الحياء هو من أهم الصفات التي تتوافر بالإنسان المسلم، كما أن الدين الإسلامي يحثنا على الحياء سواء كان من الله أو من الناس، حيث أن الحياء عبارة عن أن النفس تخجل من العيب و الخطأ التي تقوم به، كما أنه جزء من الإيمان، وقد حث عليه رسول الله “صلي الله عليه وسلم”، فالحياء والإيمان هم من الأصدقاء المقربين للإنسان التي لا يجب أن يفترقوا عنه أبداً، كما أن الحياء لا يمنع الإنسان أن يقول الحق دوماً، فبعض الأشخاص يمنعهم الحياء من أن يقولوا الحق ويكون هذا من التصرفات الغير محببة عند الله ورسوله، فكان نبي الله من أشد الناس خجلاً وحياءً ولكنه كان إذا كره شيء كان يعلم به صاحبه في وجهة ولا يخجل منه، حيث أن للحياء أنواع كثيرة مثل الحياء من الله عز وجل، وتكون من أهم أنواع الحياء، فالعبد يستحي من الله فيشكره على النعم التي أنعم عليه بها، ولا يقوم بإنكار نعم الله عليه، وتمتلئ نفسه بالوقار والتعظيم لله تعالي، فالمسلم الذي يستحي من ربه، إذا قام بفعل ذنباً أو معصية فأنه يكون خجلا من الله عز وجل، ويرجع إلى ربه ويطلب منه أن يغفر له ويسامحه عن تلك الذنب، ويوجد نوع أخر للحياء وهو الحياء من الناس فلمسم يستحي من أخيه المسلم عندما يطلب منه شيء فلا يقصر في عمله وأن يقدمه له على أكمل وجه، ولا ينكر المعروف التي قدم إليه ولا يكشف عورته على أحد، وتم ذكر الحياء بأحاديث كثيرة وعديدة ومنها:
أحاديث النبي عن الحياء :
قال رجل لرسول الله “صلي الله عليه وسلم”: يا رسول الله، عورتنا ما تأتي منها وما نذر؟ فقال نبي الله عليه السلام: ” احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك”، فقلت يا رسول الله ، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد”، فقلت يا رسول الله، إذا كان أحدنا خالياً”، قال : فالله أحق أ، يستحي منه”.
عن عبد الله بن عمر ــ رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رجل من الأنصار و هو يعاتب أخوه في الحياء، ويقو له : أنك لا تستحي، حتي كأنه يقول: قد أضر بك، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: دعه، فإن الحياء من الإيمان”، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “الحياء و الإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر”.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول اله صلي اله عليه وسلم: ” لا يأتي الحياء إلا بخير”.
عن سعيد بن يزيد قال: قال رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم: أوصني، قال: “أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك”.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ” كان رسول الله صلي الله عليه وسلم” أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً، رئي ذلك في وجهه”.
عن أبي مسعود الأنصاري، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي اله عليه وسلم”: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.
عن عبد العزيز بن رفيع قال: سئل عطاء عن شيء فقال: لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟، قال إني أستحي من الله أن يدان في الأرض برأيي”.