس في غرفتها وحدها تستغفر الله.
وبعد مرور أقل من شهر واحد، تقدم شاب من مستوى اجتماعي راقي، وكان على خلق ودين، ويعمل في منصب مرموق، وبالفعل تمت خطبة الفتاة بهذا الشاب، وبعد فترة قليلة للغاية تزوجت منه، حتى أن كل الناس من حولها كانوا يتعجبون من زواجها، وبخاصة أنها حصلت على شاب ثري ومتدين، فعلمت الفتاة أن الفرج قد جاء من الله بعد الالتزام بالاستغفار لأيام طويلة.
وبهذا نكون قد عرضنا لكم عزيزي القارئ قصص جميلة وواقعية أوضحت أثر الاستغفار في حياة الفرد، وأنه قادر على تحقيق المعجزات، فمن رحمة الله على عباده أنه أنعم عليهم بنعمة الاستغفار، والذي يجلب الرزق للعباد، ويرفع عنهم أي بلاء، ولكن يجب أن تخلص نيتك لله فقط، وأن تتوكل عليه في كل أموره، وأن تكون على يقين بأن الله قادر على تحقيق كل أمانيك.