حكم سماع الاغاني وقت الاذان من ضمن القضايا الشائكة التي يتساءل المسلمون عنها على نحو متواصل سنتطرق إلى هذا الحكم بحسب ما قد أجمع عليه الفقهاء والأئمة كما سوف نسلط الضوء على من صلى بعد أن كان يستمع إلى الأغاني قبلها، وهناك قطاع عريض من الناس يميلون إلى سماعهم مقابل فئة قليلة من الناس تجاهد نفسها على عدم سماعها حتى في حفلات الزفاف والمناسبات لكونها أحد الأمور الغير مستحبة في الإسلام ولا زال هناك جدل حولها بصورة عامة ومن خلال موسوعة سوف نتعرف على آراء الأئمة فيما يخص سماعها وقت الأذان.
حكم سماع الاغاني وقت الاذان
من الأمور الغير جائزة سماع الأغاني وقت الأذان لأنها تلهي عن ترديد الشهادتين والاستعداد للصلاة، وبحسب ما يشير إليه الفقهاء فإن ترك الأغاني هو من الأشياء الواجبة على المسلم على وجه العموم ولكن ما يزيدها قبحا هو الاستماع إليها وقت الآذان مما يبز هذا عدم احترام لشعائر الإسلام وفي هذا إثم كبير.
يجب أن يتم تركها وتعطيلها عن العمل للترديد وراء المؤذن، وبالرغم من عدم وجود نص صريح فيما يخص سماعها وقت الأذان أو إقامة الصلاة إلا وأن الاستماع إليها يعتبر منكرا لا جدال عليه ما بين الأئمة لأنها إلهاء عن ذكر الله في وقت النداء إلى الصلاة والتعبد لله تعالى.
حكم سماع الأغاني للتسلية
هناك بعض الناس يسمعونها من باب الفراغ والتسلية لاسيما أثناء السير في الشوارع أو المواصلات العامة وفي حال إن كان الغناء بلا موسيقي ويحتوي على كلمات حسنة لا تحفز العواطف أو تدعو إلى الفجور فهي مباحة.
أما إن كانت تحتوي على معازف أو آلات موسيقية وكلماتها ليست بحسنة فإنها في هذه الحالة محرمة قطعا.
كما أن الغناء للمرأة محرم أيضا ولا يجوز للمرأة أن تغني وللرجال أيضا ولكن وفق الشرطين الأساسين وهما: ضرورة خلوها من الموسيقي والمعازف، وتحتوي على كلمات حسنة.
هل من يسمع الأغاني وقت الأذان لا ينطق الشهادة
ليس هناك نص قرآني صريح أو حديث نبوي شريف على أن من يسمع الأغاني وقت الأذان لا ينطق الشهادتين أثناء الموت ويعتبر من ضمن الأمور الباطلة التي لا يجب على المسلم نشرها.
فلا بد أن يكون هناك نصوص موحى بها من الله أو أحاديث نبوية على ما ينطق به المسلم لأن إثم ذلك كبير ولمن أراد وعظ الناس أو هدايتهم يجب عليه الإتيان بالأدلة الشرعية ويكون حسنا مع من حوله لأن الفظاظة وغلظة القلب كما أخبرنا الرسول الكريم من ضمن الأساليب المنفرة.
حكم صلاة من استمع إلى الأغاني قبلها
بالرغم من أن الأغاني مكروهة بحسب الشريعة الإسلامية ويجب أن يتوافر فيها بعض الشروط وهي بالتأكيد ليست متاحة في الأغاني المنتشرة في الوقت الراهن التي يستمع إليها قطاعا عريض من الشباب إلا وأنها لا تؤثر على صحة الصلاة في حال إن أداها بشكل صحيح.
ومن الأفضل أن يتوب من سماع الأغاني لأنها تلهي عن ذكر الله ويحاول أن يشغل نفسه بما ينفعه ولا يصده عن ذكر الله لأنها مرض للقلوب.
ما هو رأي الأئمة في الاستماع إلى الأناشيد الدينية
تعتبر الأناشيد الدينية التي يصاحبها استماع إلى الموسيقى من ضمن الأشياء المحرمة ولا تجوز، أما في حال إن كانت بدون آلة موسيقية مستخدمة ففي هذه الحالة تكون جائزة.
كما يجب أن يتوافر فيه شرط الكلام النافع أو الحسن لا سيما التي تزيد من همة الرجال للتقرب من الله أو تحفيز مشاعر الغيرة على الدين لديهم.
وتكون الأناشيد الدينية أيضا مستحبة عندما تحث على الأخلاق وبر الوالدين أو فعل الأشياء التي لا تتنافى مع الدين الإسلامي مع مراعاة ألا تلهي العباد عن القيام بأداء فروضهم الدينية وفي أن استوفت هذه الشروط فإنها مباحة.
حكم سماع الأغاني وقت الأذان بدون قصد
في حال إن استمع المسلم إلى الأغاني دون قصد أثناء سيره في الطرقات مثلا فلا إثم عليه لأنه شيء خارج عن إرادته ولا يستطيع إيقاف تشغيلها من تلقاء ذاته.
يقع الإثم في هذه الحالة على من يستمع إليها متعمدا ويرفع صوتها ويزعج المسلمين، وفي هذه الحالة يجب على المسلم أن ينصح أخيه بلين ورفق وينهيه عن هذا الفعل كما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
مساوئ الاستماع إلى الأغاني
توجد أضرار تقع على كاهل المسلم عند سماعه الأغاني ومدوامته على ذلك دون أن يحاول أن يجاهد نفسه لكي يكف عن الاستماع إليها وفي ظل الانتشار الواسع لعدة أنواع من الموسيقى في الوقت الحاضر لا تتفق مع مبادئ الإسلام ويقبل على الاستماع إليها عددا كبير من أبناء وبنات المسلمين، ومن بين تلك المساوئ ما يأتي:
تلهو القلب عن ذكر الله وعن أداء شعائره المفروضة، فمن المستحسن أن يستغل المسلم الوقت الذي يلهيه عن ذكر الله في مجاهدة نفسه وذكر الله دوما وتسبيحه، وكذلك قراءة القرآن الكريم لفهم آياته وتدبر معانيه قال الله تعالى في آية 6 من سورة لقمان “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ” .
عند الاستماع للأغاني العاطفية فلقد أجمع الفقهاء على أنها في هذه الحالة بمثابة محرك للشهوات وتحفز على اتباع الضلال والهوى.
تطرد الملائكة من المجالس.
تجعل الفرد في غفلة وتدفعه لهجر الدروس الدينية وصعوبة التلذذ بقراءة القرآن مما يجعل من الصعب أن يجتمع كلا من القرآن والأغاني في قلب واحد.
تؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب عند إدمان الاستماع إليها وهناك روايات العديد من الناس الذين قد شعروا بالمطأنينة والاستقرار النفسي عندما توقفوا عن الاستماع إليها، فكما قال الله تعالى ووعد به من يعرض عن ذكره فإن له معيشة ضنكا أي شاقة وضيقة.
توضع غشاوة على القلب وتمنعه من التدبر في عظمة الخالق.
كيفية الابتعاد عن سماع الأغاني
توجد بعض الطرق التي قد تعين المسلم على ترك الاستماع إلى الأغاني والمعازف التي تلهيه عن ذكر الله من بينها ما يأتي:
الانشغال بقراءة القرآن الكريم والاستماع إليه دوما عبر القنوات الدينية أو تطبيقات الهواتف فهناك العديد من تطبيقات القرآن الكريم يمكن تنزيلها على الهواتف والإنصات إليها.
استبدال الأغاني الموجودة على الهاتف بسور القرآن بأصوات العديد من الشيوخ فهذا أيضا من شأنه أن يساعد على حفظه وفي حال إن لم تتمكن من ذلك يمكنك استبدالها بالأناشيد الدينية فهي إحدى الخطوات التي تعين على ترك سماع الأغاني.
القراءة عن تفاسير القرآن والانشغال بالعلوم النافعة.
مجاهدة النفس لأن المدوامة على الاستماع إليها يسبب نوعا من أنواع الإدمان وتمرض القلب.
جعل اللسان عامرا دائما بذكر الله والمداومة على الاستغفار الذي يمحو الذنوب.
الاقتراب من الصحبة الصالحين الذين يحرصون على حضور الدروس الدينية وإقامة حلقات تلاوة القرآن.
ملئ وقت الفراغ عن طريق توطيد صلة الرحم والإحسان إلى الجار فهي جميعا أمور تعين علي إلهاء النفس عن الاستماع إلى الأغاني.