شرح وتفسير لعل الله يحدث بعد ذلك امراً ، هى آية قرآنية نكررها كثيراً لأنفسنا ولأحبابنا عندما يبدأ اليأس في السيطرة علينا و تتملكنا خيبات الأمل و التشاؤم والإحباط، فقد ذكر الله فى كتابه كل ما يساعدنا فى الحياة وكل ما نستطيع السير وفقاً له، وهذه الآية هى خير دليل على ذلك.
فلقد منحنا الله حلول كل المشكلات و الأزمات فى حياتنا، فإذا كانت لديك مشكلة اتجه إلى القرآن الكريم وسوف تجدك حلك فيه وتجد راحتك به.
هنا فى موسوعة سوف نوضح لكم تفسير الآية كما جاءت فى موضعها فى القرآن الكريم ، نوضح كيف تأثر البشر بها و أصبحوا يرددوها فى كافة مشكلاتهم وسقطاتهم.
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا )
هى جزء من الآية الأولى من سورة الطلاق، والتى ذكر الله ووضح فيها كيفية طلاق المرأة و أيام العدة وأن يتق الله فى جميع أمور الدين والدنيا ويخافوه فى حق الزوجات المطلقات، ونهى الله النساء عن الخروج فى فترة العدة بل يلتزمن فى بيتوهن التى طلقهن أزواجهم فيها، حيث نهاها الله عن الخروج من بيت زوجها، أما فى خروجها عموماً ففيه إضاعة لحق الزوج وعدم صونه، إلا لو أتت النساء المطلقات بأمر أو فاحشة فيجب على أزواجهم إخراجهن من بيوتهم.
وقال الله بأن هذه هى حدوده ولا يجب تعديها أو المساس بها ومن يتعداها فيضيع نصيبه من الصلاح فى الدنيا والآخرة.
أما الجزء الأخير من الآية ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) أى يقصد الله بها أنه شرع العدة وحدد وقتها لحكم عظيمة، فلعل الله يحدث في قلب الزوج من الرحمة والمودة مايجعله يرد طليقته ويلم شملهم مرة أخرى، أو لعله كان قد طلقها لسبب ما وقد انتفى ذلك السبب فى فترة عدتها فيرجعها ويراجع نفسه.
استمسك الناس بهذه الآية لِما تعنى من دلالات جميلة ورحيمة بالأفراد، فمن رحمة الله أن كل شئ يتغير وأنه لا توجد ثوابت إلا فى خلقه، فيمكن أن تتغير الظروف والأسباب وحتى القلوب قد تتغير وتلين بعد قسوة .
فدائماً إذا ما تعمقنا وفكرنا فى الأمور التى تحدث لنا فى حياتنا، خصوصاً السيئة منها، نجد أنه دائماً هناك حكمة عظيمة وراء تلك المحنة التى يضعنا الله فيها, قد لانعلمه فى وقتها لكننا بمرور الوقت نجد أن الله يرزقنا دائماً بالخير.
فالمرضى فى المستشفيات لديهم أمل الشفاء دائماً وأن يحدث الله بعد مرضهم هذه شفاءً لا يغادر أجسادهم، هناك أمهات تعانى من عقوق أبنائها وعدم برهم لكنها دائماً تدعى بصلاح الأحوال وترجو من الله الهداية.
لله فى كتابه العزيز آيات كثيرة تدل على زوال الهموم و الفرج بعد العسر، وأن الله عند ظن الإنسان به دائماً، فعلينا بالصبر و تربية النفس على التفاؤل والثقة وحسن الظن بالله، وبأنها طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة.
الأهم هو حسن الظن بالله، فيجب على العبد أن يدعو الله وهو موقن من الإجابة، وأن الله عند ظن عبده به دائماً.
إلا أن مقال واحد فقط عن مثل هذا الموضوع لن ينتهى فى سطور قليلة
فقال الله فى كتابه: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) و (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ) .
لذلك لا تيأس أبداً.